هل يمكن أن ترتدي صندوقاً في مقابلة عمل أو فستان البيض المقلي والهوت دوغ في مناسبة خاصة؟ تلك التصميمات التي تقوم بمشاركتها مازحاً عبر حساباتك على الشبكات الاجتماعية، لتضحك مع أصدقائك وتسألهم هل يمكن أن يرتدي أحد هذه التصميمات الغريبة؟ ونحن أيضاً نشاركك نفس الاستفسار لماذا يصمم مبتكرو الموضة العالميون هذه التصميمات الغريبة رغم أننا لم نشاهد أحداً يرتديها من قبل؟ فلماذا إذا يصممون الأزياء الغريبة التي لا يرتديها أحد بل يخصصون لها عروض أزياء مبهرة؟
بالطبع لن ينفق مصممو الموضة هذا الكم من التصميمات لكي تسخر منها عبر فيسبوك، ولكن الإجابة ربما تكون غير متوقعة، فالحصول على مئات الآلاف وربما الملايين من الدولارات من الإعلانات مجاناً أمر مربح، فبحسب آراء عبر موقع Quora كانت هذه الإجابة منطقية إلى حد كبير، فنحن نساهم بصورة أو بأخرى في الدعاية لهذه الموديلات "المجنونة" وغير المألوفة.
ولكن من جهة أخرى يفسر الأمر جورج سيمونتون، مصمم الأزياء والبروفيسور في معهد تكنولوجيا الموضة ، قائلاً "ينفق مصممو الأزياء مبالغ ضخمة في عروض الأزياء، ففي المتوسط يكلف عرض الأزياء نحو 40 ألف دولار، ومن الطبيعي أن تعرض أزياء قابلة للبيع والارتداء، إلا أنهم يعرضون أيضاً ملابس لا يتوقعون أن يرتديها أي شخص"
ويضيف سيمونتون "بيع قطع الملابس ليس الهدف الوحيد من عروض الأزياء، وإنما الدعاية أيضاً لكل مجموعة موسمية، فيمكن تصميم موديلات ريفية، بحرية، ملابس قطنية أو حتى ملابس مهرجين، والتي تترجم لاحقاً إلى مواد أكثر قابلية للارتداء، فتباع في المتاجر فيما بعد، حيث يستوحى منها التصميم أو القماش أو الألوان"، بينما يشير سيمونتون للأزياء شديدة الغرابة قائلاً "أما التصميمات الغريبة للغاية مثل مجموعة إزاك مزراحي التي ارتدت فيها العارضات حقائب في رؤوسهن فمصيرها الاختفاء بالطبع في أسبوع الموضة بنيويورك 2009″.
قطع الملابس المثيرة تعد بمثابة لوحات فنية مبتكرة بأيادي مصمميها، فالمصمم يشعر بمتعة لتصميم قطع فريدة يستخدم فيها الأقمشة والألوان والإكسسوارات شديدة الغرابة.
تسترجع جيسيكا مورغان، محررة الموضة في مجلة نيويورك، مجموعة مزراحي في خريف 2009 السابق ذكرها، قائلة "شعرت بحالة من السعادة والمتعة عند مشاهدة تلك المجموعة" وأضافت "بالطبع إذا ارتديت هذه الملابس في الحياة اليومية ستبدو كالشخص المخبول الذي يرتدي درعاً لحماية مخه من موجات الكائنات الفضائية".
وفي نفس الأسبوع أظهر مصمم الأزياء نارسيكو رودريجيز إحدى عارضات الأزياء بملابس مموهة بتصميم جلد البقر بينما ارتدت دلواً فوق رأسها.
ولكن بعض المشاهير يقررون في خطوة جريئة ارتداء هذه الملابس في مناسبات عامة ومهرجانات كبرى، مثلما ارتدت النجمة الشهيرة مادونا أذنَي أرنب من تصميم Louis Vuitton في متحف متروبوليتان للفنون.
الملل.. سبب آخر افترضه موقع Buzzfeed لتصميم هذه الملابس، تخيل كم سيشعر الحضور بالملل في أسبوع الموضة المليء بعروض الأزياء للمصممين المختلفين من جميع أنحاء العالم، هل سيتحملون مشاهدة ملابس صوفية متشابهة وقطع من الجينز مئات المرات يومياً؟ هناك حاجة بالتأكيد لكسر الملل بتصميمات مبدعة، باختصار مصممو الأزياء لا يخاطبونك ولا يطمحون في بيع هذه القطع لك، إنها مجرد دعاية لماركاتهم العالمية، أما أنت فيخصصون تصمميات تناسبك وتباع في المراكز التجارية التي تزورها في نهاية الأسبوع.