تُعَدّ آلام الظهر من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا التي يُعاني منها الناس حول العالم، إذ تؤثر على حياة الملايين وتُعَرْقِل نشاطاتهم اليومية.
ويعود تاريخ هذه المعاناة إلى العصور القديمة، حيث كانت العلاجات الأولية تقتصر على الأدوية العشبية والتدليك التقليدي.
ومع تطور العلوم الطبية والتكنولوجية، شهدت الأبحاث في هذا المجال قفزات نوعية بهدف إيجاد حلول فعّالة ومستدامة.
ومن بين أحدث الأبحاث العلمية التي تم التوصل إليها، البحث الذي أجرته جامعة "كونمينغ" الطبية في الصين، ووجدت علاجاً جديداً لآلام الظهر، والذي يمكن استخراجه من الجسم نفسه، فما هو؟
حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية لعلاج آلام الظهر
كشفت الدراسة الصينية الحديثة، أنحقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية"PRP" يمكن أن تكون أكثر فعالية في علاج آلام الظهر من العلاجات الأخرى المتعارف عليها.
وقد أصبحت هذه التقنية تُستخدم من أجل علاج آلام مفصل العجز الحرقفي وآلام الظهر، إذ يُطلق على هذا العلاج أيضًا العلاج القائم على الحقن العظمي البيولوجي، وقد تمت دراسته على نطاق واسع واستخدامه لعلاج هشاشة العظام في الركبة.
فيما قد توسع الأطباء في الفترة الحالية في استخدام هذا النوع من العلاج، من أجل علاج المفاصل الأخرى، وخاصة في العمود الفقري.
إذ يتم استخدام العلاج بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية بدلاً من حقن الستيرويد، بعد أن أظهرت الدراسة أن علاج البلازما الغنية بالصفائح الدموية يوفر فوائد تدوم لفترة أطول من الستيرويدات، تلك الأخيرة التي قد يستمر مفعولها لبضعة أسابيع أو أشهر فقط.
كما أن علاج البلازما الغنية بالصفائح الدموية له مخاطر وآثار جانبية أقل من الستيرويدات وهو آمن للاستخدام المستمر.
كيف تتم عملية حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية
تأتي البلازما الغنية بالصفائح الدموية من دم المريض نفسه، لذلك لا يتضمن العلاج أدوية أخرى يمكن أن يكون لها تأثيرات على الهرمونات أو وظائف أخرى في الجسم.
وتستغرق عملية حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية حوالي 30 دقيقة وتبدأ بـسحب بعض دم المريض، ثم تستخدم جهاز الطرد المركزي لعزل الصفائح الدموية التي تحتوي على بروتينات الشفاء.
يمكن أن يتم تخصيص العلاج وفقًا لاحتياجات كل مريض، وضبط حجم الدم ومحتوى الخلايا وتركيز الصفائح الدموية حسب الحاجة، وهذا يرجع إلى نوعية الأنظمة المستخدمة في المستشفى الذي تتم فيه عملية الحقن.
بعد هذه المرحلة مباشرةً، يتم الوصول إلى عملية حقن الصفائح الدموية في المنطقة المصابة من العمود الفقري.
إذ تعزز حقن الصفائح الدموية بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية العوامل المضادة للالتهابات وعوامل النمو للمساعدة في تقليل الالتهاب داخل المفاصل وربما شفاء الأنسجة أو إعادة نموها.
وهنا يجب الإشارة إلى أنه غالبًا ما يتم الخلط بين حقن الصفائح الدموية بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية وبين العلاج بالخلايا الجذعية، فهما علاجان مختلفان.
إذ لا يُنصح حاليًا بالعلاج بالخلايا الجذعية لأنه لا يوجد دليل كافٍ على فعاليته، في الوقت الذي لا توجد به العديد من الجوانب السلبية لحقن الصفائح الدموية بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية.
إلا أنه يجب معرفة أن لكل علاج بعض المخاطر التي يحملها، لكن المخاطر ضئيلة إلى حد ما مقارنةً بالحقن الأخرى.
تفاصيل عن طريقة العلاج الجديدة
يُعَدّ ألم المفصل العجزي الحرقفي أحد الأسباب الرئيسية لآلام الظهر التي غالبًا ما تُعزى إلى شيء آخر، مثل العصب المضغوط أو ألم العصب الوركي.
تُستخدم البلازما الغنية بالصفائح الدموية بشكل أساسي لهؤلاء المرضى، إلى جانب أولئك الذين خضعوا لجراحة سابقة في الظهر أو اندماج العمود الفقري.
يمكن أن يستمر تخفيف الألم الناتج عن علاج البلازما الغنية بالصفائح الدموية لمدة ستة أشهر إلى عام، وربما لفترة أطول، قد تصل إلى عامين.
إذ غالبًا ما يحصل المرضى على راحة قصيرة المدى من حقن الستيرويد في المفصل العجزي الحرقفي أو المفاصل الأخرى في العمود الفقري، لكنهم لا يعانون من الألم لفترة أطول.
إلا أن هذا العلاج الجديد يوفر تخفيفًا للألم على المدى الطويل وتحسينًا في الأداء الوظيفي للأنشطة اليومية.
يمكن أن ينجح علاج البلازما الغنية بالصفائح الدموية مع المرضى من جميع الأعمار، إلا أنه يجب على المرضى إيقاف استخدام العلاج المضاد للتخثر، بما في ذلك الأسبرين، لفترة قصيرة قبل وبعد العلاج. أما المرضى الذين يعانون من سرطان نشط أو عدوى أو اضطرابات في الدم، فهم غير مرشحين للعلاج بهذه الطريقة الحقن.