يعاني العديد من الناس حول العالم من متلازمات غريبة تؤثر على أشكالهم الخارجية، فمنهم من يعاني من تأخر النمو، وآخرون تشوه وغير ذلك، من بين هذه المتلازمات الغريبة نجد متلازمة الذئب البشري (المستذئب)، وهي من المتلازمات التي تصيب الإنسان بنمو كبير في الشعر على مستوى الجسم.
متلازمة تسبب إفراطاً في نمو شعر الجسم
حسب "healthline"، مرض المستذئب "أمبراس" هي اضطراب جينيّ وراثي نادر يتسبب في فرط نشاط بصيلات الشعر على جسم الإنسان "Hypertrichosis" في المناطق التي ينمو فيها الشعر عادة، فينتج عنه تكاثر غير طبيعي للشعر الذي ينمو طويلاً، وناعماً، وداكناً، وكثيفاً، لكن ليس على فروة الرأس، بل على البطن، والظهر، والأطراف والوجه أيضاً.
قد تكون متلازمة المستذئب موروثة، وسببها اجتماع جين نادر من الأب والأم، وفي هذه الحالة يولد الطفل مصاباً بها، وتبدأ الأعراض بالظهور منذ ولادته، ويستمر الشعر بالنمو حتى عمر سنتين تقريباً ثم يثبت، وهذه الحالات علاجها أصعب بكثير.
وفي حالات أخرى تكون الإصابة مكتسبة، وسببها التعرّض لبعض المؤثرات الكيميائية، أو الهرمونية، أو الإشعاعية، وهذه الحالات تكون موضعية، ويكون علاجها أسهل من الحالات الموروثة التي يولد بها البعض.
أنواع متلازمة المستذئب
لمتلازمة المستذئب عدة أنواع، إذ يُعرف أحد أنواعه باسم متلازمة أمبراس Ambras syndrome.
وهو فرط نمو الشعر الزغبي الخلقي ومتلازمة أمبراس هي من الأمراض النادرة للغاية، إذ عالميا سجل أقل من خمسين حالة، ويعتقد أنه وثقت قرابة 34 حالة منها في المراجع العلمية. أما معدل انتشارها فغير معروف ويعتقد أنه شخص واحد لكل مليار أو عشرة مليارات شخص.
والأمراض النادرة هي أمراض واضطرابات صحية تصيب نسبة ضئيلة من سكان بلد ما، أغلبها جيني المنشأ، أي أنها ناتجة عن خلل في المادة الوراثية، وتم تخصيص آخر فبراير/شباط من كل عام ليكون يوما عالميا للأمراض النادرة، وذلك للعمل على زيادة الوعي العالمي بشأنها.
ويختلف تعريف الأمراض النادرة من بلد لآخر، فمثلاً في الولايات المتحدة هو المرض الذي يصيب أقل من 200 ألف من السكان، أما الاتحاد الأوروبي فيعرفه بأنه الذي يصيب أقل من 5 أشخاص من بين 10 آلاف في منطقة معينة.
أعراض وأسباب متلازمة المستذئب
لا تتسبب هذه المتلازمة أي أعراض مرافقة لنمو الشعر المفرط، أيّ إنها لا تتسبب بأيّ خلل في الوظائف الجسدية أو الحيوية، إلا أن بعض الحالات قد عانت من التشوهات، مثل: بروز الفك والأسنان، وظهور أسنان زائدة، وتأخر في نموها، وبعض التشوهات العضلية، وتشوهات في شرايين وأوردة القلب، وتضخم الثديين، والماء الأزرق في العين، والقيء المفرط.
بالنسبة لفرط نمو الشعر الزغبي الخلقي فيعتقد أنه يورث عبر جين سائد في العائلة. ولكن في بعض الحالات يحدث المرض دون وجود سيرة عائلية، والذي يعتقد أن ذلك يحدث نتيجة حصول طفرة تلقائية في الجينات. أما بالنسبة لمتلازمة أمبراس فيفترض أن السبب عائد إلى عامل جيني، ويعتقد أنه يرتبط بكروموسوم رقم 8.
والجينات هي مقاطع أو أجزاء قصيرة من شريط "دي أن أي" وكل مقطع يكون مسؤولاً عن توارث صفة معينة. فمثلاً هناك مقطع يحمل لون الشعر، وآخر مخزن عليه الطول. ويقوم الجين بإخبار الخلية ببناء بروتينات معينة للقيام بوظيفتها. وتوجد في كل خلية من جسم الإنسان قرابة 30 ألف جين.
وفي المرضيْن يكون هناك فرط في نمو الشعر منذ الولادة، ولكن في متلازمة فرط نمو الشعر الزغبي الخلقي، فإن الزغب يسقط عادة على عمر سنتين، ولكن تبقى هناك أماكن من فرط الشعر. أما في متلازمة أمبراس، فيستمر فرط نمو الشعر ويزداد، ولا يقل.
ويهدف علاج الحالتين إلى التحكم في وتقليل نمو الشعر، والتعامل مع المشاكل النفسية الناتجة عن شعور الشخص بأن مظهره مختلف، وأنه قد يعزله عن الآخرين.
علاج متلازمة المستذئب
استناداً لنفس المصدر لا يوجد علاج لفرط الشعر، ولا يمكنك فعل أي شيء للوقاية من الشكل الخلقي للمرض. يمكن تقليل مخاطر الإصابة بأشكال معينة من فرط الشعر المكتسب عن طريق تجنب بعض الأدوية، مثل المينوكسيديل.
يتضمن علاج فرط الشعر إزالة الشعر من خلال مجموعة متنوعة من الطرق قصيرة المدى مثل:
- الحلق.
- إزالة الشعر كيميائياً.
- النتف.
كل هذه الطرق هي حلول مؤقتة. كما أنها معرضة لخطر التسبب في تهيج الجلد المؤلم أو غير المريح. وفي بعض أجزاء الجسم، لا تتم هذه العلاجات بسهولة، تشمل العلاجات طويلة الأمد التحليل الكهربائي وجراحة الليزر.
التحليل الكهربائي هو تدمير بصيلات الشعر الفردية بشحنات كهربائية صغيرة. تتضمن جراحة الليزر تطبيق ضوء ليزر خاص على عدة شعيرات في وقت واحد. غالباً ما يكون تساقط الشعر دائماً مع هذه العلاجات، على الرغم من أنك قد تحتاج إلى بضع جلسات لإكمال المهمة.