عادة نشعر بالتعب عندما نذهب إلى الفراش متأخرين، ولا ننال قسطاً كافياً من النوم، فنستيقظ مرهقين شاعرين بالتعب والكسل. ولكن هل جربت يوماً ذلك الشعور بالتعب رغم الحصول على 8 ساعات كاملة من النوم؟ هل جربت فصل الضوء الأزرق قبل النوم بساعتين، وأيضاً تستيقظ شاعراً بالتعب؟
إذا كنت تحصل على قسط كافٍ من النوم وما زلت تشعر بالإرهاق أو التعب، فقد ترغب في مراجعة الطبيب لأن التعب المزمن يمكن أن يكون علامة على عدد من المشكلات الصحية التي يمكن علاجها بمجرد معرفة ما يحدث.
ولكن، من المحتمل أنك تفعل شيئاً غريباً في روتين يومك يجعلك متعباً، ولكن بمجرد تغيير بعض العادات الصغيرة، قد تتفاجأ من زوال التعب.
ونتعرف هنا على بعض الأشياء البسيطة التي قد تجعلك تشعر بالتعب أكثر من المعتاد
– شرب الكثير من القهوة
لا بأس من شرب فنجان أو اثنين من القهوة يومياً، مع عدم إغفال شرب كميات من المياه لتعويض ما قد يسببه الكافيين من جفاف.
عندما تشرب كميات كبيرة من القهوة، فلن تتمكن من شرب الماء الذي يُعوض الجفاف الذي يسببه الكافيين، وهنا يشعر جسمك بالتعب.
ليس هذا فحسب، فهناك الكثير من الأشياء التي تحدث لجسمك عند الجفاف. وبحلول الوقت الذي تشعر فيه بالعطش، يكون جسمك يعاني من الجفاف.
تشير الأبحاث إلى أن 1% من الجفاف يؤثر سلباً على مزاجك وانتباهك وذاكرتك وتنسيق حركتك. كما يبدو أن سائل أنسجة المخ يتناقص مع الجفاف، مما يقلل من حجم المخ ويؤثر بشكل مؤقت على وظيفة الخلية.
ونظراً لأنك تفقد ماء الجسم دون استبداله، يصبح دمك أكثر تركيزاً، ويؤدي هذا إلى تحفيز كليتيك على الاحتفاظ بالمياه، وتكون النتيجة في التبول كثيراً.
كلما أصبح دمك أكثر كثافة وتركيزاً، عوض نظام القلب والأوعية الدموية نقص المياه عن طريق زيادة معدل ضربات القلب للحفاظ على ضغط الدم.
وعندما يزداد مجهود جسمك الجاف عن طريق ممارسة الرياضة أو مواجهة الإجهاد الحراري يزيد خطر الإرهاق أو الانهيار مما قد يسبب الإغماء.
كما أن كمية المياه الأقل تعيق محاولات الجسم في تنظيم درجة الحرارة، والتي يمكن أن تسبب ارتفاع الحرارة.
لذا يجب شرب كوب من الماء مقابل كل فنجان من القهوة كي تحمي نفسك من الجفاف والتعب.
– ملابسك مريحة جداً
قد يؤدي ارتداء ملابس مريحة للغاية إلى الشعور بالتعب، لأن تلك الملابس الفضفاضة المريحة تجعلك تشعر بالاسترخاء والكسل، مما يؤدي إلى إجهاد العضلات والمفاصل لأنها ستعمل بجهد أكبر لتوزيع الأكسجين على سائر الجسم.
كما وجد الخبراء أنه إذا كانت ملابسك ناعمة ومريحة، فإن جسمك يبدأ في التفكير في وقت النوم.
للألوان دور في هذا أيضاً؛ فالألوان الداكنة مثل الأسود والبني تحفز إفراز الميلاتونين، وهي المادة الكيميائية التي تجعلك تشعر بالنعاس. في حين تقوم الملابس البيضاء بقمع الميلاتونين الذي يحفز النوم وتعزز السيروتونين؛ وهي المادة الكيميائية التي تشعرك بالرضا.
– تتناول الكثير من الفاكهة
عادةً ما يكون سبب شعورك بالتعب أو النعاس بعد تناول الفاكهة هو الكميات المفرطة من الدهون التي تتدفق عبر نظامك.
