اللافندر هو عشب ينمو في شمال إفريقيا والمناطق الجبلية في البحر الأبيض المتوسط، ويُطلق عليه اسم عُشبة "الخزامى"، يُزرع اللافندر بشكل أساسي لإنتاج زيته، والذي يأتي من تقطير أزهار أنواع معينة من الخزامى، لزيت اللافندر استخدامات تجميلية وصحية متعددة.
وبشكل أساسي تعتبر هذه العشبة محل تقدير كبير للبشرة والجمال، وهي شائعة الاستخدام في العطور والشامبو للمساعدة في تنقية البشرة، كذلك تستخدم بعض إصدارات اللافندر لإضافة نكهة إلى بعض الأطعمة المخبوزة.
فوائد اللافندر
يُعتقد أن زيت اللافندر له خصائص مُطهرة ومضادة للالتهابات، والتي يمكن أن تساعد في التئام الحروق الطفيفة ولدغ الحشرات، كما تشير الأبحاث إلى أنه قد يكون مفيداً لعلاج القلق والأرق والاكتئاب، وتشير بعض الدراسات أيضاً إلى أن تناول الخزامى كشاي يمكن أن يساعد في علاج مشاكل الجهاز الهضمي مثل القيء والغثيان والغازات المعوية واضطرابات المعدة وتورم البطن.
بالإضافة إلى المساعدة في مشاكل الجهاز الهضمي، يتم استخدام الخزامى للمساعدة في تخفيف الألم من الصداع وآلام الأسنان والقروح، ويمكن أن يستخدم أيضاً لمنع تساقط الشعر، وفيما يلي بعض فوائد اللافندر بشكل تفصيلي:
1- يُعزز وظائف الدماغ:
الروائح العطرية مثل الخزامى وإكليل الجبل والليمون والبرتقال والزيوت الأساسية زادت من الوظيفة الإدراكية في دراسة شملت 17 مريضاً مسناً يعانون من مرض الزهايمر، حسّن مستخلص اللافندر بشكل فعال الأداء المكاني للفئران المصابة بمرض الزهايمر، وأظهرت الفئران التي تم حقنها بزيت اللافندر نشاطاً عصبياً ضد السكتات الدماغية الناجمة عن عدم كفاية تدفق الدم إلى المخ.
2- مكافحة الالتهابات الفطرية:
وجدت دراسة نشرت في مجلة علم الأحياء الدقيقة الطبية أن زيت اللافندر يمكن أن يكون فعالاً في مكافحة الالتهابات الفطرية، وقد وجد الباحثون أن الزيت كان قاتلاً لمجموعة من السلالات الفطرية التي يمكن أن تسبب المرض في الجلد.
في الدراسة، بدا أن الزيوت الأساسية المقطرة من نبات اللافندر تكافح الفطريات عن طريق تدمير أغشية الخلايا الفطرية، يتم تعزيز النشاط المضاد للميكروبات للخزامى عندما يتم دمجه مع الزيوت الأساسية الأخرى بما في ذلك القرنفل وشجرة الشاي وزيت القرفة للاستخدام الموضعي.
3- التئام الجروح:
قارنت دراسة نشرت في مجلة الطب التكميلي والبديل القائم على الأدلة آثار العديد من العلاجات لشفاء الجروح، وقارن الباحثون آثار تحفيز العصب الكهربائي عبر الجلد من خلال محلول ملحي، بوفيدون اليود وزيت اللافندر، وتم تطبيق هذه المواد على الفئران المختبرية.
لاحظ الباحثون أن الجروح التئمت بشكل أسرع في مجموعات زيت اللافندر، وهذه النتائج تشير إلى أن الخزامى له تأثير في تسريع التئام الجروح.
يمكنك إضافة 4 قطرات من زيت اللافندر إلى 10 غم من كريم فيتامين ه أو زيت جوز الهند ووضعها على الجرح الخفيف.
كذلك فنظراً لخواصه المطهرة والمضادة للميكروبات وقدرته على المساعدة في التئام الجلد، فإن الخزامى هو علاج رائع لتخفيف حروق الشمس، أضيفي بضع قطرات الخزامي إلى هلام الألوفيرا، للمساعدة في التخلص من الحرق.
4- العناية بالبشرة:
إحدى الطرق السهلة لرعاية بشرتك دائماً، هي ملء زجاجة رذاذ بأزهار اللافندر، عندما تكون بشرتك جافة أو متهيجة، ما عليكِ سوى رش بعض المياه التي في المنطقة المُصابة والاستمتاع بالراحة السريعة التي توفرها، يمكن أن تعمل هذه الطريقة أيضاً لتخفيف الحالات المزمنة مثل الصدفية والأكزيما وحب الشباب.
