عندما تعاني من حساسية الأسنان يتحول كل شيء تتناوله إلى أداة تعذيب.
فبداية من الأطعمة والمشروبات الساخنة والباردة التي تصيبك بنوبة من الألم الحاد، تعاني أيضاً عند تناول السكريات أو الأطعمة اليابسة كالمكسرات مثلاً، وبالتأكيد ستتعرض لألم شديد عند تفريش أسنانك أو حتى من الهواء البارد، الأمر الذي من شأنه منعك من الحياة بصورة طبيعية.
وعادة ما تكون الأسنان الحساسة نتيجة تآكل مينا الأسنان أو بسبب انكشاف جذور الأسنان. ومع ذلك، في بعض الأحيان، يكون سبب حساسية الأسنان ناتجاً عن عوامل أخرى، مثل التجويف، أو الأسنان المتشققة أو المكسورة، أو الحشو التالف، أو أمراض اللثة، أو حتى العادات اليومية السيئة.
ولكي تكون قادراً على علاج هذه النوبات من آلام الأسنان، من المُهم أولاً معرفة ما قد يكون وراءها من أسباب. وبمجرد تحديد السبب، يمكنك إيجاد حل لتخفيف معاناتك.
أسباب حساسية الأسنان
1- عدم الاعتناء جيداً بمينا الأسنان
وضّح موقع WebMD الطبي أن مينا الأسنان هي الطبقة الصلبة الواقية التي تساعد الأسنان في التعامل مع كل شيء تتناوله. وعندما تختفي هذه الطبقة الحامية، تنكشف النهايات العصبية للسنّ، ما يسبب الألم عند احتكاك أي شيء به تقريباً.
وتتآكل مينا الأسنان بسبب عدة عوامل هي كالتالي:
- تفريش الأسنان بفرشاة قاسية وبطريقة عنيفة. يمكن أن يؤدي استخدام الفرشاة بشكل رأسي لغسل الأسنان بشكل يجعلها تحتك بخط اللثة إلى إزالة المينا بشكل أسرع. إذ يجب استخدام فرشاة ذات شعيرات ناعمة والعمل بزاوية 45 درجة على اللثة للحفاظ على المينا الواقية لكل سن نظيفة وقوية.
- تناول الأطعمة والمشروبات الحمضية. تتسبب الصودا والحلوى اللزجة والكربوهيدرات عالية السكريات في إضعاف المينا وتآكلها. عوضاً عن هذه الأطعمة، تناول الزبادي والفواكه والخضراوات الغنية بالألياف، لأن هذه الأطعمة تعمل على ترطيب الفم وتساعد على محاربة الأحماض والبكتيريا التي يمكن أن تزيد من حساسية الأسنان وتسبب تلفها.
- أما إذا كنت تأكل شيئاً حمضياً، فلا تتسرع في تنظيف الأسنان بالفرشاة بعدها مباشرة. بل انتظر ساعة أو نحو ذلك لكي يعمل اللعاب على غسل الأسنان من أثر تلك المواد أولاً قبل فركها منعاً لزيادة حساسية الأسنان.
- صرير الأسنان والجز عليها أثناء النوم. يؤدي صرير الأسنان بمرور الوقت إلى تآكل مينا الأسنان. وفي بعض الأحيان، يمكن أن تؤدي معالجة ضغوطاتك اليومية وإحساس بالتوتر والقلق العام إلى وقف هذه المشكلة. أما إذا لم يفلح ذلك، يمكن لطبيب الأسنان المختص تصميم جبيرة أو واقٍ للفم يمكنك ارتداؤه عند النوم لكي يباعد بين صفّي أسنانك العلوية والسُّفلية.
- جلسات تبييض الأسنان. البحث عن بياض لؤلؤي لابتسامتك قد يسبب لك حساسية الأسنان. ولحسن الحظ، عادة ما تكون الحساسية من التبييض مؤقتة وتزول بمرور الوقت بسبب فوائد اللعاب في تعافي مينا الأسنان. ومع ذلك تحدث إلى طبيب أسنانك حول كيفية تأثير العلاج عليك، وما إذا كان يجب عليك الاستمرار فيه أم لا منعاً لتضرر مينا الأسنان بشكل نهائي.
2- ارتجاع المريء ومشاكل الهضم
في بعض الأحيان، يمكن أن تؤدي بعض الحالات الصحية إلى حساسية الأسنان. إذ يمكن أن يسبب الارتجاع المعدي المريئي (GERD)، على سبيل المثال، إلى خروج الحمض الهضمي من المعدة والمريء، وصولاً إلى الفم، ما قد يؤدي إلى تآكل الأسنان بمرور الوقت، وفقاً لـ Healthline.