في أغلب الأحيان، ليست الفاكهة نفسها ما تجعلك تشعر بالنعاس، ولكن الطعام الذي لا يزال يهضم في معدتك.
فبمجرد تناولك الفاكهة، فإنها تتخمر بسرعة، فيستجيب الجسم بعد ذلك لارتفاع مستويات السكر في الدم الذي يصاحب استهلاك الفاكهة عن طريق إنتاج الأنسولين من البنكرياس.
ومع ذلك، فإن الدهون الزائدة في مجرى الدم تجعل الأمر أكثر صعوبة، مما يعيق وظيفة الأنسولين على السكر في مجرى الدم، ونتيجة لذلك، يميل الجسم إلى الإفراط في إنتاج الأنسولين.
في نهاية المطاف، يجد هذا الفائض من الأنسولين طريقه إلى السكر في مجرى الدم، فتنخفض مستويات السكر في الدم إلى مستويات أقل من المستويات الطبيعية والصحية، وفي هذه المرحلة تشعر بالتعب.
في معظم الحالات، يمكن حل هذه المشكلة عن طريق تقليل الدهون الكلية التي تستهلكها في نظامك الغذائي.
وقد ينتج التعب بعد تناول الفاكهة أيضاً نتيجة الإصابة بسوء هضم الفركتوز، وهو السكر الموجود في الفاكهة. فالفركتوز غير المهضوم يتخمر في الأمعاء الغليظة، وتتغذى عليه البكتيريا، وقد يسبب الغازات والانتفاخ والتعب والإسهال لدى بعض الناس.
– الجلوس باستمرار
هل تعلم أن الجلوس يجعلك أكثر تعباً؟ لقد وجدت إحدى الدراسات وجود علاقة بين الجلوس المتواصل لفترات طويلة، والتعب. عندما طُلب من المشاركين الاستيقاظ والمشي بشكل دوري، لوحظ أنهم أكثر نشاطاً وأقل شعوراً بالتعب.
فالقليل من الحركة يساعد في زيادة سريان الدم، حيث يحمل المزيد من الأكسجين والمواد المغذية في جميع أنحاء الجسم. والنتيجة هي المزيد من الطاقة واليقظة، وتحسين الإدراك. كما أنه يساعدك على النوم بشكل أفضل مما يساعدك على تقليل الشعور بالتعب في اليوم التالي.
– الوزن الزائد
زيادة وزنك يعني أن عليك بذل المزيد من الجهد للقيام بمهام جسدية بسيطة، مثل صعود السلالم والمشي لمسافات قصيرة. الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن يعانون من توقف التنفس أثناء النوم بشكل أكثر انتظاماً، لأن زيادة الوزن تتداخل مع وظائف التنفس.
عندما يحدث التوقف عن التنفس أثناء النوم، فيستيقظ جسمك تلقائياً، ومع تكرار حدوث ذلك، تتأثر جودة النوم مما يتسبب في الشعور بالتعب طوال النهار.
في بعض الأحيان قد تؤدي زيادة الوزن إلى صعوبة التنفس بشكل عميق طوال اليوم، لأن حركة الحجاب الحاجز مقيدة. قد يجعل ذلك من الصعب عليك الحصول على أكسجين كافٍ لعضلاتك وأنسجتك ودماغك، وهذا يمكن أن يجعلك تشعر بالركود والتعب أيضاً.
– الإجهاد والتوتر
لسوء الحظ، يؤثر الإجهاد على جسمك بالكامل، فيمكن أن يؤدي التوتر إلى شعورك بالركود والتعب وعدم القدرة على التركيز، وقد يؤدي إلى القلق والاكتئاب.
عندما تكون تحت الضغط، تطلق الغدد الكظرية هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين في مجرى الدم. هذه الهرمونات مفيدة خلال حالة طوارئ فورية، لأنها تعد جسمك للرد.
عندما يتم حل الموقف المثير بسرعة، تحصل الغدد الكظرية على استراحة من تنظيم هذه الهرمونات، ويحصل باقي جسمك على راحة من آثارها. ولكن عندما يستمر الإجهاد والتوتر لأسابيع أو أشهر، بحيث يكون الإجهاد مزمناً، فإن الغدد الكظرية لديك تتعب حرفياً، فتشعر بالإرهاق والتعب العام.