يُعدُّ ناجتس الدجاج من أكثر الأطعمة التي يحبها الصغار، وهو من الخيارات السهلة والسريعة للغداء أو العشاء، كما تجعله خصائصه المميزة وطريقة طهيه -مقلياً بكثير من الزيت- شهياً لدى الجميع تقريباً.
بالرغم من ذلك، يتساءل الكثيرون عن مكوناته وما إذا كانت قيمته الغذائية مناسبة.
مكونات ناجتس الدجاج
أثارت دراسة نشرتها مجلة American Journal of Medicine في عام 2013 جدلاً في قطاع الوجبات السريعة والدواجن، بعد أن أثبتت أن الدجاج الذي يفترض أنه المكوِّن الرئيسي للناجتس يشكّل أقل من 50% من مكوناته.
السبب الذي دفع العلماء لإجراء هذه الدراسة هو ارتفاع معدل السمنة لسنوات لدى سكان الولايات المتحدة بشكل عام وولاية ميسيسيبي على وجه الخصوص.
في هذه المنطقة، يحظر القانون فرض القيود على خدمات المطاعم، ما ملأ شوارعها بجميع أنواع مطاعم الوجبات السريعة.
أثارت هذه الحالة اهتمام كل من الدكتور ريتشارد د. دي شازو والدكتور ستيفن بيغلر، اللذين قررا التحقق مما يعد أكثر الأطعمة شعبية؛ ناجتس الدجاج.
اختار دي شازو وبيغلر قطعتي ناجتس من مطاعم الوجبات السريعة بصورة عشوائية، وقاما بتحليل مكوناتها، وكانت النتيجة التي توصلا إليها أن ما يتم الترويج له كدجاج يمكن وصفه في أفضل تعبير "خدعة".
دهون وعظام وأعصاب وجلد
من المنطقي في منتج يتكون معظمه من لحم الدجاج أن نجد فيه نسيجاً عضلياً، وهو ما نطلق عليه اسم اللحم، ومع ذلك، فإن نتيجة تحليل كلتا القطعتين كانت بعيدة عن هذا الافتراض.
وفقاً للمعلومات المنشورة، كانت القطعة الأولى تتكون في نصفها فقط من النسيج العضلي، بينما تتكون بقيتها من مزيج من الدهون والأوعية الدموية والأعصاب والجلد.
كانت القيم الغذائية لهذه القطعة كما يلي: 56% دهون، 25% كربوهيدرات و19% بروتين.
لم تكن القطعة الثانية أفضل حالاً؛ إذ كانت مكونة من 40% فقط من النسيج العضلي، ونسبة الـ60% المتبقية مقسمة بين الدهون والغضاريف والعظام، وكانت قيمتها الغذائية 58% من الدهون، 24% من الكربوهيدرات و18% من البروتينات.
شركات التصنيع تعترض
وبالطبع، احتجَّت هيئة الدجاج الوطنية (National Chicken Council)، الكيان الممثل لشركات هذا القطاع.
وقالت الهيئة إن الاستنتاج الذي يأتي من تحليل قطعتين من منتج يباع منه ملايين القطع على الأقل يومياً، هو استنتاج لا يعوَّل عليه، كما أشارت إلى أن جميع المنتجين يقدمون المعلومات اللازمة لعملائهم.
لم يعترض الباحثان على محدودية دراستهما، لكنهما أجابا بأنه بعد تحليل القطعتين لم يُعثر في أيهما على ما يتوقعه أي أحد، سواء من حيث التكوين أو القيم الغذائية.
ناجتس الدجاج مصدر فقير للبروتين
في الواقع، خلصت الدراسة إلى أنَّ ناجتس الدجاج يعدُّ "مصدراً قليل البروتين" يحتوي على "نسبة عالية من الدهون"، وأنّه يتعين على الأطباء "إخبار المرضى عن القيمة الغذائية المحدودة للعديد من الأطعمة المصنعة، بما فيها هذا المنتج".
يشتري المستهلكون الأطعمة مثل ناجتس الدجاج من مطاعم الوجبات السريعة، ولكنها تباع أيضاً في الأسواق الكبيرة والمتاجر الصغيرة، وهي بديل رخيص وسريع للدجاج، لذلك.
لذا أقدم موقع El Español الإسباني على اختيار علامتين تجاريتين بصورة عشوائية، لمراجعة المعلومات التي تقدمها الشركات، وإعطاء المستهلكين فكرة تقريبية عن مكونات الناجتس.
في المنتج الأول، كان 62% من مكونات الناجتس من الدجاج، بينما تتألف الـ38% الباقية من مكونات متنوعة مثل قشور البطاطس، وفتات الخبز، دقيق القمح والملح، وغيرها.
القيمة الغذائية لكل 100 غرام هي كما يلي: 264 سعرة حرارية، 13 غراماً من الدهون، 17 غراماً من الكربوهيدرات، 11 غراماً من البروتين، 2 غراماً من الألياف الغذائية و1.2 غراماً من الملح.
توضح البيانات التعريفية للمنتج الثاني أن الناجتس يتكون من 69% من لحم الدجاج، وتنقسم الـ 31% المتبقية بين نشا الأرز، ونشا البازلاء، ونشا البطاطس، وبروتين الصويا والملح، وغيرها.
وكانت القيمة الغذائية لكل 100 غرام كالتالي: 188 سعرة حرارية، 8.4 غرام من الدهون، 15.6 غرام من الكربوهيدرات، 11.9 غرام من البروتين و1.23 غرام من الملح.
كانت بيانات العلامات التجارية الأخرى مشابهة، سواء في المكونات أو في القيم الغذائية.
لذا، يمكن الاستنتاج أن الناجتس منتج غريب للغاية، ويمكن للكثيرين تناوله معتقدين أنه مكون من الدجاج الخالص، لكن هذا ليس صحيحاً.
ولأنّ القرار النهائي يرجع دوماً إلى المستهلك، لذا لا شيء أفضل من أن تكون -كمستهلك- على اطلاع جيد بما يأكله الأولاد.