يطور الأطفال قدراتهم اللغوية بالتدريج، من إصدار الأصوات في أشهرهم الأولى، إلى نطق الكلمات البسيطة عند بلوغهم عاماً واحداً أو عاماً ونصفاً، ثم الجمل في سن 3 سنوات، بينما يختلف الأمر في بعض الحالات، وهو ما يطلق عليه تأخر النطق لدى الأطفال، ما يستدعي أحياناً تدخل الطبيب لعلاج الحالة.
ويفترض بعض الأهل أن تأخر النطق قد يكون له تأثير متسقبلاً على قدرة أطفالهم على الاندماج بشكل طبيعي، أو سيواجهون مشاكل في الدراسة، لكن هذا ليس هو الحال دائماً، كما يتضح من بعض الحالات غير المعروفة نسبياً تُعرف باسم "متلازمة أينشتاين".
ما هي متلازمة أينشتاين؟
متلازمة أينشتاين هي إحدى حالات تأخر النطق لدى الأطفال، ومع أن الطفل في هذه الحالة يُظهر تأخراً في الكلام، ولكن يصاحبها أيضاً مهارات تحليلية متميزة والذاكرة القوية.
تم استخدام هذا المصطلح في عام 1993 من قبل توماس سويل، الذي لاحظ أن العديد من الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة قد تم تشخيصهم بشكل خطأ على أنهم يعانون من التوحد، لكنهم أثبتوا تفوقاً أكاديمياً، لاحقاً، أو برعوا في جوانب مثل الرياضيات، ومسائل التحليل العقلي والتفكير المنطقي.
أما سبب التسمية، فهو نسبة لأينشتاين الذي عانى من تأخر النطق حتى سن 5 سنوات، لدرجة أن أساتذته اعتقدوا أنه معاق عقلياً ولن يصل إلى أي شيء، لكنه أثبت تفوقه الأكاديمي وعبقريته لاحقاً.
كيف يمكنك ملاحظة متلازمة أينشتاين لدى طفلك؟
بينما تختفي مشكلة تأخر النطق لدى الأطفال تلقائياً أحياناً، لكن في كثير من الحالات، يُفضل زيارة طبيب مختص، لتحديد طبيعة المشكلة التي يعاني منها الطفل، وتحديد العلاج المناسب، وأيضاً هناك بعض الطرق لاكتشاف ما إذا كان طفلك مصاباً بمتلازمة أينشتاين أم لا؟
بطبيعة الحال، فإن المعيار الأول هو أن طفلك لا يحقق قدرات الكلام المناسبة لسنه، لكن هناك المزيد من القرائن التي وضحها سويل في كتابه الصادر عام 1997 بعنوان "حديث الأطفال المتأخرين"، وبعض الخصائص العامة التي غالباً ما توجد في هؤلاء الأطفال المصابين بمتلازمة أينشتاين، منها:
- القدرات التحليلية أو الموسيقية المتميزة والمبكرة
- ذاكرة قوية
- سلوك قوي الإرادة
- انتقائي للغاية
- تأخر التدريب على استخدام الحمام
- القدرة على القراءة أو استخدام الأرقام أو الكمبيوتر
- مواهب تحليلية أو موسيقية
- التركيز الشديد على أي مهمة تشغل وقتهم
لكن يجب الانتباه إلى أن متلازمة أينشتاين لا يتم تشخيصها بسهولة بسبب تشابه الأعراض، ومن الصعب معرفة مدى شيوعها، كونها لا تزال حالة تم اكتشافها حديثاً، ولا تزال الأبحاث حولها غير مكتملة، فمثلاً يمكن أن تجد السلوك القوي الإرادة والاهتمامات الانتقائية لدى العديد من الأطفال، حتى أولئك الذين لا يعانون من تأخر النطق.
كما أنه لا يوجد ما يثبت أن كل طفل قد يكون مصاباً بمتلازمة أينشتاين ربما يتمتع بموهبة استثنائية، أو بمعدل ذكاء خارق.
في الواقع، من بين دراسات الحالة التي تم تسليط الضوء عليها باعتبارها قصص نجاح للمتحدثين المتأخرين في كتاب سويل، كان متوسط معدل الذكاء لدى معظم الأطفال عادياً وقليلاً جداً عمن كان لديهم معدل ذكاء فوق الطبيعي.
لا يوجد تشخيص رسمي ولكن يوجد علاج لمتلازمة أينشتاين
بما أن الحالة لا تزال قيد الدراسة ولم يتم حسم جميع أعراضها، فلن تستطيع الحصول على تشخيص طبي رسمي لطفلك بمتلازمة أينشتاين، ولكن تشخيص حالته غالباً سيكون "تأخر النطق لدى الأطفال".
فإذا شعرت أن طفلك قد يكون مصاباً بمتلازمة أينشتاين، فإن أولى خطوات مساعدته هي حصوله على تقييم وتشخيص طبي صحيح، ليحدد له برنامج علاج النطق الذي يلائمه، كما يمكن استخدام البطاقات التعليمية الخاصة بالكلمات أيضاً.
وانتبه إلى الأنشطة التي يختار الأطفال المشاركة فيها، على سبيل المثال، إذا أظهروا اهتماماً كبيراً بالموسيقى أو الرسم، فيمكنك مساعدتهم أكثر من خلال تسجيلهم في تلك الأنشطة.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.