في الوقت الذي يعاني فيه قطاع السياحة المغربية تراجعاً حاداً منذ عام 2014، خاصة في ظل التهديدات التي شكلها ظهور تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) والهجمات التي شهدتها تونس ومجلة شارلي إيبدو الفرنسية أوائل العام الجاري، فإن الهجمات الأخيرة في باريس من شأنها أن تزيد الأمر سوءاً، خاصة في ظل تراجع أعداد السياحة الفرنسية الوافدة إلى المغرب هذا العام.
يأتي ذلك في الوقت الذي لم تشهد فيه المغرب خلال العقد الماضي سوى اعتداء واحد وقع ضد السائحين في مراكش – أكبر مركز سياحي بالمملكة – عام 2011.
يذكر المسؤولون في مجال السياحة الذي ساهم بنحو 12 % من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام الماضي، أن القطاع تأثر بمخاطر التهديدات وانخفضت أعداد السائحين.
ونقلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن وزير السياحة المغربي الحسن حداد قوله: "منذ منتصف عام 2014، ومع ظهور تنظيم داعش والاعتداءات على تونس ومجلة شارلي إيبدو بفرنسا، شهدنا تراجعاً في أعداد السائحين".
ويقول حداد إن السياحة شهدت أفضل حالات الازدهار عام 2013 حينما ازدادت نسبة السائحين بمقدار 7.2 %. واستمر حجم النمو في التزايد حتى منتصف عام 2014 حيث بلغ 8 % خلال الشهور الثمانية الأولى، وانتهى العام بزيادة 2 % فقط عن عام 2013.
وشهد هذا العام انخفاضاً بلغ 15 % في أعداد السياح القادمين من فرنسا، حيث بلغ عدد السائحين نحو 1.8 مليون سائح خلال العام الماضي. وتراجعت الأعداد القادمة من خلال شركات السياحة الفرنسية بنسبة 30 %. ويتوقع السيد حداد تراجع أعداد السائحين بنسبة 1 أو 2 % فقط هذا العام.
ويشير الوزير إلى تزايد الأعداد القادمة من بريطانيا وألمانيا، رغم أن هاتين الدولتين تمثلان أسواقاً أصغر من فرنسا وأسبانيا.
ففي العام الماضي، زار المغرب 10.3 ملايين سائح وحققت تلك الأعداد 6 مليارات دولار للمملكة وفقاً لإحصائيات الوزارة.
ومع ذلك، يقول عثمان شريف علامي مدير أكبر شركة سياحية بالمغرب إن إنفاق السائحين الآن قد تراجع بنسبة 10-15 % عن الأعوام الماضية.
ويقول "علينا أن نزيد من جاذبية بلادنا ولذا يتعين خفض الرسوم. وقد خفضت إدارة الفنادق أسعارها بنسبة 7 %. ويسافر العديد من السائحين بمفردهم بعيداً عن شركات السياحة. وتعد الأزمة الاقتصادية في أوروبا هي السبب وراء حضور السائحين على الخطوط الجوية منخفضة التكلفة."
وقد تضاعفت أعداد السائحين في المغرب منذ عام 2000 حيث قام 4.2 مليون سائح بزيارة البلاد. وتم دعم القطاع من خلال اتفاقية السماوات المفتوحة التي تم إبرامها مع أوروبا عام 2005، والتي ألغت القيود على الرحلات السياحية القادمة من الاتحاد الأوروبي إلى المطارات المغربية.
وجاء أيضاً الدعم الحكومي الذي أدى إلى التوسع في مجال السياحة الشاطئية من خلال تطوير المنتجعات على سواحل المحيط الأطلنطي والبحر المتوسط.
ويقول السيد علامي إن تحقيق الهدف المتمثل في مضاعفة أعداد السائحين بحلول عام 2020 سوف يستغرق وقتاً أطول نظراً لظروف المنطقة.
ويؤكد قنصل المملكة المتحدة في مراكش أن المدينة كانت تستقبل أعداداً متزايدة من السياح البريطانيين، بما يصل إلى نحو 12 رحلة جوية أسبوعياً.