تُعرف الكلاب بقربها الشديد من الإنسان، في علاقة ذكرها العلماء وصلت إلى 11 ألف سنة، أي إلى نهاية العصر الجليدي الأخير، لتصبح أول حيوان لاحم يقوم الإنسان بتربيته في التاريخ.
كانت الكلاب منتشرة بشكل كبير في النصف الشمالي للكرة الأرضية، ثم انتشرت لتصل إلى كل قارات العالم، ويصبح بعدها الصديق الوفي للإنسان وأكثر الحيوانات اللاحمة التي تساعد في الحياة اليومية، سواء كانت رعي أغنام أو صيداً في البداية، أو المساعدة في تجاوز أزمات نفسية كما سنذكر خلال هذا التقرير.
أبحاث ودراسات على قدرة الكلاب في رصد الأمراض
لطالما سمعنا عن الكلاب وقدرتها على الشعور بصاحبها، لكن لم يثبت العلم حينها صحة المعلومة إلى وقتنا الحالي؛ حيث اكتشف باحثون في جامعة "كوينز بلفاست" البريطانية أن الكلاب تستطيع رصد توتر صاحبها من خلال أنفاسه أو عرقه.
أجريت التجربة على 700 كلب، حيث تمكن 650 منها من تحديد عينة العرق والأنفاس المأخوذة من شخص متوتر، كما يأمل الباحثون في الجامعة نفسها في تطوير قدرات الكلاب على رصد توتر أصحابها عن طريق تدريبها.
كما أكدت دورية "Plos one" العلمية أن باستطاعة الإنسان تدريب الكلاب لمعرفة توتر أصحابها عن طريق الرائحة، وهي الطريقة نفسها المتخذة من قبل رجال الشرطة في تدريب الكلاب حول معرفة مكان المخدرات والمتفجرات.
هذه الإمكانية حسب الدورية العلمية قد تجعل الكلاب تتعرف على إصابة أصحابها بأمراض أخرى مستقبلاً، كالسكري والكوفيد أو حتى بعض أنواع السرطانات.
وقالت الباحثة "كلارا ويلسون" المشرفة على الدراسات في جامعة "كوينز بلفاست" في تقرير نشرته "BBC" إنه يوجد الكثير من الأدلة على أن الكلاب يمكنها التقاط روائح البشر المرتبطة بحالات طبية أو أمراض معينة، لكن لم يتوصلوا بعد إلى الكثير من الأدلة على أنها تستطيع شم الاختلافات في حالتنا النفسية.
تجربة الأنفاس والتعرق
خلال الدراسات السابقة قالت الباحثة المشرفة على الدراسات إن التجربة شملت 36 متطوعاً بشرياً أبلغوا عن توترهم، قبل وبعد الانتهاء من مسألة حسابية صعبة قاموا بإعطائها لهم لقياس مستوى التوتر وجمع العينات.
حيث قاموا خلال الاختبار بوضع عينات من العرق أو الأنفاس ليتم استخدامها في التجربة، عند تقديمها للكلاب كانت تجلس أو تقف أمام عينة التوتر الخاصة بصاحبها، أو في حال لم تكن العينة خاصة بمالكها فتقف أمام عينة أخرى تشير إلى الشخص المتوتر.
في هذه الحالة كان يقدم للكلاب هدية عبارة عن طعامها المفضل كهدية لترويضها على معرفة أمراض نفسية أخرى
الكلاب ومحاولة خفض نسبة التوتر
خلال الدراسات الأولى على الكلاب أبدت ردود فعل حاولت من خلالها خفض التوتر أمام العبوات المقدمة لها، حيث تعد الكلاب من الحيوانات الماهرة عاطفياً.
حسب الدراسات قد يكون العناق أحد الوسائل المتخذة من قبل الكلاب لتهدئة صاحبها، والذي يفرز بدوره هرمون العناق الذي يثير شعور الحب والعاطفة عند الإنسان، ما يساهم في خفض التوتر والقلق.
قد تكون ردود فعل الكلاب كالتي تبديها عند عودة صاحبها إلى المنزل، حيث يقوم بهز ذيله أو القفز، بالإضافة إلى لعق الوجه الذي يعتبر الوسيلة الأولى للكلاب للتعبير عن حبها واهتمامها.
في بعض الأحيان قد تذرف بعض الكلاب الدموع أمام صاحبها، رغم أنها في الغالب تكون تعبيراً عن الفرحة، إلا أن الدراسات أثبتت أن بعض الكلاب لجأت إلى هذا النوع من الحيل ليقوم صاحبها باللعب معها، ما أثر بشكل إيجابي على نفسيته، ولاحظوا انخفاضاً هائلاً في نسب التوتر المسجلة.