5- تساقط الشعر:
اللافندر فعال في علاج داء الثعلبة، وهي حالة يتم فيها تساقط الشعر من بعض أو جميع مناطق الجسم، وأظهرت الأبحاث التي أجريت عام 1998 أن الخزامى يمكن أن يعزز نمو الشعر بنسبة تصل إلى 44 في المئة بعد 7 أشهر من العلاج.
في دراسة أخرى أُجريت عام 2016، وجد الباحثون أن استخدام زيت اللافندر على ظهور الفئران ساعد في تعزيز نمو الشعر على مدار 4 أسابيع.
عندما يقترن زيت اللافندر بالزيوت الأساسية الأخرى، بما في ذلك الزعتر وإكليل الجبل وخشب الأرز، فقد ثبت أنه يحسن بشكل كبير جذور الشعرعند تدليكه في فروة الرأس يومياً.
6- تخفيف اضطراب القلق والحالات ذات الصلة:
في مقال نُشر في المجلة الدولية للطب النفسي في الممارسة السريرية يقيم مدى فعالية Silexan للمرضى الذين يعانون من اضطرابات القلق المختلفة، Silexan عبارة عن مستحضر زيت اللافندر متوفر في كبسولات جيلاتينية 80 ملليغرام.
وجد الفريق أن Silexan كان له تأثير مزيل للقلق بشكل تام، أو مُقلل من حدته، وقد وجد الباحثون أيضاً أن رائحة اللافندر قد تساعد على شعور مرضى القلق بالتحسن.
قام الباحثون بقياس مستويات القلق لدى طبيب الأسنان عند 340 مريضاً بالغاً أثناء انتظارهم في غرفة انتظار طبيب الأسنان للكشف عليهم، تعرض نصف المرضى لرائحة الخزامى، بينما لم يتعرض النصف الآخر، وقد وجد الفريق أن الأشخاص المعرضين لرائحة اللافندر أبلغوا عن انخفاض مستويات القلق مقارنةً بالمرضى الآخرين.
7- تخفيف ألم ما بعد استئصال اللوزتين عند الأطفال:
ثبت أن زيت اللافندر يقلل من كمية الأدوية المسكنة المطلوبة بعد استئصال اللوزتين، فقد أجرى فريق من الباحثين في جامعة أصفهان للعلوم الطبية بإيران، دراسة لتحديد ما إذا كان العلاج العطري بزيت لافاندولا الأنجستوفوليا الأساسي قد يقلل من أعراض الألم لدى الأطفال بعد إزالة اللوزتين.
شملت الدراسة 48 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 12 سنة، وتم فصلهم عشوائياً إلى مجموعتين مكونتين من 24 مشاركاً، تناولت إحدى المجموعات مسكنات الألم إلى جانب اللافندر، بينما تناولت المجموعة الأخرى مسكنات الألم فقط.
تم رصد وتيرة استخدام كل طفل من المسكنات والاستيقاظ الليلي بسبب الألم لمدة 3 أيام بعد الجراحة، وتم قياس شدة الألم أيضاً، وقد تبين أن المجموعة التي تستخدم زيت اللافندر استخدمت المسكنات بشكل أقل، ومع ذلك، لم يكن هناك اختلاف كبير في عدد مرات استيقاظهم في الليل أو تصوراتهم لشدة الألم.
8- الحدّ من الألم:
بشكل عام يعمل زيت اللافندر الأساسي كمضاد للالتهابات ومسكن، مما يجعله مسكناً فعالاً للألم في الألم الخفيف إلى المتوسط، بما في ذلك المساعدة في آلام هشاشة العظام وآلام الرقبة والظهر وآلام الحيض، ومن الاستخدامات الشائعة لزيت اللافندر، هو استخدامه في تخفيف الألم في التهاب المفاصل في الركبة، وهو الأمر الذي ثبت فعاليته مقارنة بالتدليك بدون زيت اللافندر.
عند الشعور بالألم فقط افرك بعض زيت اللافندر المخلوط بزيت أساسي مثل جوز الهند أو الجوجوبا في المنطقة التي تثير القلق والألم.
9- تخفيف أعراض متلازمة ما قبل الحيض:
درس الباحثون أيضاً ما إذا كان الخزامى قد يساعد في تخفيف الأعراض العاطفية لمتلازمة ما قبل الحيض، تواجه العديد من النساء في سن الإنجاب مجموعة من الأعراض في مرحلة ما قبل الحيض، والمعروفة باسم متلازمة ما قبل الحيض (PMS).
