تحقيق الأهداف ليس بالأمر السهل، فكثيراً ما نتَّخذ قرارات جديدة للتغيير من أنفسنا، على غرار: غداً سأبدأ بالذهاب إلى النادي الرياضي، غداً سأبدأ بالدراسة وسأستيقظ باكراً، سألتزم بنظام غذائي صحي اعتباراً من الأسبوع المقبل.
لكن مع الأسف غالباً ما تبقى كل هذه القرارات مجرد وعود نعد بها أنفسنا دون أن ننفذها، فما السبب؟
بالتأكيد هذا ليس بسبب عدم رغبتنا في حياة أفضل، إنه ببساطة مجرد نتيجة ثانوية لواقع أن التغيير صعب.
كيف يمكن تحقيق الأهداف دون الاستسلام للمماطلة
الكثير من الناس يطرحون التساؤلات حول كيفية تحقيق الأهداف في الحياة.
في الحقيقة، عاداتنا تصبح مع مرور الزمن متأصلة وتلقائية، ويتطلب تغييرها بذل جهد مستمر إلى أن نستطيع تكوين عادة جديدة.
هل هذا يعني أننا سنبقى عاجزين عن التغيير؟
بالتأكيد لا، التغيير أمر ممكن، كل ما نحتاجه هو اتباع خطوات معينة، والمواظبة عليها.
إليك الخطوات الفعالة التي ينصح بها موقع very well mind لضمان تحقيق أهدافك:
لا تتخذ قراراً.. اتخذ هدفاً
على الرغم من أن معظم الأشخاص يتخذون قرارات يصممون على القيام بها، إلا أن التكتيك الأفضل يتمثل في تحديد الأهداف.
دائماً اسأل نفسك: ما هي أهدافي في الحياة؟ بدلاً من اتخاذ قرارات معينة.
"ماهو الفرق؟"، من خلال القرارات التقليدية، يتعامل الناس عموماً مع التغيير من خلال الموقف، فإذا قررت الاستيقاظ باكراً يوم غد، وحصل أنك لم تستيقظ، ستشعر كما لو أنك فشلت وتستسلم لواقع أنك لن تتمكن من تنفيذ قراراتك.
ولكن، من خلال تحديد الأهداف، يهدف المرء بدلاً من ذلك إلى العمل باتجاه السلوك المرغوب.
الفرق الرئيسي هو أن الأشخاص الذين يحاولون تحقيق أهدافهم يتوقعون أنهم لن يكونوا مثاليين في البداية، وأنهم سعداء بأي تقدم يحرزونه.
فمجرد الاستيقاظ قبل ربع ساعة فقط عن المعتاد سيجعلك تشعر أنك تقترب من هدفك.
بهذا الشكل ستتوقع أن تستمر في طريقك إلى أن تحصل على هدفك، بدلاً من الشعور بالإحباط في حال عجزك عن تنفيذ قرار اتخذته.
لا تتوقع الكثير منذ البداية
عندما تضع خطة لتحقيق الأهداف الجديدة، ابدأ خطوة تلو أخرى.
مثلاً حاول تحقيق هدفك مرة واحدة أو مرتين في الأسبوع ، بدلاً من ملاحقته كل يوم.
على سبيل المثال، بدلاً من القول "سأذهب إلى النادي الرياضي كل يوم"، خطط للذهاب كل يوم أربعاء مثلاً.
سيكون ذلك أسهل بكثير كبداية، وسيجعلك تشعر بأنك ستحقق الهدف الكلي في النهاية.
فالاستراتيجية المثلى إذاً هي تحديد أهداف صغيرة يمكن تحقيقها، وإضافة المزيد من الخطوات كلما أحرزت تقدماً.
بهذه الطريقة تعمل تدريجياً نحو الحياة التي تريدها والتغييرات الضرورية، لكنك تواجه "نجاحاً" أكثر بكثير على طول الطريق، بدلاً من الشعور بالفشل إذا لم تواجه التغيير النهائي بين عشية وضحاها.
حدد هدفاً لكل شهر
قد يكون لديك العديد من التغييرات التي ترغب في إجرائها في حياتك، إذا كان الأمر كذلك، فقد يكون من الأفضل تناول واحدة كل شهر للأسباب التالية:
· يمكنك التركيز أكثر، حيث إنك لن تحاول إجراء العديد من التغييرات الشاملة مرة واحدة.
· يمكنك أن تُلزم نفسك كل شهر بفكرة جديدة، بحيث تستمر في النمو طوال العام ويصبح التحسين الذاتي طريقة للحياة.
· يمكنك الاستفادة من كل نجاح، حتى تتمكن من توفير الوقت قبل ممارسة أي هواية جديدة، لاسيما أنك تحتاج إلى مدة زمنية تقارب الشهر لتشكيل أي عادة جديدة.
· يمكّنك هذا الأسلوب من تكريس الطاقة لتشكيل عادات جديدة بسهولة أكبر قبل الانتقال إلى التالي، لذلك لا تعتمد فقط على قوة الإرادة.
كافئ نفسك بعد كل تقدم
على الرغم من أن تبني عادة إيجابية جديدة هو مكافأة بحد ذاته، إلا أنك تحتاج إلى تحفيز نفسك عند القيام بالتغيير، لاسيما أن التغيير ليس بالعملية السهلة.
تذكر كيف ساعدك التعزيز الإيجابي من مدرس داعم على التعلم، على الرغم من أن المعرفة تعتبر مكافأة بحد ذاتها؟
إن تقديم مكافآت إضافية لنفسك يمكن أن يساعدك على الحفاظ على المسار الصحيح والحفاظ على التحفيز، وبإمكانك أن تحفز نفسك بالطرق التالية:
· احصل على صديق يعرف أهدافك، وشجِّعا بعضكما البعض، حتى لو كنت تعمل على أهداف منفصلة.
سيساعدك صديقك بتقييم تقدمك في تحقيق أهدافك ويمنحك درجات عالية عند إحراز أي تقدم، تستطيع بالمقابل أن تفعل معه ذات الشيء.
· قسّم هدفك إلى خطوات صغيرة الحجم، وكافئ نفسك بشيء تحبه كلما اقتربت خطوة.
· قم بمحاذاة المكافآت مع الأهداف، واحصل على مكافآت تتماشى مع إنجازاتك (مثل ملابس التمرين الجديدة لكل 5 زيارات لصالة الألعاب الرياضية).
اختر أهدافك بحكمة
بالنسبة للأهداف التي حدَّدتها، من المهم أن تختارها بحكمة.
أو سيكون من الصعب عليك أن تلتزم بتحقيقها، يجب أن تكون أهدافك منطقية وضمن حدود استطاعتك.
فأنت تريد أيضاً اختيار الأهداف التي ستساعد حقاً على تحسين حياتك، وبالتالي فإن المجهود الذي ستبذله في تحقيقها سيكون مفيداً.