أشارت دراسة حديثة إلى أنه يمكن للرجال خفض خطر الإصابة بسرطان البروستاتا بمقدار الثلث إذا قاموا بتحسين بسيط للغاية في مستوى ليقاتهم البدنية بنسبة تصل لـ 3% فقط سنوياً.
يُمكن للرجال خفض خطر الإصابة بسرطان البروستاتا
إذ وجد الخبراء صلة إحصائية بين التحسن في مستويات اللياقة البدنية للرجال وانخفاض خطر الإصابة بالسرطان. وحسب دراسة أُجرِيَت على أكثر من 57 ألف رجل، بمتوسط عمر 41 عاماً، كان أولئك الذين تمكنوا من زيادة لياقتهم القلبية التنفسية بنسبة 3% كل عام كانوا أقل عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة 35% من أولئك الذين لم يحسِّنوا من لياقتهم.
وقام الباحثون بقياس كمية الأوكسجين التي يستهلكها الجسم أثناء ممارسة التمارين بكثافة عالية لتحديد مستوى لياقتهم البدنية، المعروف أيضاً باسم VO2 max.
وقُيِّمَ الرجال على مدار سبع سنوات في المتوسط، وشُخِّصَ 592 شخصاً بالإصابة بسرطان البروستاتا، أي حوالي 1% من بين 57,652 مشاركاً، وفق ما نقلته صحيفة Telegraph البريطانية عن الدراسة التي نُشِرَت في المجلة البريطانية للطب الرياضي.
وقد صُنِّفَ الرجال إلى مجموعات اعتماداً على مدى تغير مستوى لياقتهم البدنية كل عام: أولئك الذين لديهم زيادة في مستوى لياقتهم البدنية بنسبة 3% أو أكثر، وأولئك الذين انخفض مستوى لياقتهم بنسبة 3% أو أكثر، وأولئك الذين ظلوا مستقرين.
وكان معدل الإصابة بسرطان البروستاتا هو الأعلى في المجموعة التي انخفضت مستويات لياقتها البدنية والأدنى في المجموعة التي ارتفعت مستويات لياقتها البدنية. ولاحظت الدراسة أنه لا توجد دلالة إحصائية بين الرجال الذين كانوا بالفعل على مستوى لياقة بدنية مرتفع.
وخلال الدراسة التي أجريت من قبل عدة جامعات في جميع أنحاء السويد بقيادة المدرسة السويدية للرياضة والعلوم الصحية في ستوكهولم، تُوفِّيَ 46 شخصاً بسبب سرطان البروستاتا، ولكن لم يكن هناك أي اتجاه يتعلق باللياقة البدنية.
اللياقة البدنية وخفض خطر الإصابة بسرطان البروستاتا
هذا، وقال سيمون غريفسون، مساعد مدير الأبحاث في مركز سرطان البروستاتا في المملكة المتحدة، إن البحث الجديد "يضيف إلى الدراسات السابقة التي تُظهِر الروابط المحتملة بين ممارسة الرياضة وانخفاض احتمال الإصابة بسرطان البروستاتا".
وقال: "الحفاظ على اللياقة البدنية بانتظام وتناول نظام غذائي متوازن مفيد للصحة العامة لكل رجل. ومع ذلك، لا نعرف بشكل قاطع ما إذا كان النشاط البدني يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا أو الوفاة بسببه".
كيف يمكن زيادة مستوى اللياقة البدنية؟
تشجع نتائج الدراسة على الدور المهم الذي تلعبه اللياقة البدنية في تحسين حياتهم الصحية. وقد وجدت الأبحاث السابقة أنه يمكن للأشخاص زيادة مستويات اللياقة القلبية التنفسية لديهم بنسبة تصل إلى 16% سنوياً.
يمكن لأي شخص زيادة لياقته البدنية أو كمية الأوكسجين التي يستهلكها من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مثل الجري أو ركوب الدراجات أو السباحة، ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع.
شيوع سرطان البروستاتا
يُعَد سرطان البروستاتا أكثر شيوعاً لدى الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 45 إلى 50 عاماً، والرجال الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بهذا المرض.
