لقضاء أجواء هادئة مثل محمود وكاثرين في “واحة الغروب”.. دليلك لقضاء إجازة ممتعة بواحة سيوة

مع أن كلمة واحة توحي للوهلة الأولى بصحراء شاسعة لا مكان فيها لأي نشاطات تضمن لك وقتاً ممتعاً بها، لكن على العكس تماماً؛ مع بعض التخطيط ومعرفة المزارات قبل الذهاب بإمكانك الاستمتاع بعطلة رائعة في مقصد سياحي لا يمكنك تفويته.

عربي بوست
تم النشر: 2017/06/24 الساعة 09:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/06/24 الساعة 09:12 بتوقيت غرينتش

قدمتها كاملة أبو ذكري بشكل جذاب يسرق العين في "واحة الغروب"، لفتت به الأنظار لهذا الجزء الأخاذ من معالم مصر.

وقد صارت واحة سيوة بالفعل من ضمن المزارات السياحية المجدولة مؤخراً في برنامج كثير من محبي قضاء إجازة عيد سعيدة دون تكبد مبالغ طائلة. وهنا نخبرك كيف تقضي عطلتك في واحة سيوة.

آثار وحضارة في الواحة


مع أن كلمة واحة توحي للوهلة الأولى بصحراء شاسعة لا مكان فيها لأي نشاطات تضمن لك وقتاً ممتعاً بها، لكن على العكس تماماً؛ مع بعض التخطيط ومعرفة المزارات قبل الذهاب بإمكانك الاستمتاع بعطلة رائعة في مقصد سياحي لا يمكنك تفويته.

تحتوي الواحة على أحد أهم وأشهر المعالم الأثرية في مصر وهو معبد آمون، ويسمى أيضاً معبد الوحي الذي شيد في عهد الفراعنة.

وقد ذاعت شهرة سيوة وهذا المعبد تحديداً بعد زيارة الإسكندر الأكبر للواحة حوالي عام 331 قبل الميلاد، فحين وصل إلى معبد آمون حظي باستقبال حفي من الكهنة، وقد أدوا بعض الطقوس، ثم اصطحبه كاهن آمون الأكبر للمعبد وألقى أسئلته للمعبود آمون وتلقى نبوءة حكمه لمصر والعالم.


ومن الأماكن المميزة أيضاً جبل الموتى، ويضم الجبل مجموعة من المقابر الأثرية، حيث اكتشفت أول ثلاث مقابر في الجبل خلال الحرب العالمية الثانية، وذلك عندما لجأ أهل سيوة للاحتماء بالجبل.

ومن أهم المقابر بداخله هي مقبرة سي آمون، التي تتميز بنقوش ولوحات تجمع بين الفن المصري القديم والفن الإغريقي. بعض هذه اللوحات تظهر قاعة المحاكمة، وفيها يشاهد أوزيريس جالساً فى هيكله وأمامه ميزان ماعت، بالإضافة إلى الأرباب 42.

ولوحة للإلهة نوت أمام شجرة الجميز، وهي تحمل فى يدها اليمنى صحيفة قرابين من الخبز، وفي يدها اليسرى إناء تنصب فيه الماء فى بركة، والمياه تنساب على شكل مفاتيح الحياة.


وتضم الواحة مقابر أخرى في الجبل، مثل مقبرة التمساح، ومقبرة باتحوت، ومقبرة ميسو ازيس.

ولا يمكن أن ننسى قلعة شالي أو المدينة القديمة، ويعود تاريخ تأسيسها للقرن الـ 12 الميلادي، وتعتبر الحصن القديم وبنيت من مادة الكرشيف الطينية المشبعة بالملح، والتى تتواجد بأطراف البحيرات فى سيوة، فإذا جف طينها أصبح شبيهاً بالأسمنت فى صلابته.

كانت شالي محاطة بسور سميك ومتين البناء ذي مدخل واحد للاطمئنان على حسن الدفاع عنه إذا هاجم عدو من الخارج، وتسمى هذه البوابة بالباب إنشال، بمعنى باب البلدة، وبعد مرور قرن من الزمان فتح أهل البلدة باباً ثانياً فى الجهة الجنوبية من السور، قريباً من معصرة الزيتون وسمي بـالباب آترار، بمعنى الباب الجديد.

سحر الطبيعة في سيوة



من أهم ما يميز واحة سيوة هي الطبيعة الخلابة التي تبعث السلام في النفس، من البحيرات المالحة للكثبان الرملية للنخيل وكثير من الآبار وعيون المياه العذبة والمياه الكبريتية التي يتم استخدامها في الاستشفاء.

من أهم هذه العيون:

– عين كليوباترا، أشهر عيون المياه، وهي مصممة في شكل حمام حجري يمتلئ بمياه الينابيع الساخنة، وسمي بهذا الاسم لزيارة الملكة كليوباترا له وسباحتها فيه، بالرغم من نفي بعضهم لمثل هذا الحدث.

– عين فطناس، وهي تقع بجزيرة فطناس التي تبعد حوالى 6 كيلومتر غرب سيوة، تلك الجزيرة الساحرة المطلة على بحيرة بركة سيوة المالحة، ويحيط بها أشجار النخيل والمناظر الطبيعية الصحراوية.

– عين كيغار، وهي من أهم العيون التي يتم الذهاب إليها للاستشفاء نظراً لوجود مياه كبريتية ذات حرارة معتدلة طبيعية.


تضم سيوة أيضا بحيرات مالحة من أهمها بحيرة الزيتون، وبحيرة أغورمي، وبحيرة سيوة وبحيرة المراقي.

