الامتناع عن أكل اللحوم يصيبك بالاكتئاب وكوب واحد من المياه الفوارة أكثر صحة من كوب عصير.. احذر الخرافات الغذائية

يبدأ الأمر دائماً بدراسة غير دقيقة تُنشر على أحد المواقع، حتى وإن كانت دون دليل ملموس

عربي بوست
تم النشر: 2018/02/12 الساعة 04:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/02/12 الساعة 04:18 بتوقيت غرينتش

يبدأ الأمر دائماً بدراسة غير دقيقة تُنشر على أحد المواقع، حتى وإن كانت دون دليل ملموس، لتتحول إلى واقع مصدق، مخلفةً وراءها العديد من المخاوف غير الضرورية.

نحاول اليوم إلقاء الضوء على بعض تلك المبالغات وتصحيحها.

ما علاقة إدمان القهوة بالأزمات القلبية؟


يعتقد البعض أن تناول القهوة يسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، في الحقيقة أثبتت بعض الدراسات التي أجريت على ما يقرب من النصف مليون شخص أوروبي أن الكافيين الموجود في القهوة يساعد على تقليص نسب الوفاة والإصابة بالجلطات والسكري وأمراض القلب.

هل تتسبب المحليات الصناعية في السرطان؟

سببت مادة الأسبرتام الهلع للجميع حول أنحاء العالم؛ حين اتُّهمت بالتسبب في السرطان. أثبتت بعض الدراسات بالفعل أن هناك نسباً ضئيلة جداً من الحالات أصيبت بسرطانات المخ، خلال استخدامها المحليات الصناعية، لذلك لا تستطيع على وجه التأكيد إثبات أن المحليات الصناعية هي السبب الفوري.

بالإضافة إلى ذلك هناك دائماً أنواع أخرى من المحليات منزوعة الاسبرتام يمكن استخدامها، وتجنب الإصابة بالسكري نتيجة تناول السكر العادي.

هل الدهون هي المتهم الرئيسي في تصلب الشرايين؟


تنقسم أنواع الدهون إلى مشبعة وغير مشبعة، والضار منها هي تلك الدهون المشبعة ثقيلة الكثافة، التي تميل إلى الترسب في جدران الأوعية الدموية، أما عن تلك غير المشبعة فهي على النقيض، من أفضل أنواع الدهون للجسم، فهي مفيدة للغاية، حيث تحتوى على بعض الفيتامينات التي يحتاجها الجسم ولا تذوب إلا في الدهون، مثل فيتامين أ وفيتامين د، لذلك فالأنظمة الغذائية الصارمة التي لا تحتوي على أي مصدر للدهون تعرّض الجسم وبشكل قاس لنقص فيتامينات حاد.

وعلى الرغم من التحذيرات الكثيرة حول تناول الدهون، فإن هناك دراسات أوضحت تزامن إصابة بعض المرضى بأمراض القلب وتصلب الشرايين مع تناول طعام ذي محتوى بسيط من الكربوهيدرات أيضاً، لذا فليست الدهون وحدها هي المتهم الوحيد الملام دائماً على ذلك.

فليست كل الدهون المخزنة في الجسم سيئة السمعة كما يعتقد البعض، إلا أنه لا بد من التأكيد على أنه كلما زادت نسبة الدهون المستخدمة في الطعام خصوصاً من الدهون المشبعة زادت النسبة المخزنة من الدهون سيئة السمعة.

المثير للانتباه أن هناك بعض الأعضاء مثل الكلية التي تحافظ بعض الدهون المحيطة بها على موقعها الثابت داخل الجسم، ليس هذا فحسب، ولكن أيضاً هذه الدهون هي مؤشر حيوي مهم للتنبؤ بالعديد من الأمراض.

فالجسم البشري يمكنه التعامل مع أي نوع من الطعام في عملية الهضم والتكسير دون النظر إلى المصدر، لذا يجب عليك استخدام القدر الكافي والمعقول من كل شيء.

هل يصلح النظام النباتي كأسلوب حياة؟


يعتمد النظام النباتى بشكل أساسى على وصفات قوامها الطعام من أصل نباتي مثل الخضراوات والفواكه وحبوب القمح الكاملة والبقوليات. وفي الوقت نفسه يمنع اللحوم بأنواعها سواء كانت حمراء أو بيضاء، إلى جانب الأسماك ومنتجات البيض والأجبان والزيوت المهدرجة.

