نجح العلماء في استعادة وظائف أعضاء الخنازير النافقة، مما رفع الآمال باتباع نهجٍ مماثل يوماً ما لتوفير المزيد من أعضاء البشر القابلة للزراعة، لكنها خطوةٌ تثير بعض المخاوف الأخلاقية أيضاً، حسب صحيفة Wall Street Journal الأمريكية.
إذ نُشِرت ورقة لوصف البحث في دورية Nature العلمية الأربعاء، 3 أغسطس/آب. وكشفت الورقة أن البحث اعتمد على استخدام نظام تجريبي يتضمن مستشعرات لمراقبة الدورة الدموية، ومرشحاً، ومضخة لنقل سائل يحتوي على عدة أدوية إلى أعضاء الخنازير.
وعند توصيل أجسام الخنازير النافقة بهذا النظام بعد ساعة من وفاتها؛ بدأت قلوبها في استئناف العمل؛ مما أعاد بعض وظائف الدماغ، والرئتين، والكلى، والكبد، والبنكرياس لدى تلك الحيوانات بشكلٍ محدود.
قد يساعد على حفظ الأعضاء البشرية
في السياق، قال نيناد سيستان، أستاذ علوم الأعصاب في كلية الطب بجامعة ييل: "عادت الخلايا إلى العمل في وقتٍ لا يفترض بها أن تعمل خلاله"، وكان سيستان أحد القائمين على النظام الذي أُطلق عليه اسم أورغان إكس OrganEx.
وصرح سيستان مع زملائه خلال مؤتمرٍ صحفي، الثلاثاء 2 أغسطس/آب، بأنهم يأملون أن يساعد النظام في النهاية على زيادة إمدادات الأعضاء البشرية المتوفرة للزراعة، وذلك عن طريق تمهيد الطريق لحفظ الأعضاء وإصلاحها. لكنهم أقروا بأن هذا السيناريو لا يزال هدفاً بعيد المنال. وربما نستغرق سنوات في تطوير هذا النظام لدرجةٍ تسمح باختباره على البشر، على حد قولهم.
ويبحث العلماء منذ عقود عن أفضل الطرق لحفظ الأعضاء؛ إذ يؤدي نقص الأوكسجين بعد توقف قلب المرء إلى تدمير الخلايا بسرعة في جميع أعضاء الجسم. ويقول خبراء زراعة الأعضاء إن الأعضاء لن تكون مناسبةً للنقل على الأرجح في حال عدم استئصالها وحفظها سريعاً.
وتعتمد الطريقة القياسية لحفظ الأعضاء على تبريدها سريعاً، ثم تخزينها في مواد حافظة مثلجة. لكن الضرر قد يحدث أثناء إذابة الأعضاء مرةً أخرى، مما يضطر الأطباء للتخلص من العديد من الأعضاء وفقاً لجراح زراعة الأعضاء الدكتور فرانسيس ديلمونيكو.
وقالت أليكساندرا غلازير، رئيسة منظمة New England Donor Services، إن مجتمع زراعة الأعضاء حاول العثور على طرق لزيادة أعداد الأعضاء المتوافرة للنقل.
مهمة أخلاقية
وشملت الجهود إطلاق حملات لزيادة الوعي بالتبرع، والسماح للمصابين بالتهاب الكبد وغيرها من الحالات الطبية أن يتبرعوا بأعضائهم.
لكنها أوضحت أن الابتكارات في تقنية التروية الدموية، مثل ما يفعله نظام أورغان إكس، يمكنها "أن تغير قواعد اللعبة على صعيد حل أزمة نقص الأعضاء".
بينما قال بريندان بارينت، مدير أبحاث أخلاقيات وسياسة زراعة الأعضاء في كلية غروسمان الطبية بجامعة نيويورك، خلال حديثه عن أورغان إكس: "لدينا مهمةٌ أخلاقية تنطوي على إعطاء الأولوية لتطوير النظام من أجل إنقاذ حياة الناس، قبل التفكير في طريقة إفادته لزراعة الأعضاء عموماً".
من ناحيته، قال العالم المشارك في الدراسة ستيفن لاثام، مدير مركز أخلاقيات علم الأحياء في كلية الطب بجامعة ييل، إن الوقت لا يزال مبكراً للغاية على التفكير في طريقة استخدام الأطباء لنظام أورغان إكس من أجل إنعاش البشر.
وأوضح أن قلوب الخنازير استأنفت النبض، لكن الدورة الدموية لتلك الحيوانات ظلت معتمدة على جهاز أورغان إكس طوال وقت التجربة.
كما لفت لاثام إلى أن "إتقان هذا النظام كآلية إنقاذ للجسم بالكامل لدى الأشخاص الغارقين أو الذين أصيبوا بنوبات قلبية سيحتاج إلى مجموعةٍ طويلة من التجارب. فهل سيعود المرء بوظائف دماغ كاملة؟ أم هل سيكون قلبه ضعيفاً؟ لكن تحسين زراعة الأعضاء يمكن أن ينقذ حياة الناس، وتستطيع فعل ذلك بسرعةٍ أكبر".