يعتبرالتخلص من الوزن الزائد والدهون، والتحكم في نسبة السكر في الدم، وتقليل الالتهابات. من فوائد الصيام الصحية المعروفة، ولكن وبحسب بعض الدراسات العلمية، قد يكون للصيام تأثيرات إيجابية أخرى على الوظائف العقلية، وتسريع تعافي الخلايا العصبية بإزالة المكونات المعطلة أو التالفة، والوقاية من بعض أمراض القلب.
1- فوائد الصيام على الوظائف الدماغية
بحسب موقع "webmd"، بسبب الصيام، فإن نسبة المواد السمية التي تتدفق عبر الدم والجهاز الليمفاوي تنخفض بشكل كبير، ما يجعل الجسم يخصص مزيداً من الطاقة التي يستخدمها عادة لهضم الطعام متاحة ليستخدمها الدماغ.
ومن المحتمل ألا تلاحظ هذا التغيير العقلي في الأيام القليلة الأولى من الصوم، لأن جسمك يستغرق وقتاً للتكيف مع ساعات الصيام. وهذا يفسر حدوث الصداع في الأيام الأولى من الصيام، ولكن بعد أن يتخلص جسمك من السموم، يتمكن دماغك من الوصول إلى مجرى دم أنظف، مما يؤدي إلى أفكار أوضح وذاكرة أفضل، وزيادة حدة حواسك الأخرى.
كما قد يكون للصيام تأثير مفيد غير مباشر على الدماغ من خلال تحسين حساسية الأنسولين. إذ إن انخفاض مستويات الأنسولين المنتشر في الدم، يؤدي إلى تعزيز المرونة لدى الخلايا العصبية.
وفي التجارب التي أُجريت على الحيوانات، أدت المستويات المنخفضة من الجلوكوز إلى تأثير غير مباشر على الخلايا العصبية، وهذا بدوره أدى إلى إصلاح الخلايا العصبية عن طريق تحفيز "الالتهام الذاتي"، وهي عملية تقوم فيها الخلايا العصبية بإزالة المكونات المعطلة أو التالفة.
2- الصيام يعزز وظائف المخ ويمنع الاضطرابات العصبية
على الرغم من أن البحث في الوقت الحالي اقتصر في الغالب على الحيوانات، أو مجموعات صغيرة من البشر، فقد وجدت العديد من الدراسات أن الصيام يمكن أن يكون له تأثير قوي على صحة الدماغ.
أظهرت دراسة أجريت عام 2013 أن الصيام المتقطع لمدة 11 شهراً قد حسّن وظائف المخ وبنية الدماغ. وأفادت دراسة أخرى بأن الصيام يمكن أن يحمي صحة الدماغ، ويزيد من إنتاج الخلايا العصبية، للمساعدة في تعزيز الوظيفة الإدراكية .
ولأن الصيام قد يساعد في تخفيف الالتهاب، فقد يساعد أيضاً في منع الاضطرابات التنكسية العصبية، وتشير دراسة إلى أن الصيام قد يحمي ويعطي نتائج إيجابية في حالات مثل مرض الزهايمر ومرض باركنسون.
3- الصيام يحمي من الزهايمر وله آثار إيجابية لمرضى باركنسون
يمكن للصيام حماية خلايا الدماغ من خلال توفير "الكيتونات" للوقود بدلاً من الجلوكوز، وهي مواد كيميائية يفرزها الكبد في جسم الإنسان، ويتمّ إفرازها كمصدر بديل لإنتاج الطاقة. وهو ما يساعد الدماغ على إنتاج مركب يعزز نمو خلايا دماغية جديدة وبناء وصلات جديدة بينها.
ويعمل هذا المركب أيضاً على حماية خلايا الدماغ من الإجهاد، مما يسمح لها بالعيش لفترة أطول والعمل بشكل أكثر فعالية.
وأظهرت الدراسات المعملية أن الصيام يبطئ من تطور "اللويحات والتشابكات" المميزة في الدماغ التي تحصل بسبب مرض الزهايمر، والتي تسبب إتلاف خلايا الدماغ السليمة.
وبحسب "رودولفو سافيكا" أستاذ علم الأعصاب في "Mayo Clinic"، بالنسبة للأشخاص المصابين بمرض باركنسون، تشير النتائج المعملية إلى أن الصيام يساعد الميتوكوندريا، (وهي أجزاء مُهِمَّة من الخلايا، وظيفتها أن تأخُذ المواد الغذائية، وتصنع الطاقة التي يُمكِن أن تستخدمها باقي الخلية).
وبالنسبة للأشخاص الذين مارسوا الصيام المتقطع، كانت الميتوكوندريا لديهم تعمل بشكل أفضل.
4- فوائد الصيام الصحية للوقاية والتحكم في مرض السكر
وجدت العديد من الدراسات أن الصيام قد يحسّن التحكم في نسبة السكر في الدم، مما قد يكون مفيداً بشكل خاص لأولئك المعرّضين لخطر الإصابة بمرض السكري.
أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت على 10 أشخاص مصابين بداء السكري من النوع الثاني، أن الصيام المتقطع يقلل بشكل كبير من مستويات السكر في الدم.
وفي الوقت نفسه، وجدت دراسة أخرى لعام 2014 أن كلاً من الصيام المتقطع وطريقة "الصيام في اليوم البديل" (وفي هذا النوع تقوم بالتبديل بين أيام الأكل الطبيعي وأيام الصيام)، كان لهما أثر إيجابي في تقليل مقاومة الأنسولين.
ويمكن أن يؤدي تقليل مقاومة الأنسولين إلى زيادة حساسية الجسم للأنسولين، مما يسمح له بنقل الجلوكوز من مجرى الدم إلى خلايا الجسم بشكل أكثر كفاءة. ويمكن أن يساعد ذلك في الحفاظ على استقرار نسبة السكر في الجسم، مما يمنع حدوث طفرات وانهيارات في مستويات السكر في الدم.
5- فوائد الصيام في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب
ارتبط الصيام بتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية، وقد يساعد في خفض ضغط الدم والدهون الثلاثية ومستويات الكولسترول.
ويعتبر تغيير نظامك الغذائي ونمط حياتك، أحد أكثر الطرق فعالية لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، وجدت بعض الأبحاث أن دمج الصيام في حياتك بشكل معتدل، قد يكون مفيداً بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بصحة القلب.
كشفت إحدى الدراسات أن الصيام ليوم واحد، يمكن أن يقلل من مستويات الكولسترول، والعديد من عوامل الخطر التي تسبب أمراض القلب لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن.
كما أن الصيام ليوم واحد كان له القدرة على خفض ضغط الدم بشكل ملحوظ، وكذلك مستويات الدهون الثلاثية في الدم، والكولسترول الضار.
بالإضافة إلى ذلك، وجدت دراسة أجريت على 4629 شخصاً، أن الصيام ساهم بانخفاض خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي، فضلاً عن انخفاض خطر الإصابة بمرض السكري، وهو عامل خطر رئيسي لأمراض القلب.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.