كذلك قد تؤدي الحالات الصحية التي تسبب القيء المتكرر – بما في ذلك خزل المعدة والشره المرضي – إلى تآكل مينا الأسنان بسبب مرور أحماض المعدة على الفم.
3- مشكلة تراجع لثة الأسنان
يمكن أن يؤدي انحسار اللثة إلى ترك أجزاء من الأسنان مكشوفة وغير محمية، ما يتسبب أيضاً في حدوث حساسية الأسنان والشعور المزمن بالألم عند تناول المشروبات والأطعمة المختلفة.
وإذا كان عمرك أكثر من 40 عاماً، فقد تظهر على لثتك علامات التآكل والتمزق ما يسبب كشف جذور الأسنان.
وبحسب Healthline، يمكن علاج مشكلة انحسار اللثة باستشارة طبيب الأسنان المختص، لعلاج أسباب المشكلة التي قد تكون أحد أمراض اللثة. أما في الحالات المتقدمة والخطيرة قد يكون خيار زراعة اللثة هو الحل، ويتم من خلال نقل أنسجة اللثة من مكان آخر وزراعتها لتغطية المنطقة العارية المسببة للمشكلة.
4- أسباب أخرى
وضّح موقع Healthline أيضاً أن تسوس الأسنان، وانكسار الأسنان أو تشققها، إضافة إلى الحشوات أو تيجان الأسنان المهترئة، كل ذلك يمكن أن يؤدي إلى ترك عاج وجذور الأسنان مكشوفة، ما يسبب الحساسية والشعور بالألم عند الاستخدام.
وإذا كانت هذه هي الحالة، فمن المحتمل أنك ستشعر فقط بالحساسية في سن أو منطقة معينة في الفم بدلاً من الألم في كل الأسنان. وعادة ما يزول ذلك عند علاج المشكلة بالطريقة الأنسب لدى طبيب الأسنان.
كيف يمكن علاج حساسية الأسنان منزلياً؟
ذكر موقع Medical News Today عدداً من العلاجات المنزلية البسيطة التي من شأنها تخفيف وعلاج مشكلة حساسية الأسنان، وذلك في حالة علاج المشكلات الأساسية وراء ألم الأسنان الأخرى، ومن بين هذه التقنيات ما يلي:
1- المضمضة بالزيت: تساعد المضمضة بزيت السمسم أو زيت جوز الهند في تقليل حساسية الأسنان. وتُعد تلك الطريقة من الممارسات التقليدية في طب الأيورفيدا التي نشأت في الهند، وتتم بتحريك الزيت في الفم لعدة دقائق قبل بصقه وشطف الفم من أثره.
وتشير نتائج دراسة أجريت عام 2009 ونشرت بمجلة IJDR لأبحاث طب الأسنان، إلى أن مضمضة زيت السمسم تقلل من أعراض أمراض اللثة، والتي يشير إليها أطباء الأسنان باسم التهاب اللثة. كما دعمت دراسة تجريبية نُشرت في عام 2015 بمجلة NMJ العلمية، هذه الممارسة، حيث أظهرت أن مضمضة زيت جوز الهند يومياً تقلل من تكوين البلاك وعلامات التهاب اللثة.
2- القرنفل: لطالما استخدم الناس زيت القرنفل كعلاج شعبي لألم الأسنان. لكن الأبحاث الطبية أثبتت مفعول مكونات القرنفل في علاج حساسية الأسنان فعلاً.
وفي دراسة أجريت عام 2006 بمجلة PubMED البحثية، تم مقارنة هلام القرنفل مع البنزوكائين الموضعي، وهو هلام يستخدمه أطباء الأسنان غالباً لتخدير لثة الشخص قبل حقن الإبر. أشارت النتائج إلى أن هلام القرنفل قد يكون فعالاً في تخفيف آلام الإبرة مثل هلام البنزوكائين تماماً.
ويساعد تطبيق هلام أو زيت القرنفل على اللثة في تقليل حساسية الأسنان وألمها.
3- مضغ الثوم النيء: يُعد الثوم علاجاً تقليدياً لمجموعة من الحالات الصحية. وأحد استخداماته في الطب الشعبي حول العالم كان لعلاج ألم وحساسية الأسنان.
وينتج عن مضغ قطعة من الثوم مركب يُسمى الأليسين. خلص مؤلفو دراسة أجريت عام 2011 بمجلة J.Med.Food العلمية إلى أن الأليسين له خصائص مضادة للميكروبات وقد يساعد في قتل البكتيريا التي يمكن أن تؤدي إلى أمراض الفم واللثة وتسوّس الأسنان.
