واحدة من نقاط اختلاف البشر وباقي الرئيسيات عن الثدييات الأخرى، هي وجود أظافر الأصابع؛ لكونها مثل "المخالب المفلطحة" التي قد تجدها في الثدييات الأخرى. في المتوسط، تنمو أظافرك بمعدل 3.47 ملم (0.14 بوصة) شهرياً، وتنمو أظافر قدميك بنصف السرعة فقط.
لكن في حالة نادرة للغاية اسمها Anonychia أو "اللاظفرية"، يولد المصاب بها بدون أظافر نهائياً أو قد تكون نتيجة عدوى فطرية شديدة تسبب سقوط الأظافر كلها.
فما هي أسباب تلك الحالة؟ وكيف تحدث؟
وظيفة الظفر ليس التقاط الأشياء الدقيقة فقط
رغم أن الإنسان لا يحتاج إلى أظافر للبقاء على قيد الحياة، فإنها بالتأكيد تساعد في العديد من المهام، وتلعب أظافر الأصابع العديد من الأدوار المهمة في الجسم:
1- يجعل الغطاء الخارجي الصلب على أطراف الأظافر أطراف الأصابع من أقوى أجزاء اليد. وهذا يجعل أداء المهام اليومية، وضمن ذلك إمساك الأشياء، أقل خطورة.
2- تحتوي جذور أظافر الأصابع على العديد من الأوعية الدموية الصغيرة لتزويدها، ويمكنها الحفاظ على تدفق الدم حتى عندما تمسك بشيء بإحكام شديد.
3- يمكن أن يمنع وجود غطاء للأظافر دخول الفيروسات والبكتيريا إلى الجسم. إذا تمزق "فراش أظافر" الشخص، فقد يكون أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الأظافر.
4- كما تقوم الأظافر بتعزيز الحركات الدقيقة مثل صفحات في كتاب أو حتى التقاط شعرة إذا استلزم الأمر.
5- رغم أنك قد لا تفكر في الأظافر على أنها حساسة مثل أطراف أصابعك، فإن هناك شبكة معقدة من الأعصاب تحت الظفر.
"اللاظفرية".. الولادة بدون أظافر بسبب عيب خلقي
Anonychia أو "اللاظفرية الوراثية" هي حالة تؤثر على أظافر اليدين والقدمين. عادةً ما يفقد الأفراد المصابون بهذه الحالة جميع أظافرهم بالكامل. ويكون هذا الغياب للأظافر سببه تشوه خلقي وراثي منذ الولادة، وينتج عن "طفرات جينية متنحية"، مما يعني أن كلاً من والدي الفرد المصاب يحمل حالة "جسمية متنحية" ونسخة واحدة من الجين المتحور، لكنهم عادةً لا يظهرون علامات وأعراض الحالة. لكنها تظهر لدى ذريتهم.
في بعض تلك الحالات الوراثية، يكون جزء فقط من الظفر مفقوداً أو يولد المصاب بها بنقص بعض أظافر أصابع اليدين والقدمين. وعدم وجود الأنسجة الموجودة على أطراف أصابع اليدين والقدمين، وضمن ذلك الهياكل التي تدعم الظفر ونموه. وغالباً ما تكون هذه الحالة وراثية.
في حالات أخرى قد يعاني الرضع المصابون بـ"Anonychia" من سقوط الأظافر بعد فترة قصيرة من الولادة، وتسبقها أعراض تسبق فقدان الظفر، مثل نزيف تحت اللسان وانحلال الظفر. عادةً ما يتأثر ظفر أو أكثر من أظافر الأصابع. وغالباً ما تنتفخ الأنسجة المحيطة بالظفر وتلتهب.
وقد تؤدي النظافة الدقيقة واستخدام المضادات الحيوية الموضعية والعناية بالجروح بالضمادات الاصطناعية إلى تحسين إعادة النمو إن أمكن. ويرى الطبيب روبرت سليفرمان، أنّ مص الأصابع في الرحم يؤدي إلى معظم أمراض الظفر التي تظهر عند الولادة.
العدوى الفطرية قد تسبب سقوط الأظافر
تسبب بعض أنواع العدوى الفطرية للأظافر، سقوط الأظافر أو حتى الاضطرار إلى استئصالها طبياً.
تحدث الالتهابات الفطرية في الأظافر بشكل شائع بسبب الفطريات التي توجد بلمناطق الرطبة. تعتبر الحمامات العامة، مثل تلك الموجودة في صالة الألعاب الرياضية أو حمامات السباحة، من المصادر الشائعة.
ويعد الذهاب إلى صالونات الأظافر التي لا تستخدم التعقيم الكافي للأدوات، مثل المقصات والمرشحات وأحواض القدم، إضافة إلى العيش مع أفراد الأسرة الذين لديهم أظافر فطرية، من عوامل الخطر أيضاً.
كما أن الرياضيين أكثر عرضة للإصابة بفطريات الأظافر. ويُفترض أن هذا يرجع إلى ارتداء أحذية ضيقة متعرقة مرتبطة بصدمات متكررة لأظافر القدم. وتؤدي الصدمات المتكررة أيضاً إلى إضعاف الظفر، مما يجعل الظفر أكثر عرضة للعدوى الفطرية.
وقد يصبح كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات مرَضية تضعف جهاز المناعة، أكثر عرضة للإصابة بالفطريات التي تسبب سقوط الأظافر.
ولحسن الحظ، في كثير من تلك الحالات يمكن أن تعود الأظافر للنمو بعد فترة قد تتراوح من عدة أسابيع لعدة شهور، لكن الوقاية خير من العلاج. قد تكون التدابير الوقائية التالية مفيدة:
1- حافِظ على أظافرك قصيرة، ولا تحفر في زوايا أظافرك عند قص أظافرك.
2- حافِظ على نظافة القدمين وجففهما جيداً.
3- ارتدِ جوارب جافة ولا أحذية ضيقة.
4- بدّل حذاء التمرين.
5- علاج إصابات الأظافر عند حدوثها مباشرة والعناية بنظافتها.