أناقتك في خطر.. الجينز وربطة العنق والكعب العالي تهدِّد صحَّتك

يمثل الكعب العالي مظهراً من مظاهر الأناقة لدى الكثير من الفتيات؛ إذ يعطي شكلاً أطول قامة ويجعل كف القدم يبدو أصغر حجماً، لكن

عربي بوست
تم النشر: 2016/11/09 الساعة 04:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/11/09 الساعة 04:45 بتوقيت غرينتش

ربما لم نتخيل، في يوم من الأيام، أن تصبح الملابس التي اعتدنا ارتداءها يومياً، سبباً في مشاكل صحية جسيمة، وتُعرضنا لمخاطر طبية ربما لم نكن نتوقعها، ولكن الخبراء يؤكدون أن هذا محتمل.

في هذا التقرير، نعرض لأبرز الملابس التي قد تعرضنا لمتاعب..

الجينز الضيق قد يسبب تلف الأعصاب

يسمّى هذا النوع من السراويل في العديد من الدول الغربية "الأوتاد – الأنابيب – سراويل السجائر" على أساس ما تسببه من تأثير خطير على الفخذ والساقين، فهي تحدّ من تدفق الدم إلى النصف السفلي من الجسم، وتؤدي إلى ضغط الأعصاب في هذه المنطقة، خاصة العصب الجانبي الفخذي الذي يمتد أسفل الفخذ، مما قد يسبب تورماً وتلفاً في العضلات.

وقد يظن البعض أن هذه الأعراض يبدو مبالَغاً فيها بعض الشيء، ولكن مجلة طب الأعصاب وجراحة المخ والأعصاب والطب النفسي، نشرت في عام 2015 دراسة حالة عن فتاة تبلغ من العمر 35 عاماً اضطرت إلى قضاء 4 أيام في المستشفى، لتكرارها الجلوس في وضع القرفصاء في أثناء ارتداء ملابس الجينز الضيقة.

خطورة الملابس الضيقة

وتعشق الكثير من الفتيات الملابس الضيقة على الرغم من أنها تسبب مشاكل جلدية كبيرة وتعطل حاجز الجلد الذي يوفر للشخص الحماية من العدوى؛ إذ يزيد خطر هذه الملابس الضيقة احتكاك أنسجتها بالجلد، ويصبح الأمر أكثر سوءاً حينما تكون الملابس مصبوغة بصبغة رديئة، فيصاب من يرتديها بالحساسية والأمراض الجلدية.

وأكد تقرير لمجموعة من خبراء الملابس في جامعة ستوكهولم بالسويد، أن الملابس التي نرتديها يومياً تحمل مواد كيمائية تبقى فيها حتى بعد الغسل، وبعد اختبار عينات عشوائية من ملابس مصنوعة محلياً وعالمياً، توصلوا لاحتوائها على آثار مواد مسرطنة قد تؤدي إلى مخاطر مميتة.

فقد وجدت الدراسة نسباً بتركيز عالٍ لمشتقات الهينولين والأمينات العطرية في البوليستر، في حين وجدت مستويات عالية من البنزوثيازول في الملابس القطنية. وذكر العلماء أن هذه المواد تحمل مواد خطرة على صحة الإنسان، وتزداد مخاطر هذه المواد في الملابس الضيقة.

وفي السياق ذاته، يقول دكتور جوش زيشنر، طبيب الجلدية بمستشفى جبل سيناء بمدينة نيويورك، إن الملابس الضيقة تسبب العرق الغزير، مما يخلق بيئة مواتية للفيروسات والفطريات والالتهابات البكتيرية، بالإضافة إلى ما تسببه من ضغط على الأعصاب يؤدي إلى مشاكل أكبر، لذا ينصح زيشنر بتجنب جلوس القرفصاء في الملابس الضيقة لفترات طويلة من الوقت، مع غسل الملابس بعد ارتدائها بحد أقصى مرتين.

الملابس الضيقة والمرأة الحامل

تمثل الملابس الضيقة خطورة، خاصة على الحامل وتعرّضها وتعرّض الجنين للخطر، فمع بداية الشهر الرابع من الحمل يبدأ الجنين بالضغط على البطن، فيتضاعف الضغط على البطن مع ارتداء الملابس الضيقة، ويرتفع الحجاب الحاجز ويضغط على الرئتين، مما يسبب صعوبة في التنفس، وتصبح السيدة أكثر عرضة للإغماء، وفق ما ذكرته الدكتورة نجلاء الشبراوي أستاذ قسم النساء والتوليد بجامعة الأزهر لصحيفة اليوم السابع المصرية .

الكعب العالي والأحذية "ذات الإصبع"

يمثل الكعب العالي مظهراً من مظاهر الأناقة لدى الكثير من الفتيات؛ إذ يعطي شكلاً أطول قامة ويجعل كف القدم يبدو أصغر حجماً، لكن ثمة مخاطر كبيرة وراء الكعب العالي، وكذا الأحذية "ذات الإصبع" التي ينتعلها بعض الرجال خاصة في دول الخليج العربي؛ إذ تتسبب في توزيع غير طبيعي لوزن الجسم وينتقل مركز الثقل إلى الأمام، مما يسبب آلاماً في الظهر، ويضغط الجسم كله بوزنه على أطراف الأصابع، وهو ما قد يسبب تشوهاً في عظام كف القدم وبروزها وأحياناً التواء بعض الأصابع للخارج أو الداخل، لا سيما الإبهام.

