مميزاً برائحته الطيبة وزهوره البيضاء وثماره التي تجمع بين المذاق الحلو والمر، يُعرف شجر الآس بعدة أسماء في بلاد مختلفة حول العالم. على سبيل المثال، في سوريا يُعرف باسم الآس، وفي لبنان والمغرب وتونس بالريحان وفي تركيا مرسين. كما تعرف ثماره باسم "الحنبلاس" أو "الحمبلاس" أو حب الآس
تستخدم شجيرات الآس في عمل الأسيجة والفواصل للحدائق والدور السكنية؛ حيث يتم تنظيم وتشكيل تلك الشجيرات بقص أغصانها على شكل محدد جميل.
كما تُعلق حزم الآس على شواهد القبور لرائحتها الطيبة وخضرتها، ومن هنا جاءت التسمية الشامية للنبات بالآس على الأرجح، أي من الأسى والحزن.
حتى إن الكلمة تستخدم في عبارة غزل شامية شهيرة هي: "تشكل آسي"، هذا الدعاء يستخدم غالباً من قبل النساء كتعبير منهن على شدة الحب لأزواجهن أو أطفالهن، ويعني أن المرأة تتمنى أن يجعل الله عمر محبوبها أطول من عمرها وأن يدفنها بيده ويعلق الآس على قبرها.
كما يستهل السيد درويش بداية موشح "زارني المحبوب" بالقول: "زارني المحبوب في رياض الآس" لجمال هذه الشجيرات وطيبها.
لكن بالإضافة إلى مظهره الجمالي والطبيعي، للآس أيضاً فوائد صحية كثيرة للجسم، والأجزاء المستعملة من نبات الآس هي الأوراق والثمار والزيوت الطيارة الغنية فيها.
القيمة الغذائية للآس
تحتوي أوراق الآس والفاكهة على مزيج فريد من المركبات العضوية والمغذيات التي تجعلها ليس فقط إضافة غذائية مميزة كعشب، ولكن أيضاً كمصدر لا يُقدر بثمن للزيت العطري.
كما يحتوي الآس على العديد من مضادات الأكسدة ومركبات الفلافونويد، بالإضافة إلى أحماض الستريك والماليك واللينالول والبينين والعفص والسكريات الأخرى التي لديها القدرة على تعزيز صحة الإنسان بشكل كبير!
يعالج أمراض الجهاز التنفسي
يحظى زيت الآس بشعبية كبيرة في مجال العلاج بالروائح ويستخدم بشكل شائع للتخفيف من أمراض الجهاز التنفسي، مثل التهاب الشعب الهوائية والربو.
يهدئ الآس الجهاز التنفسي ويسمح بمرور الأكسجين بشكل أفضل، مما يساعد على إبطاء التنفس والقضاء على التهيج.
مفيد للبشرة أيضاً
يساعد الآس على علاج حب الشباب والعيوب الأخرى للجلد بشكل فعال حين يطبق موضعياً في شكل زيوت أساسية بعد تمديده في زيت ناقل آخر أو بتركيزات محدودة جداً.
يمكن أن تساعد المركبات العضوية ومضادات الأكسدة القوية الموجودة في الآس الخلايا الجلدية على التعافي بشكل أسرع وتحسين مظهر المناطق المصابة بالندبات.
يحسن من التوازن الهرموني
تم إجراء بحث مكثف حول العالم فيما يتعلق بتأثيرات زيت الآس العطري على نظام الغدد الصماء، وبشكل أساسي في تنظيم الغدة الدرقية.
وقد ثبت أن زيت الآس العطري، سواء تم تناوله أو استنشاقه، يمكن أن يؤثر إيجاباً على إفراز الهرمونات، بما في ذلك تلك المتعلقة بالمبايض والصحة الإنجابية للمرأة، كما يشير كتاب Antioxidant Properties of Spices, Herbs and Other Sources.
له خصائص مضادة للسرطان
يحتوي الآس على مستويات عالية من مضادات الأكسدة، بما في ذلك الكيرسيتين، والعفص، والميريسيتين، والكاتشين.
وقد تمت دراسة مضادات الأكسدة هذه على نطاق واسع ووجدت أن لها خصائص مضادة للسرطان ومضادة للطفرات. ووفقاً لتقرير بحثي في مجلة Natural Product Communications Journal ، يشبه الآس تماماً في التركيب الكيميائي خشب الصندل، والذي ارتبط بانخفاض سرطان البروستاتا والثدي.
ولا تزال الأبحاث مستمرة لاكتشاف المزيد من الفوائد المحتملة في مجال محاربة السرطان.
قد يحسّن صحة الكلى
كان أحد التطبيقات القديمة لأوراق الآس هو توقيف وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض المسالك البولية أو الكلى؛ إذ يمكن أن يساعد الآس على تحفيز التبول، وبالتالي التخلص من السموم الزائدة والأملاح والسوائل وحتى الدهون، مما يساعد على تنظيم وظائف الكلى.
قد يحسن القدرات المعرفية
الميريستين هو أحد أهم مركبات الفلافانول الموجودة في الآس والذي يمنع بدوره تكوين ليف بيتا أميلويد؛ مما يعني أنه مساعد قوي جداً للأشخاص الذين يعانون من الخرف. يمكن أن يؤدي الاستخدام العلاجي لأوراق الآس وثماره إلى منع تدهور المسارات العصبية التي تؤدي إلى هذه الاضطرابات المعرفية.
يُحسّن صحة القلب
تقلل مركبات الفلافونويد المختلفة الموجودة في الآس من أكسدة الكوليسترول الضار؛ مما يعني أن مستويات الكوليسترول لديك ستظل متوازنة، ولن يتم انسداد الأوعية الدموية والشرايين، ولن يحدث انسداد فيها أو تصلب. وهذا بدوره يساعد على حماية نظام القلب والأوعية الدموية من أمراض القلب التاجية والسكتات الدماغية.
قد يساعد في علاج مرض السكري
تشير التقارير إلى أن المركبات المتطايرة والفلافونول في الآس يمكن أن تقلل من بلازما السكر في الدم؛ مما يعني أنها قد تكون قادرة على المساعدة في تنظيم نسبة السكر في الدم في الجسم. ولا تزال الأبحاث مستمرة لمعرفة كيفية تأثيرها بشكل محدد واستخدامه لعلاج المرض، كما يشير موقع Research Gate.