رُبما تكون قد سمعت عن "الكولاجين" من قِبل خبراء الصحة والجمال، فالكولاجين مُستخدم بكثرة الآن على شفاه الجميع، ويمكن العثور على الكولاجين الآن في كل شيء تقريباً، من الكريمات ومستحضرات التجميل إلى المساحيق والحبوب، يمكنك هنا أن تتعرف على الكولاجين وفوائده الصحية المتعددة للجسم.
ما هو الكولاجين؟
الكولاجين هو البروتين الأكثر وفرة في الجسم، فهو يتوفر في العضلات والجلد والدم والعظام والغضاريف والأربطة، وهو اللبنة الأساسية في الفوائد الصحية التالية: تعزيز مرونة الجلد، ربط العظام والعضلات، حماية الأعضاء، توفير هيكل للمفاصل والأوتار.
ينتج الجسم الكولاجين بشكل منتظم، لكن هناك بعض العادات في نمط الحياة يمكن أن تؤدي إلى توقف إنتاج الكولاجين، وتشمل: التدخين، والتعرض للشمس، واتباع نظام غذائي غير صحي.
بعض الظروف الصحية أيضاً قد تستنزف مخزون الكولاجين، وبدون هذه اللبنة المهمة، قد تبدأ في رؤية التجاعيد وترهل الجلد، أو حتى تجربة ألم المفاصل.
فوائد الكولاجين
1- يُخفف من آلام المفاصل:
عندما تضعف الغضاريف وتتدهور مع تقدم العمر، فقد تبدأ في الشعور بتصلب المفاصل، في هذه الحالة من الممكن أن تساعد زيادة تناول الكولاجين في تخفيف آلام المفاصل وتخفيف أعراض التهاب المفاصل.
في دراسة أُجريت عام 2009 ، تناول المشاركون مكملات الكولاجين من النوع الثاني المصنوعة من رقاب الدجاج لمدة 90 يوماً، أظهرت النتائج أن أعراض هشاشة العظام انخفضت بنسبة 40% بينما انخفضت شدة الأعراض بنسبة 33 %.
2- يُعالج شيخوخة الجلد:
واحدة من أكثر فوائد الكولاجين المعروفة هي قدرته على تعزيز بشرة متوهجة نابضة بالحياة، يوفر هذا البروتين الأساسي مرونة للبشرة، مما يساعده على الظهور بمظهر أكثر شبابية وصحية.
ولكن مع تقدمك في العمر وانخفاض إنتاج الكولاجين، يمكن أن تحدث الخطوط الدقيقة والبشرة الرخوة والجفاف، هنا يمكن زيادة كمية الكولاجين باستخدام المكملات الغذائية.
ففي دراسة نشرت في عام 2014 اختارت عشوائياً 46 من 69 امرأة تتراوح أعمارهن بين 35 و55 عاماً، لتتناول مكملات الكولاجين، وكانت النتيجة أن النساء اللائي تناولن الكولاجين أظهرن تحسناً في مرونة الجلد خلال أربعة أسابيع، كما ثبت في دراسة أخرى أنه تم تقليل التجاعيد بشكل كبير بعد ثمانية أسابيع فقط.
3- يساعد على بناء العضلات وحرق الدهون:
يُعدّ الكولاجين مكوناً رئيسياً في الأنسجة العضلية، لذا فلا غرابة في أنه يمكن أن يكون له تأثير كبير عندما يتعلق الأمر ببناء كتلة العضلات، بالإضافة إلى ذلك يحتوي الكولاجين أيضاً على كمية مركَّزة من الجلايسين، وهو حمض أميني مشارك في تخليق الكرياتين، والذي يمكن أن يوفر للعضلات الوقود اللازم لاستخدامه خلال التمرين.
وبالرغم من إنه لا يوجد الكثير من الأبحاث حول الكولاجين والتمارين الرياضية، لكن دراسة في عام 2015 بحثت في مكملات الكولاجين في 53 من كبار السن من الرجال الذين يعانون من الساركوبين، أو ما يُعرف بـ"هزال العضلات"، وهي حالة تُفقد فيها كتلة العضلات بسبب الشيخوخة.
بعد 12 أسبوعاً فقط، ظهر تحسن على أولئك الذين تناولوا المكملات إلى جانب التدريب، وكان التحسن مُتمثلاً في زيادة في فقدان الدهون وقوة أكثر في العضلات.
4- قد يُقلل من السيلوليت:
إلى جانب الحفاظ على بشرتك صحية ومتوهجة، قد يساعد الكولاجين أيضاً على تحسين مظهر السيلوليت العنيد، والسيلوليت هو مشكلة شائعة لدى معظم النساء، وهو عبارة عن تجمع للدهون ولا يمكن اعتبارها حالة طبية ضارة، ويحدث السيلوليت عندما تندفع طبقة الدهون الموجودة أسفل الجلد ضد النسيج الضام، مما يخلق مظهراً باهتاً أو متكتلاً على الجلد.
السيلوليت شائع بشكل كبير، حيث يقدر عدد النساء المصابات به بحوالي 80 إلى 90٪، إنه جزء طبيعي من الشيخوخة وشكل الجلد خلالها.
