سم النحل هو تماماً مثلما يوحي اسمه، فهو تركيب كيميائي مشتق من النحل ويتم استخدامه كعلاج طبيعي لمجموعة متنوعة من الأمراض.
ويزعم الممارسون للطب الشعبي والعلاج بلدغات النحل أن سمه يقدم مجموعة واسعة من الخصائص والإمكانيات الطبية، بدءاً من تقليل الالتهاب إلى علاج الأمراض المزمنة. ومع ذلك، فإن الأبحاث العلمية في هذا الشأن تحتاج لمزيد من الإثبات والتدقيق.
نستعرض في هذا التقرير استخدامات سم النحل وفوائده وآثاره الجانبية المُحتملة وفقاً لما توصلت إليه الأبحاث حتى اليوم.
ما هو سم النحل؟ ومم يتكون؟
سم النحل هو سائل حمضي عديم اللون. يفرزه النحل من خلال قرص الضحية عند شعور الحشرة بالتهديد. ويحتوي السم على مركبات مضادة للالتهابات، بما في ذلك الإنزيمات والسكريات والمعادن والأحماض الأمينية.
وبحسب ورقة بحثية نشرها موقع NCBI العلمي عام 2018، وحملت عنوان: "التأثيرات العلاجية لسم النحل ومكونه الرئيسي الميليتين، على التهاب الجلد"، فإن مُركب الميليتين الذي يتكون من 26 حمضاً أمينياً – يشتمل على حوالي 50% من الوزن الجاف للسم، وقد ثبت أن له تأثيرات مضادة للفيروسات والبكتيريا ومضادة للسرطان. ومع ذلك، فهي مسؤولة أيضاً بشكل أساسي عن الألم المصاحب للسعات النحل.
ويحتوي سم النحل أيضاً على الببتيدات الأبامين والأدولابين، وهي مُركبات تُعتبر سامة لكنها تمتلك خصائص مضادة للالتهابات ومسكِّنة للآلام.
وبالإضافة إلى ذلك، يحتوي السم على فسفوليباز A2، وهو إنزيم مسبب للحساسية يؤدي إلى الالتهاب وتلف الخلايا. ومع ذلك، كشف بحث نشرته مجلة Immunity لأمراض المناعة عام 2013، أن هذا الإنزيم أيضاً له تأثيرات مضادة للالتهابات ومعززة للمناعة.
كيف يتم استخدام سم النحل؟
تجدد رواج مركبات سم النحل بسبب خصائصها الصحية العديدة. وبعد أن كان يتم حصر استخدامه لدى المعالجين الشعبيين وممارسي الطب البديل حول العالم، باتت علامات مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة والعقاقير والمكملات الغذائية وغيرها في استخدام مركبات سم النحل في تصنيع منتجاتها والتأكيد على فوائده.
كما يمكنك شراء منتجات سموم النحل بشكل مباشر، مثل منتجات المرطبات والمستحضرات والعقاقير والمستحلبات عبر الإنترنت أو في المتاجر المتخصصة. وفي الوقت نفسه، يمكن إعطاء حقن سم النحل من قِبَل المتخصصين في الرعاية الصحية، بحسب موقع Healthline الصحي.
وأحياناً، يتم استخدام سموم النحل في الوخز بالإبر الحية أو علاج لسعات النحل، وهي طريقة علاجية يتم فيها وضع نحل حي على جلدك إلى حين إحداث لدغة تنقل المركبات إلى الجسم، في علاج شبيه بعلاج الإبر في الطب الصيني الشعبي.
الفوائد المحتملة لسم النحل
نشر موقع RxList الصحي عدداً من الفوائد المحتملة لسموم النحل عند استخدامها بطريقة معينة ومن قِبل متخصصين، وهي كما يلي:
1- التقليل من شدة الحساسية تجاه لسعات النحل
يبدو أن تلقّي عدد من حُقن سم النحل لها فاعلية كبيرة في تقليل ردود الفعل التحسُّسية تجاه لسعات النحل لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية شديدة منها.