بعض الأعراض تشمل الانتفاخ، والألم، والتهيج، والعصبية، والقلق والحالة المزاجية السيئة، وعلى الرغم من أن كون هذه المتلازمة شائعة، إلا أنه لا يوجد علاج واحد فعّال عالمياً، نتيجة لذلك، تتجه العديد من النساء إلى علاجات بديلة، مثل العلاج العطري.
في دراسة شملت نحو 17 امرأة، في العشرينات من أعمارهن، يُعانين أعراض متلازمة ما قبل الحيض خفيفة إلى معتدلة، قضت المشاركات دورة واحدة من الحيض مع عدم وجود علاج الروائح الخزامى، ودورة أخرى مُستخدمات لروائح الخزامى، وتوصلت الدراسة إلى أن روائح الخزامى يمكن أن تخفف من الأعراض العاطفية لمتلازمة ما قبل الحيض.
كل ما عليكِ فعله هو إضافة زيت الخزامى إلى موزع الهواء الخاص بكِ، ويمكن أن توفر 10 دقائق فقط من الاستنشاق انخفاضاً في الحالة المزاجية السيئة والارتباك، وتدوم الحالة النفسية الجيدة حتى 35 دقيقة بعد الاستنشاق.
10- زيادة جودة النوم:
يُعرف زيت اللافندر بتأثيراته المُهدئة والمُنومة، فقد أظهرت الأبحاث الآن أن زيت اللافندر الأساسي يمكن أن يحسن نوعية النوم بشكل ملحوظ، يمكن الحصول على هذه النتيجة من خلال إضافة بضع قطرات من زيت الخزامى إلى وسادتك كل مساء قبل النوم، وهو ما سيساعدك على النوم سريعاً والحصول على قسط كاف من الراحة كل ليلة.
إذا كان القلق هو ما يمنعك من النوم، فقد تبين أنه يمكن أن يساعد الخزامى في تقليل مستويات القلق، فاستنشاق زيت اللافندر الأساسي يومياً لمدة 15 يوماً يُقلل من مستويات القلق.
11- علاج الصداع النصفي:
يمكن أن يكون الوهن بشكل عام سبباً في الإصابة بالصداع النصفي، وبسبب الإجراءات المسكنة والمضادة للالتهابات والمضادة للقلق لزيت اللافندر، قد يكون اللافندر مفيداً في تخفيف الألم والتوتر الذي قد يسبب الصداع أو الصداع النصفي.
يمكن العثور على علاج الصداع من خلال استنشاق الزيت العطري أو من خلال فرك الزيت في نقاط الألم.
12- علاج قمل الرأس:
قمل الرأس مشكلة شائعة ومزعجة في مرحلة الطفولة تتفشى في المدارس بشكل عام، يعتبر زيت اللافندر خياراً فعالاً عند معالجة قمل الرأس، فيمكن أن يساعد في منع الإصابة بالقمل، يعمل بشكل جيد بشكل خاص عندما يقترن بزيت شجرة الشاي.
أضيفي زيت اللافندر وشجرة الشاي إلى زيت جوز الهند وقومي بتدليك الزيت على شعر طفلِك وفروة رأسه واتركيه لمدة ساعتين، ثم قومي بشطف وتجفيف الشعر كالمعتاد.
التفاعلات
تُحذر المعاهد الوطنية للصحة الأشخاص من توخي الحذر عند الجمع بين الخزامى وبين ما يلي:
– الأدوية التي تحفز على النعاس، مثل البنزوديازيبينات، الباربيتورات، والأمبيان
– أدوية لخفض ضغط الدم، مثل كابتوبريل، إنالابريل، ولوسارتان
فإذا كنت تتناول بالفعل ما سبق، فاطلب المشورة الطبية قبل إضافة الخزامى إلى نظام الدواء الخاص بك.
مخاطر استخدام زيت اللافندر/الخزامى
كشفت دراسة نشرت في مجلة نيوانجلند الطبية (NEJM) أن الاستخدام المتكرر لزيت اللافندر على الجلد قد يؤدي إلى التثدي قبل البلوغ، وهي حالة تُسبب توسيع أنسجة الثدي لدى الأولاد قبل البلوغ.
كذلك فإن التركيزات العالية من زيت اللافندر يمكن أن تكون سامة لخلايا الجلد البشرية، يتأكسد زيت اللافندر إذا تُرك مُعرضاً للهواء ويُشكل مواد كيميائية تهيج الجلد، ومن الممكن أن يسبب طفحاً جلدياً.
أيضاً لم يتم تأكيد سلامة تناول الخزامى أثناء الحمل أو أثناء الرضاعة الطبيعية، كذلك وبما أنه يُعتقد أن اللافندر له تأثيرات مُهدئة على الجهاز العصبي، ينصح الأطباء المرضى بالتوقف عن استخدام اللافندر قبل أسبوعين على الأقل من إجراء الجراحات.