يستمد النظام النباتي دعايته من أنه حمية ذات تأثير سريع وهائل في عملية فقدان الوزن، لكن حين تتخلى عن كل شيء مرة واحدة مثل السكر والملح واللحوم والبروتين بشكل عام، يستهلك الجسم الأغلبية العظمى من مخزونه من الدهون.

ذهب البعض إلى أبعد من ذلك فأنكروا أهمية بعض العناصر المهمة جداً وفوائدها للجسم، كالكالسيوم مروراً بأضرار الكالسيوم للجسم، بعد صدور بعض الدراسات الغربية عن عدم وجود فائدة له، ناهيك عن اللجوء إلى مكملات الفيتامينات مثل فيتامين ب المركب، الهام جداً للأعصاب في الجسم لتعويض نقص الحصول عليه من الطعام.

والجدير بالذكر أن ثباتك على النظام المتوازن من الخضر والفاكهة واللحوم الشهية يحافظ على معدل ثابت من الدوبامين في الجسم؛ حيث وجدت الدراسات أنه كلما كان طعامك خالياً من الأطعمة المحفزة لإفراز الدوبامين زادت نسب الإصابة بالاكتئاب وفقدان الشهية والركود، كرد فعل دفاعي من الجسم يحفزك على تناول أطعمة متنوعة، لتوفير كافة احتياجات الجسم من العناصر الغذائية.

هل يجب الامتناع عن الملح نهائياً؟

ربما تصلح تلك النصيحة لمرضى الضغط المرتفع، لحساسيتها الشديدة تجاه ارتفاع نسب الأملاح في الجسم وتزايد احتباس الماء والأملاح فيه، وهي نصيحة صحيحة في هذه الحالة.

لكن بالنسبة للأصحاء فإن تناول القليل من الملح المدعم باليود يساعد بشكل أساسي على صحة الغدة الدرقية، ويحفز من عملها في إفراز العديد من الهرمونات المفيدة للجسم.

هل الكربوهيدرات سم قاتل؟

مرة أخرى يصيب التعميم المخل الكربوهيدرات، والتي لها أنواع كثيرة منها البسيطة مثل الدقيق المحسن والمكرر والسكر والعسل، والمعقدة منها الحبوب البنية ودقيق الحبوب الكاملة والشوفان، وتمتاز تلك المعقدة باحتوائها على الألياف الغذائية التي تساعد الجسم على تحسين الهضم والشعور بالشبع، مما يسهم بشكل ملحوظ في فقدان الوزن، على عكس السائد من تسببها في السمنة .

هل تناول كوب من العصير أفضل من المياه الغازية؟

في الحقيقة تكافئ المشروبات الغازية المحتوية على السكر محتوى السكر نفسه في كوب من عصير البرتقال، وبضرر أكبر، لأن الفاكهة بعد عصرها تفقد كل الألياف المفيدة.

وللحصول على كوب واحد من العصير ينبغي استخدام ما يقارب خمس ثمرات، لذلك فتناول كوب واحد من المياه الفوارة أكثر صحة من تناول كوب من العصير.

والسؤال الأهم، هل المشروبات الغازية هي الخطر الأكبر؟

على مر الأعوام كانت المياه الغازية صاحبة نصيب الأسد في سوء السمعة من بين كل الأطعمة والمشروبات، لما يقال عن قدرتها على إصابة الجسم بهشاشة العظام، إلى سرطانات المعدة، فحصدت المشروبات الغازية النصيب الأكبر من المقاطعة.

لكن تُصنع المياه الغازية من الماء مضاف إليه بعض الفقاقيع من ثاني أكسيد الكربون، لتعطي إحساس الصودا المحبب، مع عدة إضافات من المحليات ومنكهات الطعم والرائحة، لذلك يمكن وبكل بساطة التغاضي عن تناول تلك المشروبات التي تحتوي على مواد مصنعة بكثرة، والاكتفاء بتناول المياه الغازية الفوارة بدون إضافات.

علامات:
تحميل المزيد