إذا ما قارنّا بين المجهود الإنساني اليومي العادي ومجهود الرياضيين المشاهير وروّاد الفضاء، سنجد أن كميات المجهود المبذولة تختلف بشكل كبير لذا فهم يحتاجون إلى السبيرولينا؛ فهؤلاء الرياضيون ورواد الفضاء تتميز أنظمتهم الغذائية اليومية باحتوائها على أغذية بعينها، وهذه الأغذية واحدة من أهم أسباب حفاظهم على لياقتهم البدنية العالية، وحرصهم على تناول عناصر غذائية بعينها عادة ما يكون السبب الأساسي لاستمرار نجاحاتهم في مجالات عملهم الشاقة والمختلفة.
ومن بين هذه العناصر الغذائية التي وُصفت بأنها "خارقة" هي طحالب أو أعشاب "السبيرولينا" البحرية التي تحتوي على خليط هائل من الفيتامينات والبروتينات والعناصر الغذائية العديدة، فما فوائدها للجسم؟ هذا ما سوف نستعرضه في تقريرنا التالي:
فوائد السبيرولينا: غذاء رواد الفضاء وأساطير كرة القدم
غذاء أو أعشاب السبيرولينا Spirulina هي نوع من أنواع الطحالب البحرية أو العشب البحري له لون أخضر قد يميل أحياناً للزرقة، وتنمو في المحيطات والبحيرات المالحة في بقاع مختلفة حول العالم وخاصة في الأجواء الحارة وشبه الاستوائية، وتصنف السبيرولينا من "الأغذية الخارقة" بسبب احتوائها على نسب عالية من الأصباغ النباتية التي تزود الإنسان بالطاقة لقدرتها العالية على تنظيم عملية "التمثيل الضوئي"، وهذه الأصباغ هي أحد أبرز العناصر التي تحتويها المكملات الغذائية.
وفي تقرير لمجلة "ماركا" الإسبانية، وصفت طحالب "السبيرولينا" بأنها الغذاء الذي يحتوى 7 أضعاف البروتين الموجود في اللحوم، والغذاء الخارق وراء ظاهرة استمرار تألق العديد من نجوم كرة القدم المشاهير؛ مثل كريستيانو رونالدو وميسي وكريم بنزيمة وغيرهم من اللاعبين الذين تخطوا سن الثلاثين ولكنهم لا يزالون يحتفظون بمستويات عالية من اللياقة والأداء المميز في الملاعب، كما أضافت أن السبيرولينا انتشرت مؤخراً كأحد أبرز الأكلات المكملة والوجبات الخفيفة في حميات الرياضيين وأصبحت بمثابة "ترند" جديد في عالم الرياضيين، خاصة لاعبي كرة القدم، بجوار عشبة بحرية أخرى شبيهة تسمة "الكلوريلا" Chlorella.
بخلاف الرياضيين، نشرت المكتبة الوطنية للطب في الولايات المتحدة بحثاً حول نُظم التغذية المثالية التي يتم إعدادها لرواد الفضاء الأمريكيين؛ وكان من بين مكونات هذه الأنظمة طحالب السبيرولينا البحرية التى تزود الإنسان بمجموعة كبيرة من الفوائد الغذائية تجعلها مثالية لمهام التواجد في الفضاء لفترات كبيرة.
العناصر الغذائية في طحالب السبيرولينا
عشبة أو طحالب السبيرولينا تتوفر في عدة أشكال منها الشكل الأكثر انتشاراً وهو شكل الأقراص الدوائية بمثابة مكمل غذائي، أو في شكل مسحوق مجفف يمكن إضافته للمشروبات المختلفة، أو أخضر طازج وهو الشكل الأقل انتشاراً نظراً لطبيعة العشب والذي يجف سريعاً، وتحتوي السبيرولينا على العناصر التالية لكل جرعة بوزن 5-7 غرامات (قرصين أو ملعقة مسحوق):
– الكربوهيدرات: 1.7 غرام من الكربوهيدرات القابلة للهضم.
– البروتين: 4 غرامات
– السعرات الحرارية: 20 سعراً حرارياً
– النحاس: 21% من القيمة اليومية التي يحتاجها الإنسان
– الحديد: 11% من القيمة اليومية التي يحتاجها الإنسان
– فيتامين ب 1 : 11% من القيمة اليومية التي يحتاجها الإنسان.
– فيتامين ب 2 : 15% من حاجة الجسم اليومية.
– فيتامين ب 3 : 4% من حاجة الجسم اليومية.
كما أن السبيرولينا تحتوى على نِسب مرتفعة من معادن: المغنيسيوم والبوتاسيوم والمنجنيز، بالإضافة إلى احتوائها على أقل نسبة ممكنة من الدهون المشبعة التي يعد تنولها ضار بالإنسان، كما تتميز باحتوائها على خليط أحماض دهنية هام جداً لنشاط الذهن والجسم هي أوميغا 6 وأوميغا 3.
تحتوي السبيرولينا أيضاً على بعض أنواع مضادات الأكسدة التي تساعد في شفاء الالتهابات المختلفة التي تصيب أجزاء الجسم الداخلية والخارجية، ومنها مادة "الفيكوسينين" Phycocinin.
فوائد علاجية لطحالب السبيرولينا
بخلاف التزويد بالعناصر الغذائية المكملة، تساعد السبيرولينا في تعزيز الصحة العامة للإنسان وعلاج بعض المشكلات الصحية التي قد يعاني منها الإنسان مثل:
– تعزيز صحة القلب
– المساعدة في التخلص من حساسية الأنف والتهاب الأنف التحسسي
– تعزيز نظام المناعة
– تساعد في تعزيز صحة الفم والعينين
– تنظيم مستويات سكر الدم
– خصائص مضادة للسرطان وتحديداً سرطان الفم
كما جاء في بعض الدراسات أن طحالب السبيرولينا من بين الأطعمة التي ترفع من قدرة العضلات على تحمل الضرر الناتج عن تأكسد خلايا العضلات والتقليل من تأثيره السلبي، أي أنها وبحسب هذه الدراسة تُصنف غذاءاً مثالياً للاستشفاء بعد بذل مجهود عال أو استعادة قدرات الجسم بعد الإرهاق العضلي.