حذّرت دراسة حديثة من أن بعض الأعشاب التي قد يتناولها الأشخاص لصحة القلب قد تعرضهم لخطر الإصابة بمشاكل قلبية وعائية، خاصةً إذا كانوا يتناولون بالفعل أدوية موصوفة، يتناول الملايين من الأشخاص حول العالم العلاجات العشبية لأسباب متعددة، منها ارتفاع مستويات الكولسترول والاكتئاب، وعلى الرغم من الاعتقاد الشائع بأمانها، إلا أن بعض هذه المنتجات قد تؤدي إلى تفاعلات خطيرة لدى الأشخاص الذين يتناولون أدوية موصوفة لعلاج مشاكل القلب والأوعية الدموية.
أشارت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى أنها لا تخضع المكملات الغذائية لنفس مستويات الرقابة المطبقة على الأدوية، ما يعني أن فعالية المكونات والجرعات القياسية لم تثبت بعد، ما يزيد من مخاطر التفاعلات الدوائية.
وفقاً للمركز الوطني للصحة التكاملية والتكميلية، هناك عدة مكملات عشبية ينبغي تجنبها لمن يتناولون أدوية محددة، ما يسلط الضوء على الحاجة للحذر عند استخدام العلاجات العشبية بالتزامن مع الأدوية الطبية.
من بين الأعشاب التي يجب الابتعاد عنها أو التقليل منها قدر الإمكان في حال كنت تعاني من أمراض القلب نجد:
خطورة أمراض القلب.. الشاي الأخضر
الشاي الأخضر، المستخلص من أوراق نبات الكاميليا سينينسيس، يُستهلك على نطاق واسع حول العالم بأشكال متعددة مثل المشروبات، والكبسولات، والمستخلصات، لفوائده الصحية المتنوعة؛ وذلك لقدرته على المساعدة في فقدان الوزن، وتعزيز اليقظة الذهنية، وخفض مستويات الكولسترول في الدم، وكذلك دوره المحتمل في الوقاية من السرطان. إلا أن استهلاك الشاي الأخضر قد يحمل بعض المخاطر، خصوصاً للأشخاص الذين يتناولون أدوية معينة.
تُظهر الدراسات، بما في ذلك تلك المنشورة في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب، أن الشاي الأخضر قد يؤثر سلباً على فعالية بعض الأدوية بسبب محتواه من فيتامين K، الذي يُعرف بتأثيره على تقليل فعالية الأدوية المضادة للتخثر مثل الوارفارين. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للكافيين الموجود في الشاي الأخضر أن يتداخل مع مثبطات بيتا، وهي أدوية تستخدم عادة لعلاج ارتفاع ضغط الدم واضطرابات إيقاع القلب.
كما يجب توخي الحذر عند تناول الشاي الأخضر بالتزامن مع الأدوسين، الذي يُستخدم لعلاج اضطرابات إيقاع القلب غير المنتظمة، نظراً لاحتمالية التفاعل بينهما.
من الضروري للأشخاص الذين يتناولون أياً من هذه الأدوية أو يعانون من حالات صحية معينة استشارة مقدمي الرعاية الصحية قبل إدراج الشاي الأخضر في نظامهم الغذائي أو العلاجي، لضمان تجنب أية تفاعلات دوائية ضارة والحفاظ على صحتهم وسلامتهم.
استهلاك الثوم
حسب موقع "health" الأمريكي فإن الثوم يعد جزءاً من عائلة البصل، يُباع في الأسواق على شكل زيت، ومستخلص أو حبوب، بالإضافة إلى شكله الطبيعي. يُعرف الثوم، بحسب المركز الوطني للصحة التكاملية والتكميلية (NCCIH)، بأنه علاج يساهم في تخفيض مستويات الكولسترول الإجمالي والكولسترول LDL (الضار)، وكذلك ضغط الدم.
الأفراد الذين يتمتعون بصحة جيدة، بالإضافة إلى أولئك الذين يعانون من مستويات عالية من الكولسترول LDL والدهون الثلاثية، قد يستفيدون من تناول الثوم لتحسين صحة القلب. ومع ذلك، يجب على المرضى الذين يستخدمون أدوية مضادة للتجلط أو مضادات الصفيحات الدموية الابتعاد عن تناول "الرباعي G"، الذي يشمل الثوم، والجنكه بيلوبا، وبذور العنب، والشاي الأخضر. كما يُنصح الأشخاص الذين يعانون من انخفاض ضغط الدم بعدم استخدام الثوم نظراً لقدرته على خفض ضغط الدم.
إن الخواص المانعة لتخثر الدم التي يمتلكها الثوم قد تزيد من احتمالية حدوث نزيف، خصوصاً لدى الأشخاص الذين يتناولون الأسبرين والوارفارين، وهو دواء يُستخدم لتخفيف تخثر الدم، وغالباً ما يُوصف للمرضى الذين يعانون من مشكلات في إيقاع القلب، أو الذين تعرضوا لنوبات قلبية أو أجروا عمليات تبديل لصمامات القلب.
