بدأت حركة الأفواج السياحية، التي تقبل على السياحية في مصر في فصل الشتاء، هذه السنة 2016-2017، في التحسن نسبياً بعد فترة بيات شتوي سياحي، وذلك وفقاً لـوزارة السياحة المصرية.
فيما أشارت إلى بلوغ نسب الإشغال السياحي بمدن محافظة البحر الأحمر 35٪، إذ تصدّر السياح الألمان المشهد بنحو 60 ألف سائح، تلاهم السياح من أوكرانيا بنحو 20 ألفاً، ثم البريطانيين والإيطاليين والتشيك.
وفي الأقصر، المدينة الأكثر جاذبية للسياح في الشتاء، بلغت نسبة الإشغال الحقيقية بفنادق المدينة بداية الموسم الشتوي 25٪ من السياح، خاصة الصينيين واليابانيين ثم الألمان.
وقد تبدو هذه الأرقام هزيلة، لكنها تعني الكثير لمصر، إذ مرت السياحة في السنوات الأخيرة بأزمة حقيقية اختفى فيها السياح؛ بسبب الأحداث التي مرت بها مصر، ما يجعل عودة السياح ولو بأعداد بسيطة أملاً لاستعادة السياحة المصرية عافيتها.
وتمتلك مصر عدداً من الأماكن التي تستقبل سائحين في فصل الشتاء؛ منها أماكن ساحلية وصحراوية وجبلية، وأخرى مواقع أثرية، رصدت "عربي بوست" أبرزها في هذه السطور.
شرم الشيخ.. المدينة الأشهر
واحدة من أبرز المدن السياحية المصرية عالمياً وأكثرها جذباً للسياح في مصر، خصوصاً في فصل الشتاء. وتقع عند رأس البحر الأحمر الذي يتفرع عندها إلى خليجَي السويس والعقبة.
وتتميز شرم الشيخ بالمناظر الطبيعية الخلابة المتمثلة في الجبال والبحر، بالإضافة إلى إمكانية ممارسة رياضة الغوص والتمتع بمشاهدة الشُّعب المرجانية والمناظر الطبيعية تحت الماء، مع وجود مراكز تدريب على الغوص، ورحلات الباراشوت، وكذلك رحلات السفاري في صحراء سيناء التي تعد من أهم ما يميز شرم الشيخ.
كما تضم شرم الشيخ أهم المحميات الطبيعية في رأس محمد ونبق، وأمام جزيرتي تيران وصنافير عند مدخل خليج العقبة. ومن أهم الأماكن بها، خليج نعمة والسوق القديم.
الغردقة.. مقصد للسياحة الشتوية
تقع مدينة الغردقة على مسافة 500 كيلومتر تقريباً من القاهرة، وهي مقصد للسياحة الشتوية؛ حيث تتمتع بدرجة حرارة معتدلة طوال العام، بفضل مناخها الصحراوي الجاف، ويصل أقصى انخفاض في درجات الحرارة إلى 18 درجة مئوية، ما يجعلها قبلة للسائحين الأوروبيين والعرب في فصل الشتاء.
وتُصنف الغردقة كواحدة من أهم المنتجعات السياحية على ساحل البحر الأحمر، كما تعد مركزاً عالمياً للرياضات المائية من السباحة والصيد وركوب القوارب والتزحلق والغوص، ويوجد بها أيضاً عدد من أندر الشعاب المرجانية، والكائنات البحرية.
وتستضيف الغردقة عدة مهرجانات على مدار العام؛ من أهمها مهرجان صيد السمك الذي يشارك فيه عدد من هواة الصيد من الشباب والشخصيات العامة، بالإضافة إلى ذلك تنتشر في الغردقة رياضة تسلق الجبال.
الأقصر وأسوان .. ثلث آثار العالم
الأقصر وأسوان، مدينتان تقعان أقصى الصعيد بجنوب مصر، فيما تجذبان وحدهما ما يربو على نصف السائحين الذين يفدون إلى مصر في الشتاء؛ حيث تتميزان بالشمس والدفء على مدار العام، فتشرق الشمس عليهما لمدة تصل إلى 11 ساعة يومياً خلال فصل الصيف، ولأكثر من 8 ساعات خلال فصل الشتاء.
تتمتع المدينتان بامتلاك ما يقرب من ثلث آثار العالم، حيث يوجد بها عدد كبير من المعابد والمتاحف والمسلات الفرعونية الواقعة على ضفاف نهر النيل؛ أهمها: معبد الأقصر، ومعبد الكرنك، ومقابر وادي الملوك والملكات، وكذلك مقبرة الفرعون الشاب "توت عنخ أمون"، ومعبد الدير البحري، ومعبد "إسنا" وتمثالا ممنون ومعبد فيلة، وضريح أغاخان، ودير الشايب، ودير مارجرجس في البر الغربي، ودير المحارب الذي يقع على بُعد 4 كم من الميناء بالبر الغربي.
كما تحتوي الأقصر وأسوان على عدد من الأسواق الشعبية العريقة الشهيرة بالتوابل والأعشاب النادرة، والبازارات التي تبيع المشغولات. وبالإضافة إلى ذلك، تتميز بالرحلات النيلية بين الجبال والمواقع الأثرية.
