قال باحثون في علم النفس، من خلال دراسة أُجريت مؤخراً في بريطانيا، إن الأشخاص الذين أظهروا علامات توتر، خلال مقابلات وهمية قصيرة، كانوا في العموم أكثر إثارة للإعجاب من بقية المشاركين.
وسعى علماء نفسيون من جامعتي Nottingham Trent وPortsmouth في بريطانيا، للتحقيق في كيفية استيعاب الآخرين لبعض السلوكيات، والأهم من ذلك كيفية تفاعلهم معها، حسبما نشره موقع Business Insider الأمريكي، الأحد 19 يونيو/حزيران 2022.
وفي الدراسة، مُنِح 31 مشاركاً وقتاً قصيراً للتحضير لعرض تقديمي ومقابلة وهمية لمدة 3 دقائق. ثم طُلِب منهم إكمال اختبار رياضيات صعب، مع تصوير ردود أفعالهم طوال الوقت.
وطلب الباحثون منهم إكمال استبيان، وجمعوا عينات من اللُعاب لمراقبة مستويات الكورتيزول، المادة الكيميائية التي تنتجها أجسامنا استجابة للإجهاد. ومما يثير الدهشة أنَّ بعض المشاركين أصبحوا متوترين نتيجة لذلك.
وفي الجزء الثاني من الدراسة، عُرِضَت عينة عشوائية من التسجيلات على مجموعة منفصلة من 133 مشاركاً، وطُلِب منهم تقييم مدى التوتر الذي يرونه في المتطوعين الأصليين على أساس سلوكهم.
ومن المثير للاهتمام أنَّ أولئك الذين أظهروا مستويات أعلى من التوتر، أو على الأقل كان يُنظَر إليهم على أنهم كذلك، اعتُبِروا عموماً أكثر إثارة للإعجاب من المشاركين.
ولا يعرف الباحثون بوضوح الأسباب وراء ذلك، بينما تقول إحدى الفرضيات التطورية التي يناقشونها إنه عندما يبدو الناس منفتحين بشأن مشاعر "الضعف"، يمكن إدراك أنهم أكثر استعداداً للتعاون.
ومهما كانت الأسباب الكامنة وراء ذلك، تقترح الدراسة أنَّ هناك ميزة محتملة للإفصاح عن مشاعر التوتر.
في ملخص نتائج الدراسة، كتب جيمي وايتهاوس، زميل باحث في قسم علم النفس بجامعة Nottingham Trent: "نتوقع أن يستفيد الناس من الضعف، لكن إظهار الجانب الضعيف لديك يشجع على الدعم والترابط الاجتماعي".
وليست هذه هي الدراسة الأولى التي تشير إلى أنه يمكن أن تكون هناك فوائد أكبر للتوتر.
فقد وجدت الدراسات أنَّ المستوى الأقصى من التوتر يمكن أن يكون حافزاً في العمل، يدفع الناس إلى تأدية وظائفهم.
ويقترح البعض الآخر أنه من خلال إعادة صياغة استجابة "القتال أو الهروب"، الناتجة عن المواقف العصيبة على أنها مثيرة للحماس بدلاً من السلبية، يمكن أن تساعد الشخص في التغلب على المواقف الصعبة.
بالطبع هذا لا يعني أننا يجب أن نقبل التوتر على نطاق واسع، ولا نشجعه وسيلةً لجعل أنفسنا محبوبين أكثر، فعندما يكون التوتر مزمناً، يمكن أن يؤدي إلى الإرهاق وخلق عواقب نفسية وجسدية سلبية.
كما كتب الزميل الباحث جيمي وايتهاوس: "إنَّ التواصل بأمانة وسلوك طبيعي قد يترك في الواقع انطباعاً إيجابياً لدى الآخرين"، حسب الموقع الأمريكي.