رغم أن الحياة عادت لطبيعتها في العديد من الدول بعد الإغلاق الذي حدث جراء جائحة كورونا، فإن بعض الناس يجدون صعوبة في مغادرة منازلهم مرة أخرى، ويبدو أنهم ليسوا مستعدين بعد لممارسة حياتهم كما كانت قبل الجائحة، وهؤلاء يمكن أن نقول إنهم مصابون بـ "متلازمة الكوخ".
فما هي "متلازمة الكوخ"؟
يبدو أن هناك تأثيراً لما بعد جائحة كوفيد-19، يجعلنا لا نشعر بالحرية مرة أخرى، بل يُشعِرنا بأننا حبيسون أكثر، إذ يتحدث الخبراء عن "متلازمة الكوخ" أو السجين، التي أصبحت حالة منتشرة إلى حدٍّ ما بعد الإغلاق الذي حدث في أثناء جائحة كورونا في العديد من الدول.
الفئة الأكثر تضرراً من هذا الشعور كانوا الأشخاص الذين تمكنوا من إدارة فترة العزلة بشكل جيد، إذ يشعرون الآن بإحساس قوي بالحيرة وعدم الملاءمة عند التفكير في العودة إلى حياتهم الطبيعية.
ومع ذلك، ليس مُستغرباً أن تشعر بهذا، فإنه في الواقع أمر طبيعي تماماً، فبعد أشهر من العزل المنزلي ثمّة من يشعر بالقلق من استئناف الإيقاعات السابقة، ويتملكه الخوف من الخروج، وهناك أيضاً من اكتشف أن الحياة في المنزل ليست سيئة كما كانت تبدو في البداية.
وقد أفاد فريق من الباحثين الإسبان بأن عدد الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب في جميع أنحاء العالم أكثر مما نتخيل.
رغم أن استخدام مصطلح "مُتلازمة الكوخ" أو The Hut Syndrome يعود إلى أوائل القرن العشرين في أمريكا الشمالية، وقتها كان يجب على الناس أن ينعزلوا في منطقة نائية لحماية أنفسهم، خاصة خلال فصل الشتاء، كما يعتقد بعض المؤرخين أن المصطلح نشأ في أوائل القرن التاسع عشر، وكان يعرف بـ"حمى المقصورة" أو Cabin Fever، وكان يشير إلى ضرورة المكوث في المنزل بسبب حمى التيفوس، كما أشارت شبكة CNN الأمريكية.
لِمَ لم نعُد نرغب في الخروج؟
بعدما وجدنا في منازلنا ملاذاً آمناً أبقانا سالمين من الفيروس، سيكون استئناف الروتين المعتاد والعودة إلى الحياة الطبيعية أمراً يشكل ضغطاً.
ولا ننسى أيضاً أننا عشنا أسابيع منعزلين عن العالم، ابتعدنا خلالها عن مصادر الإرهاق اليومية، وعشنا في بيوتنا الآمنة التي نستطيع السيطرة على الأشياء اليومية التي تحدث لنا داخلها.
كما أن العزل المنزلي منح الأشخاص مزيداً من الوقت لأنفسهم ولعواطفهم وهواياتهم، ولهذا السبب أيضاً فإنهم قد يتخوّفون الآن من العودة إلى حياتهم السابقة المليئة بالضغوطات، كما أشارت مجلة L'Officiel.
إلى جانب ذلك، هناك من اعتادوا، عن غير قصد، الروتين الجديد ولا يريدون تغييره مُجدداً.
كذلك، مع نمط الحياة المريح الهادئ الخالي من المجهود الحركي، قد تسبب هذه المتلازمة الإصابة بعلامات جسدية وليست فقط نفسية، مثل شعور الشخص بالتعب والخدر وصعوبة النهوض من السرير، لذلك يكون عودة المجهود البدني السابق صعباً في البداية كما أشار موقع Web 24.
لذلك، قد يكون التدرج هو الحل الأسلم لتجاوز هذه المتلازمة دون أن يقودنا خوفنا من الخروج من المنزل لاستكمال الحياة داخله، وقد يقود هذا إلى مشاكل أسوأ لاحقاً.
قد يهمك أيضاً: متخصص في "الفضاوة".. صدّق أو لا تصدّق: نظرية جوي تريبياني تجلب السعادة فعلاً!