تتميز الواحة أيضاً بكثرة أشجار النخيل والزيتون، نظراً لتوفر المياه التي ساعدت على نموها، إذ تنتشر على آلاف الأفدنة ومحاصيلهم التي تشتهر بها الواحة، حيث العديد من أنواع البلح والزيتون، وهي أشجار خضراء معمرة تضفي جمالاً عليها حتى استحقت به اسم الواحة الخضراء.


ولا يجب أن ننسى رحلات السفاري الممتعة وسط رمال سيوة في الهواء الطلق.

أهل سيوة وتقاليد حياتهم


ومن الأماكن التي يمكن زيارتها، متحف البيت السيوي، الذي بني على طراز البيت السيوي القديم، فيعرض كثير من جوانب الحياة التقليدية في سيوة، ويحتوي على بعض المشغولات اليدوية للبيئة السيوية، مثل السجاجيد والمجوهرات، والأواني الفخارية والفضيات، والآلات الموسيقية والملابس السيوية المطرزة.

تتسم الحياة في سيوة بالوداعة والهدوء، إذ حافظ أهلها على بساطة العيش بعيد عن صخب المدينة. اللهجة التي يتحدث بها أهل سيوة هي مزيج من اللغة الأمازيغية والعربية، ويسمى هذا المزيج باللهجة السيوية.

اللغة العربية هي اللغة الرسمية في المدارس وكتابة الوثائق، أما السيوية هي اللغة التى تستخدم فى البيت والشارع وتعتبر اللغة الأم فى سيوة.


يحتفل أهل سيوة بالمناسبات بطريقتهم الخاصة وعاداتهم التي حفظوها مع مر الزمن. فعادات الزواج مثلاً هي خطوبة الفتيات من صغرهم، وبعد أن تتم سن الزواج لا يسمح لخاطب برؤيتها إلا في المناسبات وبحضور الأب أو الأخ.

وتمتد مراسم الزواج إلى 3 أيام فتتزين العروس بعمل 99 ضفيرة، تحمل كل ضفيرة اسم من أسماء الله الحسنى، و تضع على شعرها زيت الزيتون وتلونه بالحناء، وتهتم أيضاً بتزيين ثوب الزفاف الذي يتميز بالحلي وأغطية الرأس والأحزمة والطرح المشغولة وأقنعة الوجه المليئة بالعملات الفضية أو الذهبية.


ويعتقد أهل الواحة أن عين المرأة التي يموت عنها زوجها تحمل ضررا إذا وقع نظرها على شيء فتحتجب في بيتها 40 يوماً، ولا تتزوج قبل مرور عام على وفاة زوجها.

كيف تذهب إلى واحة سيوة؟


تقع واحة سيوة بصحراء مصر الغربية بالقرب من الحدود الليبية وتبعد نحو 750 كيلومتر من مدينة القاهرة، وحوالي 600 كيلومتر من مدينة الإسكندرية، وحوالى 300 كيلومتر من ساحل مرسى مطروح على البحر المتوسط.

إذا أردت أن تريح نفسك من التخطيط والحجز وخلافه فربما تبحث عن عروض الرحلات الداخلية لشركات السياحة المعروفة، كل ما عليك هو أن تقوم بدفع المبلغ المطلوب وتتكفل الشركة بالتخطيط والانتقالات واختيار مكان الإقامة، وعليك أن تحضر فقط بطاقتك الشخصية أو جواز السفر، وقسيمة الحجز من الشركة.

تتراوح قيمة الرحلة في هذه الشركات من 1.500 جنيه حتى 3000 جنيه حسب مدة الرحلة.

أما إن كنت من محبي التخطيط بنفسك واختيار مكان الإقامة، فبإمكانك الحجز من خلال حافلات شركة غرب الدلتا والتي تنطلق من الإسكندرية إلى سيوة في ثلاث مواعيد مختلفة وتصل في حوالي 8 ساعات.

كما بامكانك الذهاب بالقطار من القاهرة إلى الإسكندرية أولاً ثم الأوتوبيس، ومؤخراً أصبح هناك رحلات من القاهرة مباشرة.


بالنسبة للفنادق فلها خيارات كثيرة متنوعة مختلفة المستويات من هنا، والحجز إلكترونياً واختيار ما يناسبك، فالأسعار تختلف من مكان لآخر وحسب عدد الأيام، لذا ستجد حتماً ما يناسب ميزانيتك.

إذا كانت ميزانيتك عالية وأردت تجربة فريدة من نوعها، فمن الفنادق المميزة جداً الذي يفرض تجربة مختلفة على كل قاطنيه فندق "ادرار املال" أو الجبل الأبيض، والفندق مبني من الطين والملح الصخري ولا يوجد به كهرباء ويمنع استخدام الهواتف النقالة به، هذا الفندق لمريدي الاستجمام والابتعاد عن كل المشوشات الخارجية.

الفندق فخم وجذاب للغاية ولكن بشكل بسيط فيضيء ليله الشموع، وتحيط بك من كل الجوانب طبيعة سيوة الخلابة من جبال وأشجار وبحيرات.

أما إذا أردت أن تنطلق في رحلة شبابية لا تكلف الكثير ولا تهتم بالفخامة في المبيت، فهناك كثير من الفنادق متوسطة المستوى، لكنها تتسم بالنظافة والراحة أيضاً ولا تكلف الليلة كثيراً. وفي كل الأحوال ثق بأنك سوف تقضي أجازة ممتعة جذابة في هذه الواحة الخلابة.

علامات:
تحميل المزيد