ويُشخَّص أكثر من 52 ألف رجل بـ الإصابة بسرطان البروستاتا كل عام في المملكة المتحدة وحدها، بينما يُتوفَّى حوالي 12 ألف كل عام -أي ما يعادل حالة واحدة كل 45 دقيقة في المملكة المتحدة أيضاً.
أعراض سرطان البروستاتا
في كثير من الأحيان لا تظهر أي أعراض خلال مراحله المبكرة، عندما يكون أيضاً أكثر قابلية للعلاج. ومن أكثر الأعراض شيوعاً بحسب النسخة الإنجليزية لعيادة "مايو كلينك" الطبية الأمريكية.
- صعوبة في التبول
- انخفاض القوة في مجرى البول
- ظهور الدم في البول
- ظهور الدم في السائل المنوي
- آلام العظام
- فقدان الوزن دون محاولة
- الضعف الجنسي لدى الرجال
وتميل الأعراض إلى الظهور فقط عندما ينمو الورم بشكل كبير بما يكفي للضغط على الأنبوب الذي ينقل البول من المثانة، وبالتالي يسبب الحاجة المتكررة للذهاب إلى المرحاض، والشعور بعدم إفراغ المثانة بشكل كامل، وضعف التدفق.
هذه الأعراض كلها شائعة أيضاً بين الأشخاص الذين يعانون من تضخم البروستاتا تضخماً حميداً، مثل الحالة التي تلقى ملك المملكة المتحدة الملك تشارلز العلاج منها مؤخراً.
لكن أيضاً؛ قد لا يسبب سرطان البروستاتا أي علامات أو أعراض في مراحله المبكرة.
الوقاية من سرطان البروستاتا
يمكنك تقليل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا إذا اتبعت بعض النصائح الإضافية التي قدمتها مواقع صحية بينها "مايو كلينك"، وعلى رأسها:
اختيار نظام صحي مليء بالفواكه والخضراوات: تناول مجموعة متنوعة من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، إذ تحتوي الفواكه والخضراوات على العديد من الفيتامينات والمواد المغذية التي يمكن أن تساهم في صحتك. تناول نظام غذائي صحي مع مجموعة متنوعة من الفواكه والخضراوات يمكن أن يحسن صحتك العامة.
اختر الأطعمة الصحية بدلاً من المكملات الغذائية: لم تظهر أي دراسات أن المكملات الغذائية تلعب دوراً في تقليل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا. بدلاً من ذلك، اختر الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن حتى تتمكن من الحفاظ على مستويات صحية من الفيتامينات في جسمك.
الحفاظ على وزن صحي: إذا كان وزنك الحالي صحياً، فاعمل على الحفاظ عليه من خلال اختيار نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة معظم أيام الأسبوع. إذا كنت بحاجة إلى إنقاص الوزن، قم بإضافة المزيد من التمارين الرياضية وتقليل عدد السعرات الحرارية التي تتناولها كل يوم. واطلب من طبيبك المساعدة في وضع خطة لفقدان الوزن بشكل صحي.
تحدث مع طبيبك حول زيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا: إذا كان لديك تاريخ عائلي يشير إلى خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، فقد تحتاج لاستشارة طبيبك في تناول أدوية أو علاجات أخرى لتقليل المخاطر.
إذ تشير بعض الدراسات إلى أن تناول مثبطات إنزيم اختزال 5-ألفا، بما في ذلك فيناسترايد (بروبيكيا، بروسكار) ودوتاستيرايد (أفودارت)، قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا بشكل عام. تستخدم هذه الأدوية للسيطرة على تضخم غدة البروستاتا وتساقط الشعر. لكن بالطبع؛ لا تتناول هذه الأدوية دون استشارة طبيبك.
ومع ذلك، تشير بعض الأدلة إلى أن الأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بنوع أكثر خطورة من سرطان البروستاتا (سرطان البروستاتا عالي الدرجة). لذلك؛ نعيد التأكيد إذا كنت قلقاً بشأن خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، فتحدث مع طبيبك.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.