ربما تكون أنت من الأشخاص الذين يفضلون الجلوس في المنزل أو العمل، وتكون الأنوار خافتة قليلاً، لأنك لا تفضل الضوء الساطع، ولكنك لن تشعر بالضيق من وجوده، لكن المصابين بمرض عصبي نادر اسمه "متلازمة عباد الشمس"، فالأمر خارج عن سيطرتهم، ويتعدى موضوع الشعور بالضيق.
فالمرض يسبب لهم أعراضاً غريبة مثل التلويح باليد لا إرادياً أمام الوجه والعينين، أو الانجذاب نحو الضوء الساطع، والانفصال عن الواقع، وربما أسوأ ما قد تصاحبه نوبات صرع شديدة.
ولم يتم التعرف على أنه مرض منفصل سوى عام 1951، فقد كان الأطباء يظنون أن المصابين به مصابون بالصرع العادي.
متلازمة عباد الشمس تصيب الأطفال، تصاحبها نوبات التلويح باليد
متلازمة عباد الشمس هي شكل نادر من أشكال "الصرع الحساس للضوء"، وعادة ما يصيب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و10 سنوات، ويصيب الفتيات أكثر من الأولاد، ويرتبط عادة بالتوتر والقلق.
تتميز متلازمة عباد الشمس بالنوبات الغريبة من التصرف، التي تسببها التيارات الكهربائية في الدماغ، ولكن مسببات متلازمة عباد الشمس غير معروفة على وجه اليقين في هذا الوقت. وتميل متلازمة عباد الشمس إلى أن تكون مزمنة، وتتطلب علاجاً مدى الحياة.
أغرب ما في هذا المرض هو ما يصاحبه من أعراض، وتوصف أعراضه بأن المصابين به "يتوقفون في مكانهم مؤقتاً" عندما يكونون في ضوء الشمس الساطع، ويوجهون أجسادهم نحو الشمس، ويمدون مرفقيهم إلى الخارج، بينما يرفعون إحدى اليدين للتلويح أمام أعينهم.
تلوح الغالبية العظمى من المرضى باستمرار بنفس اليد، وتم تسجيل بعض الحالات، حيث يمسح المريض منطقة الجبهة فوق العين أو جانبها بطريقة متكررة وهستيرية.
وبينما يعاني غالبية المرضى من التلويح باليدين بسبب ضوء الشمس الساطع، يعاني جزء آخر من المرضى من تلك النوبات عند تعرضهم للضوء الاصطناعي أيضاً.
كما أن المرضى يبحثون دائماً عن ضوء الشمس، وغالباً ما يقتربون من النوافذ في اتجاه الشمس، ويتنقلون داخل منازلهم طوال اليوم للعثور على نافذة تدخل منها أشعة الشمس.
تحدث نوبات متلازمة عباد الشمس بسبب الأضواء الساطعة، ويمكن أن تحدث نوبة متلازمة عباد الشمس عندما يلوح شخص أمام مصدر ضوء ساطع للغاية وهو ينظر إليه.
ويمكن أن تحدث النوبات أيضاً لدى شخص يشاهد التلفاز من مسافة قريبة، ويفتح عينيه ويغمضها بشكل متكرر، مع تغيير القناة التلفزيونية بسرعة.
سوء فهم لمتلازمة عباد الشمس، والإحباط يصيب المرضى
وبحسب موقع مستشفى "Mass General" فإنه على الرغم من البحث والدراسة، خلال السنوات الماضية، لم يتم اكتشاف الآثار الجسدية على مرضى متلازمة عباد الشمس بشكل كامل. نظراً لأن الأفراد المصابين بها، يعانون من اضطرابات قصيرة.
أما نوبات التلويح باليد فيمكن أن تؤثر على قدرة الفرد على التواصل، وأحياناً يصاحب النوبات انفصال عن الواقع واضطرابات في الوعي.
أفاد بعض المرضى أيضاً أنهم يعانون من القلق، والذي قد يكون ناجماً جزئياً عن عدم القدرة على منع، أو السيطرة على نوبات التلويح باليد.
وقد يعاني الأطفال المصابون بمتلازمة عباد الشمس أيضاً من إجهاد إضافي، بسبب التشخيص الخاطئ من الأطباء وأفراد الأسرة والأصدقاء الذين يعتقدون أن نوبات التلويح باليد هي من صنع الذات، وتحت السيطرة الواعية.
يقول بعض الأطفال المصابين بمتلازمة عباد الشمس: "في كثير من الأحيان يُطلب منهم التوقف فقط عن تلك الحركات والتصرفات" مما يسبب للمصابين بهذه المتلازمة الكثير من الإحباط.
وكثيراً ما كان يُعتقد خطأً، أن الأفراد المصابين بمتلازمة عباد الشمس يقومون بتلك الحركات، ويحدقون بالشمس عن عمد، من أجل الانتباه أو المتعة، وكان من الشائع بين الناس الاعتقاد بأن الأفراد المصابين بمتلازمة عباد الشمس يمكنهم التحكم في نوبات التلويح بأيديهم على الأقل.
الأدوية لا تنفع وانتظار دراسات المستقبل لتكشف أسراره
منذ الستينيات وحتى الوقت الحالي، حاول الأطباء علاج حالات "متلازمة عباد الشمس" باستخدام بعض الأدوية المستخدَمة لعلاج أنواع أخرى من الصرع، لكن النتائج لم تكن مبشرة، ولم يكن هناك تجاوب أو انخفاض في عدد النوبات وشدتها، ولكن لا تزال النتائج غير حاسمة.
تم ذكر بعض الأساليب لتقليل تلك النوبات، مثل ارتداء القبعات والنظارات الشمسية، وكذلك البقاء في الداخل لتجنب ما إذا كانت أشعة الشمس ساطعة جداً.
وفي إحدى التجارب السريرية أفاد ما يقرب من 20% من المرضى أن تركيز الانتباه على أمور أخرى مثل ممارسة الرياضة أو القيادة، تمنع نوبات التلويح باليد.
وأفاد 30% من المرضى أنه عندما تكون إحدى اليدين أو كلتيهما مشغولة، لم تحدث نوبات التلويح باليد. ولا يزال هناك حاجة إلى مزيد من البحث لإيجاد علاج نافع أو فهم للمرض بشكل صحيح.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.