كما يوفر العلاج المناعي لسموم النحل حماية بنسبة 98% إلى 99% من ردود الفعل تجاه لسعات النحل. وبمجرد التوقف عن العلاج المناعي، فإن خطر حدوث رد فعل خلال 5 إلى 10 سنوات القادمة يُصبح حوالي من 5% إلى 15%.
2- التهاب المفاصل
اعتاد الناس الاعتقاد أن سم النحل قد يكون علاجاً مفيداً لالتهاب المفاصل. وكانت هذه النظرية إلى حد كبير بسبب الآثار المفترضة لمركبات السم في الحد من التورم (المركبات المضادة للالتهابات). ومع ذلك، هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لإثبات دقة هذه النظرية.
ووجدت دراسة نشرها موقع PubMed عام 2018، استمرت 8 أسابيع على 120 شخصاً مصاباً بالتهاب المفاصل الروماتويدي أن الوخز بالإبر بسموم النحل، والذي يستخدم من 5 إلى 15 لسعة نحل كل يومين، قد خفف الأعراض المشابهة لتلك الخاصة بأدوية التهاب المفاصل الروماتويدي التقليدية مثل ميثوتريكسات وسيليكوكسيب.
كما أثبتت الدراسة أن الجمع بين علاج لسع النحل والأدوية التقليدية مثل الميثوتريكسات والسلفاسالازين والميلوكسيكام كان أكثر فاعلية في تقليل الألم وتورم المفاصل من العلاج بالأدوية التقليدية وحدها.
3- تصلب وألم مفصل الكتف أو الكتف المتجمد
تشير بعض الدراسات المبكرة، وفقاً لموقع WebMD، إلى أن تلقي حقن سم النحل المخفَّف قد يحسن نسبة الألم والإعاقة لدى الأشخاص الذين يعانون من الكتف المتجمد، وهي حالة من التصلُّب التي قد تعيق الحركة كلياً. ومع ذلك هناك حاجة لمزيد من الأبحاث.
4- هشاشة وآلام العظام
الأبحاث المبكرة حول استخدام سم النحل في علاج هشاشة العظام مختلطة. لكن إحدى الدراسات التي ذكرها موقع WebMD، أظهرت أن حقن سم النحل في الجلد في نقاط معينة في الركبتين والظهر قد يحسن الألم الناجم عن هشاشة العظام، ويساعد الأشخاص المصابين بهشاشة العظام في الركبتين.
5- مرض الشلل الرعاش
كما لفت الموقع نفسه إلى أن حقن سم النحل المخفف قد تحسِّن الأعراض لدى الأشخاص المصابين بمرض باركنسون. ولكن إذا كانت جرعة سم النحل منخفضة جداً، فقد لا يساعد ذلك في تحسين الحالة.
المخاطر والآثار الجانبية المحتملة
رغم العديد من الفوائد المحتملة لسموم النحل في علاج وتخفيف الآلام وبعض الأمراض، فإنه من المهم ملاحظة أن الدراسات التي تدعم هذه الفوائد محدودة وتحتاج المزيد من الإثبات.
لكن من المهم ملاحظة التبعات والمخاطر المُحتملة لسم النحل، إذ يمكن أن تؤدي بعض طرق العلاج به مثل الوخز بالإبر، إلى آثار جانبية، مثل الألم والتورم والاحمرار.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتسبب العلاج بسُم النحل في حدوث آثار جانبية خطيرة أو حتى الموت لدى الأفراد الذين يعانون من الحساسية الشديدة. كما تم توثيق عدد من الآثار السلبية الخطيرة الأخرى المرتبطة بهذا العلاج، بما في ذلك فرط التنفس، والتعب، وفقدان الشهية، والألم الشديد، وزيادة خطر النزيف، والقيء.
وتجدر الإشارة إلى أنه بمراجعة 145 دراسة حول الآثار الجانبية للعلاج بِسُم النحل، وجد موقع Healthline أن ما متوسطه 29% من الأشخاص عانوا من آثار ضارة -تتراوح من خفيفة إلى شديدة- بعد العلاج.
كما يجب أن يتم إجراء العلاج بِسُم النحل والوخز بالإبر من قِبَل أخصائي رعاية صحية مؤهل فقط منعاً لحدوث أي مضاعفات خطيرة.