هذه التوصيات تؤكد على الأهمية القصوى للحيطة والحذر عند استخدام الثوم كمكمل غذائي، لاسيما بالنسبة للأشخاص الذين يتناولون أدوية معينة، للوقاية من المخاطر المترتبة على التفاعلات الدوائية.
الزنجبيل وأمراض القلب
على مر العصور، استُخدم الزنجبيل في الطب التقليدي لمعالجة العديد من المشكلات الصحية، خصوصاً تلك التي تتعلق بالجهاز الهضمي، مثل الشعور بالغثيان، وحالات الإسهال، وآلام المعدة. لم يقتصر استخدامه على ذلك فحسب، بل تم توظيفه أيضاً للتخفيف من آلام المفاصل والعضلات، ما يجعله عنصراً مهماً في مجموعة واسعة من العلاجات الطبية والمكملات الغذائية.
ومع ذلك، يُظهر البحث العلمي اهتماماً متزايداً بتأثير الزنجبيل على عملية التخثر، خاصةً بالنسبة للأشخاص الذين يتناولون أدوية مثل الوارفارين، وهو مضاد للتخثر، أو الأسبرين، الذي يستخدم لمنع تكوين الجلطات الدموية. تشير الدراسات إلى أن الزنجبيل قد يزيد من خطر النزيف عبر تأثيره على عملية تخثر الدم، ما يتطلب دراسات إضافية لفهم هذا التأثير بشكل أعمق.
نظراً لهذه الاعتبارات، يُنصح بشدة للأشخاص الذين يتناولون الزنجبيل كمكمل غذائي، خصوصاً إذا كانوا يستخدمون أيضاً الوارفارين أو الأسبرين، بالتشاور مع مقدمي الرعاية الصحية الخاصة بهم قبل مواصلة استخدامه. هذا النهج الاحترازي يهدف إلى تجنب المخاطر المحتملة للتفاعلات الدوائية التي قد تؤدي إلى زيادة خطر النزيف، وضمان استخدام الزنجبيل بطريقة آمنة وفعالة، بما يتماشى مع الحالة الصحية العامة للفرد.
عصير العرقسوس
جذر العرقسوس، الذي يُستخرج من نبات العرقسوس ويُتناول عادةً في صورة مستخلص مجفف على شكل كبسولات، له استخدامات طبية متعددة تشمل علاج القرحة الهضمية، ومشاكل المعدة المختلفة، والالتهاب الشعبي، والتهابات الحلق، والإصابات الفيروسية. يُعرف العرقسوس بفوائده الصحية المتنوعة، لكن ينبغي على بعض الفئات توخي الحذر عند استخدامه.
وفقاً للمركز الوطني للصحة التكاملية والتكميلية (NCCIH)، فإن التأثيرات المحتملة للعرقسوس على مستويات البوتاسيوم في الجسم وضغط الدم تُعد مصدر قلق، خصوصاً للأشخاص المصابين بارتفاع في ضغط الدم، أو الذين يعانون من مشكلات في القلب أو الكلى. يمكن لهذه التأثيرات أن تفاقم مشكلاتهم الصحية أو تعقدها.
بالإضافة إلى ذلك، يحتمل أن يؤثر جذر العرقسوس على فعالية وسلامة بعض الأدوية، مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، وهي أدوية تستخدم لخفض ضغط الدم، ومدرات البول التي تُستخدم لتنظيم ضغط الدم. ينصح بالتشاور مع الطبيب أو مقدم الرعاية الصحية قبل البدء في استخدام مكملات جذر العرقسوس، خاصةً للأشخاص الذين يتناولون هذه الأنواع من الأدوية، لتجنب التفاعلات الدوائية السلبية وضمان استخدام آمن وفعال.
أعشاب.. الألوفيرا ومكملاتها الغذائية
من المعروف استخدام الألوفيرا كمرهم أو لوشن، يُستخدم الألوفيرا (الصبار) أيضاً عن طريق الفم لعلاج حالات صحية خطيرة مثل الالتهاب المفصلي، والصرع، والسكري، والربو.
مع ذلك، يمكن للألوفيرا أن يتسبب في انخفاض مستويات البوتاسيوم في الدم، ما قد يؤدي إلى مشاكل في إيقاع القلب. انخفاض مستوى البوتاسيوم قد يؤدي أيضاً إلى مضاعفات بالنسبة لمرضى القلب الذين يتناولون دواء الديجوكسين لعلاج اضطرابات نظم القلب أو قصور القلب الاحتقاني.
علاوة على ذلك، للألوفيرا "القدرة على زيادة النزيف إذا تم استخدام الأدوية المسكنة المضادة للصفائح مثل الأسبرين ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) في نفس الوقت"، وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة EPMA في يناير/كانون الثاني 2019. تُشير هذه المعلومات إلى ضرورة توخي الحذر عند استخدام الألوفيرا، خاصةً في حال تناول أدوية قد تتفاعل معه وتسبب مخاطر صحية إضافية.