4- المضمضة بالماء المالح: يُعد استخدام الماء المالح كغسول للفم طريقة أخرى لمحاربة البكتيريا في الفم وتحسين نظافة الفم، وهي من أكثر طرق العلاج الشعبية شيوعاً لعلاج الأسنان حول العالم.
وفي دراسة أجريت عام 2017 ونشرتها مجلة JIS PPD العلمية، وجد الباحثون أن المضمضة بالماء المالح قد يكون فعالاً مثل غسول فم الكلورهيكسيدين في تقليل الترسبات على الأسنان والحماية من أمراض اللثة والتسوّس.
ولعمل غسول الأسنان بالماء المالح، أضف نصف ملعقة صغيرة من الملح إلى 8 أونصات من الماء الدافئ. ثم تمضمض بالماء المالح وحركة في الفم عدة مرات قبل بصقه وشطف أثره بالماء الفاتر.
متى ينبغي التوجه لطبيب الأسنان، وما هي خيارات العلاج؟
إذا قمت بتجربة التقنيات المنزلية السالف ذكرها لعلاج مشكلة حساسية الأسنان ولم يؤتِ الأمر نفعاً، عليك حينها التوجه لطبيب الأسنان المختص لمعرفة أسباب المشكلة. وفي الغالب تكون الحلول التالية هي أهم خطوة سينصحك بها لعلاج حساسية الأسنان بحسب موقع mayoclinic الطبي:
- استخدم معجون الأسنان الحساسة: بعد عدة استخدامات، يمكن أن يساعد معجون الأسنان المزيل للتحسس أحياناً في منع الألم المرتبط بحساسية الأسنان.
- الفلوريد. قد يقوم طبيب أسنانك بوضع الفلورايد على المناطق الحساسة من أسنانك لتقوية مينا الأسنان وتقليل الألم. وقد يقترح أيضاً استخدام وصفة طبية من الفلورايد في المنزل.
- إزالة التحسس طبياً. في بعض الأحيان، يمكن معالجة أسطح الجذر المكشوفة عن طريق وضع طبقات لحماية أسطح الجذر الحساسة. وتتم تلك العملية باستخدام مخدر موضعي.
- زراعة اللثة جراحياً. إذا كان جذر أسنانك قد فقد أنسجة اللثة وكشف أسنان غير المحمية بالمينا، فيمكن أخذ كمية صغيرة من أنسجة اللثة من مكان آخر في فمك وزراعتها في الموقع المصاب. ويمكن أن يحمي ذلك الإجراء الجذور المكشوفة ويقلل من حساسية الأسنان.
- علاج الجذور. إذا تسببت أسنانك الحساسة في ألم شديد ولم تكن العلاجات الأخرى فعالة، فقد يوصي طبيب أسنانك بمعالجة قناة الجذر، وهو إجراء يستخدم لعلاج المشاكل في لبّ الأسنان من الداخل. وعلى الرغم من سُمعة هذا العلاج في التسبب بالألم الشديد للشخص المصاب، إلا أنه يعتبر الطريقة الأكثر نجاحاً للقضاء على حساسية الأسنان.
ولحماية نفسك من حساسية الأسنان، اغسل أسنانك مرتين يومياً بفرشاة أسنان ناعمة ومعجون أسنان يحتوي على الفلورايد ولا تنس استخدام خيط تنظيف الأسنان يومياً.
كذلك استخدم حركات لطيفة ودائرية في التفريش، عوضاً عن الفرك العنيف والقاسي، وتجنب استخدام معاجين الأسنان الكاشطة.
أما إذا كنت تصرّ على أسنانك خلال اليوم أو أثناء النوم، لا تتجاهل المشكلة واسأل طبيب أسنانك كيف يمكن تصميم واقي فم لحمايتك من تآكل مينا الأسنان بسبب جز الأسنان على بعضها البعض.
كذلك فكّر مرتين قبل استهلاك المشروبات والأطعمة الحمضية، مثل المشروبات الغازية والفواكه الحمضية اللاذعة، إذ يمكن أن تزيل كميات صغيرة من مينا الأسنان بمرور الوقت.
وعندما تشرب سوائل حمضية، استخدم ماصة للحد من ملامسة أسنانك للسائل. وبعد تناول أو شرب مادة حمضية، اشرب الماء لموازنة مستويات الحمض في فمك ولمساعدة اللعاب على الجريان في فمك لعلاج ضرر الأسنان أولاً بأول.