مرسى عَلَم.. المنطقة الاستوائية
تقع مدينة مرسى علم بالقرب من مدار السرطان عند التقاء الصحراء مع البحر، ما يجعلها منطقة استوائية محاطة بالنخيل وأشجار المانجروف.
تعتبر مدينة "مرسى علم" ميناء ومركز سياحة بحرية متكاملاً يقع جنوب محافظة البحر الأحمر، وهناك تلتقي أشعة الشمس مع مياه البحر مع الطبيعة الخلابة، فهي تتميز بشواطئ صافية تمتلئ بالشعاب المرجانية والأسماك النادرة، كما تعد واحدة من أفضل مواقع الغطس على طول ساحل البحر الأحمر، وتنتشر فيها كذلك الدلافين وكلاب البحر وفصائل من أسماك القرش.
طابا ونويبع.. عروسا جنوب سيناء
تعد طابا ونويبع، الواقعتين على البحر الأحمر في نهاية مدينة جنوب سيناء، مقصداً للراغبين في الاستمتاع بأشعة الشمس، حيث تمتلئ بالشواطئ العامة المشمسة وفيها تقع الشعاب المرجانية على بعد خطوات قليلة من الشاطئ.
وتتكون طابا ونويبع من مجموعة منتجعات متجاورة ومتلاصقة، تحتوي على عدد من مطاعم الأسماك، وأشهر الوجبات هناك، الأخطبوط.
وتعتبر زيارة قلعة صلاح الدين، الواقعة على ساحل البحر الأحمر، من أجمل الرحلات التي يحرص عليها السياح الأجانب، بالإضافة إلى رحلات زيارة الصحراء والتمتع برحلات السفاري وحفلات الشواء.
الواحات والصحراء البيضاء.. سياحة السفاري والعلاج
تتصدر الواحات البحرية المصرية لائحة أهم المناطق العلاجية التي يلجأ إليها المرضى، خاصةً مرضى الروماتيزم والأمراض الجلدية من شتى الجنسيات.
ويلعب مناخ الواحات البحرية الجاف صيفاً وشتاءً دوراً كبيراً في شهرتها، وتحديداً في وسط وغرب أوروبا؛ نظراً لوجود عدد كبير من الآبار الكبريتية الساخنة والباردة بها.
أما أروع ما يشاهده السائح في الواحات، فهو جبل الكريستال الذي تسببت أعمال النحت الطبيعية والتأثيرات الجيولوجية في تكوين كهوفه وامتلاء المنطقة بحصى صغير يشبه الكريستال والبلّور.
هذا إلى جانب الصحراء البيضاء، التي تسببت العوامل الجيولوجية في نحر ونحت العديد من صخورها لتحولها إلى شبه أشجار وسط أراضٍ بيضاء، في مشهد نادر الحدوث.
أماكن ذات طابع خاص
الرحلات الشتوية لها طابع خاص وتجذب عدداً كبيراً من السائحين من الأجانب والعرب وكذلك المصريين، وتزدهر السياحة في مصر في شهري ديسمبر/كانون الأول، ويناير/كانون الثاني، خصوصاً مع عطلة نصف العام، بحسب ما يؤكد عليه محمود عبد الله، المسؤول بمبادرة "مصر السياحية" إحدى المبادرات الداعمة لتنشيط السياحة في مصر.
ويرى عبد الله، في تصريحٍ لـ"عربي بوست"، أن الأماكن التي تجتذب السياح إلى مصر في فصل الشتاء كثيرة ومتعددة، لكن تبقى 3 أماكن هي المتربعة على عرش السياحة في الشتاء؛ تتصدرها الأقصر وأسوان ثم شرم الشيخ، بالإضافة إلى سانت كاترين ونويبع وطابا، وكذلك رحلات السفاري في الواحات.
وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار، فإن هذه الأماكن لا تزال تجتذب فئات متعددة من الشباب والأسر البسيطة الراغبين في التنزه، خصوصاً في عطلة نصف العام الدراسي. كما تجتذب السائحين الأجانب الذين يودون قضاء عطلة شتوية بأسعار مناسبة وزيارة عدد من الأماكن في وقت قصير.
وحلت 7 دول بديلاً لروسيا التي كانت تتصدر الوفود السياحة في مصر قبل أن تتوقف رحلاتها بسبب حادث الطائرة الروسية التي تحطمت بعد إقلاعها من سيناء في عام 2015، حيث استقبلت المقاصد السياحية المصرية وفوداً سياحية من دول إستونيا وليتوانيا ولاتفيا، بالإضافة إلي الدول الاسكندنافية (النرويج والسويد والدنمارك وفنلندا).
زيادة في الموسم السياحي الشتوي
أمين غرفة المنشآت السياحية في مصر حسن عبد القادر، يؤكد أن هناك زيادة في أعداد السائحين القادمين إلى أسوان لزيارة المعالم السياحية في بداية الموسم السياحي الشتوي، وهو ما يعطي مؤشرات إيجابية.
وقال عبد القادر إن معبدَي رمسيس الثاني ونفرتاري شهدا انتعاشة ملحوظة خلال الشهر الماضي في عدد الزوار، مؤكداً أن متوسط أعداد السياح الذين يزورون المدينة يومياً يبلغ 500 سائح.