يعرف العسل منذ القدم بقدرته في المساعدة في معالجة العديد من الأمراض سواء الداخلية أو ما يتعلق بالحساسيات والأمراض الخارجية، من بين أنواع العسل التي تحتوي على العديد من الفوائد المميزة للجسم نجد عسل الزعتر الذي يتميز بلونه العنبري.
ما هو عسل الزعتر؟ وأين يوجد؟
يعتبر عسل الزعتر أحد أبرز أنواع العسل يُستخرج من زهور الزعتر المنتشرة في مناطق البحر الأبيض المتوسط تشمل جنوب أوروبا، ومالطا، وكرواتيا، وشمال أفريقيا، وله رائحة ونكهة عشبية وله لون كهرماني فاتح، ويكون لونه بيج إلى بني عند التبلور، كما يمتلك العديد من الفوائد الصحية.
حسب موقع "santescience" الفرنسي عسل الزعتر الحقيقي هو عسل أحادي النوع، وبعبارة أخرى مصنوع فقط من عصير زهور الزعتر التي يتغذى عليها النحل، سواء كان الزعتر مزروعاً أو برياً، فإن فترة ازدهاره قصيرة جداً؛ لأن أزهاره الصغيرة الرقيقة حساسة جدًا سواء للمطر أو الرياح.
بالإضافة إلى درجات الحرارة الحارة والجفاف. كل هذا يضر بنموها وبالتالي يقلل من كمية حبوب اللقاح الضرورية لإنتاج العسل. ولذلك يكون الإنتاج عشوائياً وأحياناً معدوماً أو جيداً حسب الظروف المناخية. ولهذا السبب فإن عسل الزعتر نادر، وغالباً ما يكون باهظ الثمن.
يوجد العديد من عسل الزعتر بناءً على نوع الزعتر الذي يتغذى عليه النحل، ومن أبرز أنواع عسل الزعتر ما يأتي:
- عسل الجبل أو عسل الزعتر اليوناني.
- عسل الصقلي أو عسل هيبليان.
- عسل السرديني والكورسيكي .
- عسل النيوزيلندي.
لهذا النوع من العسل العديد من المنافع للجسم حسب بعض الدراسات التي أجريت عليه إلا أنه قد يكون خطيراً على البعض لهذا يجب استشارة الطبيب قبل تناوله.
حسب نفس المصدر، يصل سعر عسل الزعتر إلى 300 دولار للتر الواحد، وذلك يرجع إلى صعوبة الحصول عليه وعدم توفر العديد من الأزهار التي تساعد في إنتاج هذا النوع من العسل.
فوائد عسل الزعتر للجسم
لعسل الزعتر العديد من الفوائد الصحية والجمالية، إذ يعتبر أيضاً مطهراً ومضاداً للبكتيريا، وهو مثالي للحماية من العديد من الالتهابات، وخاصة التهابات الجهاز التنفسي خلال فصل الشتاء، وذلك عند الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا والتهاب الشعب الهوائية وغيرها.
بفضل خصائصه المقشعة، سيساعد هذا العسل أيضاً على تنظيف الشعب الهوائية. كما أنه فعّال ضد التهابات الجهاز الهضمي المختلفة، مثل التهاب المعدة والأمعاء.
من بين الفوائد الأخرى لعسل الزعتر نجد:
- مضاد للأكسدة:
يحتوي هذا العسل على مركبات تمتلك خصائص قوية من مضادات الأكسدة، إذ يحتوي على أعلى مستويات من مركب البوليفينول والفلافونويد، وتساعد مضادات الأكسدة على تحييد الجذور الحرة والجزيئات غير المستقرة التي تتكون نتيجة التلوث، وأشعة الشمس، ودخان السجائر، إذ تُعد هذه الجزيئات غير مستقرة تسبب العديد من الأمراض المزمنة بما فيها أمراض القلب، والسكري وغيرها، كما تعزز من شيخوخة الجلد.
- تقليل خطر الإصابة بالسرطان:
لهذا العسل خصائص مضادة للنمو الخلايا السرطانية، إذ يحتوي على مركبات كيميائية تساعد على التقليل من الجذور الحرة المسببة للخلايا السرطانية، وتقوية جهاز المناعة، وتدعم نمو الخلايا السليمة.
- تقليل أعراض الحساسية:
يحتوي العسل على مركبات تساعد على التخفيف من الحساسية الموسمية نتيجة الربيع، إذ تمتلك حبوب اللقاح التي يجمعها النحل تأثير مضادة للحساسية من خلال تثبيط الغلوبين المناعي المسؤول عن حدوث أعراض الحساسية.
كما يحتوي على حمض الروزمارينيك وهو من أنواع البوليفينول موجود في الأعشاب يساعد هذا الحمض على تثبيط الاستجابة المناعية للحساسية.
- مكافحة العدوى الجلدية:
يمكن تطبيق العسل مباشرة على البشرة، يمكن أن يساعد هذا العسل على علاج حب الشباب كما ينصح بتطبيق قناع من عسل الزعتر، لمدة عشرين دقيقة تقريباً يومياً، ثم شطفه جيداً بالماء. وبعد عدة جلسات سوف تظهر النتيجة.
تجنب عسل الزعتر في هذه الحالات
عادة ما ينصح بأكل العسل لعدم ثبوت أي أضرار ناتجة عنه إلا أنه قد يكون غير صحي لبعض الحالات، لهذا ينصح بعدم تناوله دون أي استشارة طبية مسبقة، من بين هذه الحالات نجد:
- الرضع: لا يمكن تقديم العسل للأطفال ما دون 12 شهراً، لزيادة احتمالية إصابتهم بتسمم غذائي خطير.
- الحامل والمرضع: يمكن تناول العسل بكميات معتدلة لكل من الحامل والمرضع، ولكن لا توجد معلومات علمية كافية حول مدى سلامة استهلاكه بكميات كبيرة.
- مرضى السكري: يمكن أن يتسبب العسل في رفع نسبة السكر في الدم لاحتوائه على السكريات، لذا يُنصح مرضى السكري باستهلاك العسل باعتدال، والتحقق من مستويات السكر بانتظام.