الحمى الباردة عبارة عن ارتجاف وشعور بالقشعريرة في نفس الوقت الذي تكون فيه حرارة الجسم مرتفعة؛ ما يؤدي إلى تناقض في الشعور، وكأنه عطل في نظام حرارة الجسم.
ويعود السبب وراء هذا الشعور المتناقض، الذي يحدث عند الإصابة بالحمى، لاستعمال الجسم حرارته الطبيعية، من أجل مقاومة العدوى، ومحاولة التخلص من المرض بشكل طبيعي.
علاقة الحمى بالدفاع عن الجسم
أول شيء يجب فهمه هو أن معظم الفيروسات والبكتيريا التي تصيب الجسم تواجه صعوبة في البقاء على قيد الحياة فوق درجة حرارة جسم الإنسان العادية، والتي يمكن أن تختلف حسب العمر والنشاط وساعات اليوم.
إذ حسب ما أشارت له مكتبة الطب الوطنية الأمريكية، نقلاً عن المجلة الطبية "everydayhealth"، فإن هذه الفيروسات يتم قبولها عموماً على أنها تعادل 98.6 درجة فهرنهايت.
وفي الواقع، فإن مجرد ارتفاع درجة الحرارة بدرجة واحدة أو درجتين فقط، يمكن أن يوقف غزو العديد من الكائنات الحية الدقيقة المتواجدة في الجسم.
لذلك فإن الإصابة بالحمى، التي تؤدي إلى رفع درجة حرارة الجسم، تعتبر طريقة ووسيلة تساعد على محاربة الفيروسات، والدفاع عن الجسم، من غزوها وانتشارها وتكاثرها.
ما سبب الحمى الباردة؟
الشعور بالبرد والقشعريرة عند الإصابة بالحمى يعتبر حالة فسيولوجية طبيعية، إذ تحدث الحمى الباردة بمجرد أن يغير الدماغ منظم الحرارة الداخلي إلى نقطة محددة أعلى لمحاربة العدوى.
وعند هذه المرحلة يذهب باقي الجسم إلى العمل في محاولة لتوليد حرارة إضافية لتحقيق هدف واحدة، وهو محاربة الفيروسات، لتتركز كل هذه الحرارة في منع انتشار المرض، الشيء الذي يسبب الشعور بالبرودة خلال نفس اللحظة.
إذ يدفعك الشعور بالبرودة إلى البدء في الارتعاش أو الاهتزاز، وذلك لأن عملية تكوين الحرارة تؤدي إلى انقباض العضلات.
ما هي مدة استمرار الحمى الباردة عند البالغين؟
يمكن أن تختلف مدة الشعور بالحمى المصاحبة للقشعريرة "الحمى الباردة" بشكل كبير اعتماداً على سببها، ففي حال كان المرض الفيروسي خفيفاً فقد تستمر ليوم واحد فقط، أما عندما يتطور الأمر والذي قد يتحول إلى التهابات جهازية، قد تستمر إلى أسابيع وشهور.
لذلك في هذه المرحلة، يجب معرفة مصدر الحمى بشكل سريع، بناء على العلامات والأعراض الأخرى التي يظهرها المرض.
إذ تكثر الأسباب المحتملة بما في ذلك نزلات البرد، والإنفلونزا، والتهاب الشعب الهوائية، والالتهاب الرئوي، والتهاب الزائدة الدودية، والتهاب المعدة والأمعاء، وعدد كريات الدم البيضاء، والتهابات الأذن، والتهابات الجيوب الأنفية، والتهابات المسالك البولية.
في حين أن الحمى عادة ما تسببها الفيروسات، فإن الحالات الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة تشمل بعض الاضطرابات الالتهابية مثل الذئبة، والتهاب المفاصل الروماتويدي ومرض كرون، وكذلك السرطان، والجلطات الدموية (تجلط الأوردة العميقة).
كما أن تناول بعض الأدوية مثل البنسلين، وعقاقير السلفا، ومضادات الذهان يمكن أن تسبب الحمى، إضافة إلى بعض أنواع المخدرات، أبرزها الكوكايين.
أعراض الحمى الباردة
يمكن أن يظهر على الشخص المصاب بالحمى الباردة عدة أعراض، غير القشعريرة ، من بينها:
- الصداع
- تصلب الرقبة
- بقع حمراء أو أرجوانية على سطح الجلد
- ضغط دم منخفض
- سرعة دقات القلب
- ضيق في التنفس
طريقة علاج القشعريرة المصاحبة للحمى الباردة
حسب ملاحظة الأطباء، نقلاً عن "Mayo Clinic"، فإنه غالباً ما تختفي الحمى والقشعريرة لدى الأشخاص البالغين عموماً في غضون بضعة أيام.
لذلك في حال كانت الأعراض خفيفة ودرجة حرارة الجسم غير مرتفعة بشكل كبير، تكون طريقة العلاج بسيطة، وهي أخذ قسط كافٍ من الراحة، مع شرب الكثير من الماء والسوائل، لتجنب الإصابة بالجفاف.
كما يجب ارتداء ملابس قليلة وتغطية الجسم ببطانية خفيفة، حتى عند الشعور بالارتعاش والبرد، لمنع ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل حاد.
أما في حال ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير وتجاوزها 40 درجة، في هذه الحالة يصبح من الضروري الاستعانة بالطبيب.
إذ يمكن في هذه المرحلة تشخيص السبب الحقيقي وراء الحمى الباردة، والذي قد يشكل مخاطر عديدة مثل اضطراب في القلب أو الرئة.
ومن أجل تحقيق العلاج، يتم وصف بعض الأدوية المثبطة لجهاز المناعة، وخافض الحرارة مثل تايلينول (أسيتامينوفين)، أو عقار مضاد التهاب غير ستيرويدي (NSAID) مثل الأسبرين، أو الإيبوبروفين (أدفيل، موترين)، أو أليف (نابروكسين).
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.