هل تساءلت يوما عن أسباب إجراءات السلامة الصارمة (والمثيرة للغضب أحياناً) في الطائرات؟
صحيفة Daily Mail البريطانية توجهت بهذا السؤال إلى طيارين وخبراء ملاحة جوية حول ضرورة ربط الركاب أحزمة الأمان الخاصة بهم، ورفع مصاريع النوافذ، وغلق هواتفهم النقالة قبل الإقلاع والهبوط.
إذ شرح المدير التنفيذي في شبكة سلامة الطيران، هارو رانتر، السبب حول رفع نوافذنا استعداداً للهبوط شارحاً: "عندما نضطر لإخلاء الطائرة، من المهم أن تحصل على معاينة لما يجري بالخارج؛ كي تقرر ما إذا كان هذا الجانب آمناً. فإن كانت ألسنة اللهب مرئية من هذا الجانب فعندئذٍ عليك أن تقوم بالإخلاء من المخرج الآخر".
وأضاف الكابتن ديف توماس، مدير الطيران والتدريب التقني بالخطوط الجوية البريطانية: "هذا بالفعل مطلوب بحسب اللائحة كي تحصل على كمية الضوء التي اعتدت عليها خارج الطائرة، عندما تحتاج في أي وقت للهبوط الاضطراري، إنها قاعدة احتياطية نتخذها لسلامة عملائنا؛ لنضمن لهم رحلة جوية آمنة قدر ما نستطيع".
رفع الطاولات وظهر المقاعد
فيما يبدو واضحاً سبب وجوب رفع الطاولات أمام كراسي الركاب أثناء الإقلاع والهبوط لكي لا تعيق أي عملية إخلاء محتملة، لكن ماذا عن ظهر المقاعد؟ هل حقاً ستصنع هذه البوصات القليلة فارقاً؟
وفقاً لرانتر، فالإجابة نعم. وقد فسَّر ذلك بقوله: "سيكون الأمر أكثر صعوبة مع افتراض وضع الاستعداد حال وجود حالة طارئة".
ولماذا يجب على الركاب أن يتركوا الأدوات مثل سماعات الرأس، والوسائد، والأغطية قبل الهبوط؟ هل تعرَّض أحد من قبل لإصابة مميتة بسبب وسادة الطيران؟
أجاب رانتر: "أي شيء يتناثر حول المقصورة يمكن أن يعيق أي عملية إخلاء محتملة، لكن أيضاً، أظن أن الأمر فعَّال أكثر بالنسبة لطاقم الطائرة؛ حتى يقضوا وقتاً أقل في التنظيف بعد الهبوط".
خطر الهواتف المحمولة
ولا يزال النقاش محتدماً، فيما يبدو، بشأن استخدام الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية الأخرى أثناء الإقلاع والهبوط.
ومثلما يقال لنا غالباً أثناء قراءة شروط السلامة، قال رانتر: "يجب أن تُغلق الهواتف حتى لا تتداخل الإشارات مع الأجهزة الإلكترونية في الطائرة مثل الأنظمة الملاحية".
غير أن باتريك سميث، وهو طيار ومؤلف كتاب Cockpit Confidential، قال لصحيفة Telegtaph البريطانية: "نصف الهواتف المحمولة على الأقل تُترك مشغلة أثناء الطيران، إما عمداً أو نتيجة للكسل".
بينما كتب طيار آخر في مدونة AirlineUpdates، أن الهواتف المشغلة مزعجة للطيار أكثر من كونها خطيرة. وشرح ذلك بقوله: "ربما سمعت على الأرجح هذا التداخل بنفسك عندما يُوضع الهاتف بجانب سماعات، إنه يشبه صوت النبضات، وهو مزعج للغاية".
وفي النهاية، يوجد سبب وجيه للحرص على تنفيذ كل هذه اللوائح أثناء بداية ونهاية الرحلة، بينما بقية الوقت يُترك الركاب وشأنهم.
فسره رانتر بالقول: "حدثت معظم الحوادث المميتة -حوالي 40% منها- أثناء الهبوط، ومع ذلك فرص النجاة لا تزال أكبر بكثير إن صادف وتمكنت الطائرة من الهبوط عن طريق الانقضاض الرأسي في المحيط بمقدمتها، قبل أن تبدأ في الهبوط. عدا ذلك لن يكون مكان مقعدك ذا فائدة لك، فالركاب سيُقتلون في الاصطدام".
هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Daily Mail البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.