لذلك، يُفضل ابتعاد الرجال والنساء عن الأحذية ذات الإصبع، وابتعاد الفتيات عن الكعب العالي خاصة الحوامل، وتفادي المشي السريع عند الاضطرار إلى ارتداء أحذية الكعب العالي، التي تعتبر "الحذاء الرسمي" في المقابلات والمؤتمرات فتضطر بعض الفتيات إلى استخدامها، لذا يُنصح بأن تكون قاعدة الحذاء عريضة قدر الإمكان لتوزيع الضغط على القدم كلها وتخفيفه على الجزء الأمامي للقدم.

ربطة العنق

تعتبر ربطة العنق إحدى وسائل الأناقة التي يحرص عليها من يعملون في الوظائف الرسمية والشرفية التي تتطلب تمثيل شركاتهم ومؤسساتهم في المحافل الرسمية، لكن دراسة نشِرت بالمجلة البريطانية لطب العيون عام 2003، أجريت على 40 رجلاً، نصفهم مصاب بمرض الجلوكوما ونصفهم الآخر معافىً تماماً، وتم تضييق ربطة العنق التي يرتدونها لمستويات غير مريحة، ثم قياس ضغط أعينهم، وجاءت النتائج لتشير إلى أن 60% من المصابين بالجلوكوما و70% من الأصحاء ارتفع ضغط العين لديهم.

والجلوكوما هي أحد أكثر أمراض العيون الخطرة شيوعاً حول العالم، ويمكن أن تؤدي إلى العمى إلا إذا تم اكتشافها وعلاجها مبكراً، والسبب الرئيس فيها هو ارتفاع ضغط العين، الذي بدوره يحدث عند صعوبة تدفق الدم من وإلى الدماغ.

بالإضافة إلى خطر الإصابة بالجلوكوما التي قد تطيح بحاسة الإبصار، فإن ربطة العنق قد تؤدي إلى مشاكل بالدورة الدموية في الرقبة، تزيد من مخاطر الإصابة بالسكتات الدماغية، خاصة لدى الذين يعانون أمراضاً أخرى تزيد من احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية، وهذا ما توصلت إليه دراسة نشِرت في دورية (ستروك) للأبحاث والعلاج.

الملابس الضيقة عند النوم.. خطر

يتسبب ارتداء الملابس الضيقة عند النوم في ارتفاع درجة حرارة الجسم، مما يؤثر على الخصوبة ويقلل فرص الإنجاب، ويعرّض الجسم لمخاطر جلدية بسبب الألياف الصناعية والمواد الصبغية الضارة، حسب الدكتور أليسا دويك بمستشفيات نيويورك.

ونشرت صحيفة الديلي ميل البريطانية تقريراً ذكرت فيه أن النوم عارياً يخفّض درجة حرارة الجلد، حيث ينشّط إنتاج دهون مفيدة تساعد في حرق السعرات الحرارية، كما يساعد خلايا الجلد على التنفس ويحول دون تجمعات بكتيرية في المناطق المغطاة كالإبط.

تأثير ألوان الملابس على الصحة النفسية

تلعب الألوان دوراً كبيراً في التأثير على المزاج العام للفرد، الذي يتوقف على عوامل عدة تحددها ليزلي هارينغتون، المدير التنفيذي لجمعية الألوان بالولايات المتحدة، في "المستوى الثقافي والاجتماعي، بجانب العلاقات الفردية تجاه ألوان بذاتها، وأيضاً رد الفعل الفطري.. فمثلاً، عند رؤية اللون الأحمر يزداد معدل ضربات قلبك، فالأحمر لون محفّز ويعود ذلك منذ أيام إنسان الكهف وإيقاد النار عند التعرض للخطر أو للتنبيه".

والأحمر من الألوان الساخنة التي تحفز الشخص وتثير فيه اتخاذ ردود فعل لما يجري حوله، فهو يزيد معدل التنفس. والبعض يعتقد أن له دوراً في علاج البرود الجنسي، لذا يُنصح من يشعرون بالخمول والكسل والرغبة في النوم، خاصة في ليالي الشتاء القارصة، بارتداء الملابس التي يغلب عليها اللون الأحمر.

أما اللون الأزرق في علم النفس، فهو عكس اللون الأحمر، وتصفه هارينغتون بأنه "إذا كان اللون الأحمر يرتفع بك لأعلى، فإن الأزرق يأخذك للأسفل، لكن ليس للاكتئاب"، فهو يخفّض ضغط الدم ويشير إلى الهدوء والاسترخاء والراحة، لذا يُنصح من يعانون العصبية أو الغضب بارتداء ملابس ذات ألوان زرقاء.

وعندما نرى الطبيب يرتدي القميص الأبيض، فإن هذا ينعكس على نفسية المريض؛ إذ يشعر بالتفاؤل والأمل وحب الحياة ورؤية الجانب الجميل منها، فيرتدي اللونَ الأبيض الذين يحتاجون لرؤية الجانب الجميل في الحياة.

ويربط بعض الباحثين اللون الأخضر بالعشب والأشجار والنباتات الخضراء، وينصحون من يرغبون في الاسترخاء وتجديد نشاطهم والتغلب على ضغط الأعمال اليومية المتكررة التي تصبح أكثر مللاً في حرارة الصيف، بأن يحرصوا على اختيار الألوان الخضراء في ملابسهم، كي يجدوا راحة نفسية وحيوية متجددة.

علامات:
تحميل المزيد