تعتبر الفواكه من بين أكثر المأكولات الطبيعية استهلاكاً في العالم، وخاصةً خلال فصل الصيف؛ إذ تعطي انتعاشاً وعناصر غذائية مهمة للجسم، من بين هذه الفواكه أنواع موجودة بكثرة في جميع أنحاء العالم، وأخرى تزرع في مناطق معينة، إلا أنها يتم شحنها إلى بلدان مختلفة.
من بين هذه الفواكه نجد فاكهة المانجوستين، وهي فاكهة استوائية غريبة، ذات نكهة حلوة وحامضة قليلاً، أصل هذه الفاكهة من جنوب شرق آسيا، ولكن يمكن العثور عليها في مناطق استوائية مختلفة حول العالم.
تسمى هذه الثمرة أحياناً باسم مانجوستين الأرجواني، بسبب اللون الأرجواني الداكن الذي تتطور قشرته عندما تنضج، فيما تكون الثمرة الداخلية باللون الأبيض الناصع، رغم أن هذه الفاكهة غير معروفة في العالم كثيراً فإنها تحتوي على العديد من الفوائد للجسم.
تشتهر هذه الفاكهة بشكل كبير في تايلاند، ويُعتقد أن هذه الدولة تحديداً هي الموطن الأصلي لها، والتي انتشرت منها أشجار المانجوستين لدول آسيوية أخرى مجاورة، مثل فيتنام والهند وسنغافورة، تَتخذ ثمار هذه الفاكهة شكلاً دائرياً، ولقشورها لون داكن يتراوح بين الأسود والبنفسجي.
أما بخصوص اللب الداخلي فهو أبيض اللون، وله مذاق حلو حامض، يكاد يكون مزيجاً بين نكهتَي الفراولة والمشمش، ويشبِّهه البعض كذلك بمذاق فاكهة الليتشي، ولفاكهة المانجوستين لب هشّ القوام، وهو ما يجعلها تذوب بسهولة في الفم مثل البوظة.
لفاكهة المانجوستين العديد من الفوائد الجيدة للجسم، والتي سنتطرق إليها ضمن فقرات هذا المقال.
فوائد فاكهة المانجوستين ومحاربة السرطان
حسب موقع "healthline" الأمريكي، أظهرت بعض الدراسات الأولية أن مادة الزانثونز الموجودة في فاكهة المانجوستين قد تساعد على منع انتشار وانقسام الخلايا السرطانية، في عدة أنواع مختلفة من الأورام والسرطانات.
لكن يجب التنويه إلى أن الدراسات المذكورة ما زالت محدودة، ولا تكفي نتائجها لإثبات فاعلية فاكهة المانجوستين في محاربة مرض السرطان بعد، كما لا بدّ من التنويه إلى أن تناول فاكهة المانجوستين قد يؤثر سلباً على فاعلية بعض علاجات مرض السرطان، لذا يجب الحذر.
غنية بمضادات الأكسدة القوية
ربما تكون إحدى أهم سمات المانجوستين هي خصائصها المضادة للأكسدة الفريدة، مضادات الأكسدة هي مركبات يمكنها تحييد الآثار الضارة للجزيئات التي يحتمل أن تكون ضارة، وتسمى الجذور الحرة، والتي ترتبط بأمراض مزمنة مختلفة.
تحتوي المانجوستين على العديد من العناصر الغذائية ذات القدرة المضادة للأكسدة، مثل فيتامين ج وحمض الفوليك. بالإضافة إلى ذلك فإنها توفر الزانثينات، وهو نوع فريد من المركبات النباتية المعروفة بخصائصها القوية المضادة للأكسدة.
حسب الدراسات، أدى النشاط المضاد للأكسدة في الزانثينات إلى تأثيرات مضادة للالتهابات، ومضادة للسرطان، ومضادة للشيخوخة، ومضادة لمرض السكر، فيما قد تكون الزانثينات الموجودة في المانجوستين مسؤولة عن العديد من فوائدها الصحية المحتملة.
الوقاية من الاضطرابات الهضمية وموازنة السكر في الدم
يساعد لب وقشور فاكهة المانجوستين على تخفيف حدة الاضطرابات الهضمية، إذ قد يساعد استخدام منقوع قشور المانجوستين على محاربة الإسهال المزمن، فيما قد يساعد تناول مسحوق الثمار والقشور المجففة على الوقاية من الزحار "Dysentery".
تحتوي فاكهة المانجوستين على مركبات كيميائية ومضادات أكسدة قد تساعد على تحسين مستويات سكر الدم، وذلك بسبب قدرتها المحتملة على تحسين صحة خلايا البنكرياس، المسؤولة عن إنتاج هرمون الأنسولين الضروري لتنظيم مستويات سكر الدم، إذ تعمل مضادات الأكسدة على محاربة الشوارد الحرة التي قد تلحق الضرر بالخلايا المذكورة.
الخيار الأفضل لفقدان الوزن
اشتهرت المانجوستين بقدرتها على المساعدة في إنقاص الوزن، وجدت إحدى الدراسات أن الفئران التي تتبع نظاماً غذائياً عالي الدهون، والتي تلقت جرعات تكميلية من الفاكهة اكتسبت وزناً أقل بكثير من الفئران في المجموعة الأخرى.
البحث الإضافي حول هذه الفاكهة والسمنة محدود، لكن الخبراء يرون أن الفاكهة تلعب دوراً في تعزيز التمثيل الغذائي للدهون، ومنع زيادة الوزن، لكن لا تزال الأبحاث حول الفاكهة قليلة، لهذا يجب استشارة الطبيب قبل البدء في أي حمية تضم هذه الفاكهة.
أضرار فاكهة المانجوستين
قد يسبب تناول هذه الفاكهة بعض الأضرار التي قد تكون خطيرة على بعض الحالات، إذ يجب عدم الإكثار منها أو عدم تناولها في حال وجود أي رد فعل تحسسي منها، وتشمل الأعراض التالية:
- اضطرابات هضمية، مثل: الإسهال، والإمساك، والنفخة، والغازات.
- تخفيف فاعلية العلاج الكيميائي المخصص لعلاج مرض السرطان.
- إبطاء عمليات تخثر الدم، وزيادة فرص الإصابة بالنزيف.
- تحفيز الإصابة بالحماض اللبني، وهي حالة قد تسبب الغثيان والضعف العام، وفي بعض الأحيان قد تتطور لتسبب الوفاة.
- مضاعفات وأضرار محتملة للمرأة الحامل.