في دراسة أُجريت عام 2015 من قِبل الشركات المصنعة لمعرفة التأثير الذي يمكن أن يفعله الكولاجين للسيلوليت، قاموا بشكل عشوائي باختيار 105 امرأة، تتراوح أعمارهن بين 24 و 50 عاماً، لتناول ببتيدات الكولاجين لمدة ستة أشهر، وكانت النتيجة أن النساء أظهرن تحسناً واضحاً في نسيج الجلد.
5- يُحسن صحة الجهاز الهضمي:
يوجد الكولاجين في النسيج الضام للقناة الهضمية، ويمكن أن يساعد في دعم وتقوية البطانة الواقية للجهاز الهضمي، وهذا أمر بالغ الأهمية والذي يحدث بسبب تغيرات في وظيفة حاجز الأمعاء، والمعروفة أيضاً باسم متلازمة الأمعاء المتسربة.
في هذه الحالة يكون حاجز الأمعاء غير فعال، والذي تتمثل وظيفته في امتصاص المواد الغذائية من جهة، ومن جهة اخرى يمنع معظم الجزيئات الكبيرة والجراثيم من المرور من الأمعاء إلى مجرى الدم.
لكن، في بعض الظروف، هذا الحاجز قد يصبح أقل فعالية وأكثر تسرباً، فيسمح للجزيئات بالمرور إلى مجرى الدم وهذا قد يؤدي إلى التهاب.
في دراسة أُجريت على 170 شخصاً يعانون من مرض التهاب الأمعاء، وجد أنهم أكثر عرضة لخفض مستويات الكولاجين في الدم، لذا فإن النظرية الحالية هي أنه من خلال زيادة تناولك للكولاجين، يمكنك المساعدة في بناء الأنسجة التي تبطن الجهاز الهضمي وتعزيز صحة الأمعاء بشكل أفضل. ومع ذلك، يقتصر البحث الحالي على الآثار المباشرة لمكملات الكولاجين على الجهاز الهضمي.
6- الكولاجين يُحسن صحة الجلد:
الكولاجين هو مكون رئيسي لبشرتك، يلعب دوراً في تقوية البشرة، مع التقدم في العمر، ينتج جسمك كميات أقل من الكولاجين، مما يؤدي إلى جفاف الجلد وتشكيل التجاعيد، أظهرت العديد من الدراسات أن الببتيدات كوليجين أو المكملات الأخرى التي تحتوي على الكولاجين قد تساعد في إبطاء شيخوخة بشرتك عن طريق الحد من التجاعيد والجفاف، كما سبق الذكر.
في إحدى الدراسات، فإن النساء اللائي تناولن مكملاً يحتوي على 2.5 إلى 5 غرامات من الكولاجين لمدة ثمانية أسابيع، تعرضن لجفاف جلد أقل وزيادة ملحوظة في مرونة الجلد مقارنة بأولئك الذين لم يتناولوا المكمل.
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي تناول مكملات الكولاجين إلى تعزيز إنتاج بروتينات أخرى تساعد على بناء الجلد، بما في ذلك الإيلاستين والفيبريلين.
7- يمنع فقدان العظام:
تتكون عظامك في الغالب من الكولاجين، مما يعطيها بنية ويساعد في الحفاظ عليها قوية، عندما يتدهور الكولاجين في جسمك مع تقدم العمر، تتدهور كتلة العظم أيضاً، قد يؤدي ذلك إلى حدوث حالات طبية مثل هشاشة العظام، والتي تتميز بانخفاض كثافة العظام وترتبط بمخاطر أعلى لحدوث كسور العظام.
أظهرت الدراسات أن تناول مكملات الكولاجين قد يكون له تأثيرات معينة في الجسم تساعد على تثبيط انهيار العظام الذي يؤدي إلى هشاشة العظام.
في إحدى الدراسات، تناولت النساء إما مكملات الكالسيوم مع 5 غرامات من الكولاجين أو مكملات الكالسيوم ولا يوجد كولاجين يومياً لمدة 12 شهراً، وبحلول نهاية الدراسة، كان لدى النساء اللائي يتناولن مكملات الكالسيوم والكولاجين مستويات دم منخفضة من البروتينات التي تعزز انهيار العظام مقارنة بتلك اللاتي يتناولن الكالسيوم فقط.
كما ازدادت نسبة النساء اللائي تناولن الكولاجين بنسبة تصل إلى 7 ٪ في كثافة المعادن في العظام، مقارنةً بالنساء اللائي لم يتناولن الكولاجين.
8- يعزز صحة القلب:
افترض الباحثون أن تناول مكملات الكولاجين قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، يوفر الكولاجين بنية صحية لشرايينك، والأوعية الدموية التي تنقل الدم من قلبك إلى بقية جسمك. بدون كمية كافية من الكولاجين، قد تصبح الشرايين ضعيفة وهشة، وقد يؤدي هذا إلى تصلب الشرايين، وهو مرض يتسم بتضيق الشرايين، تصلب الشرايين لديه القدرة على أن يؤدي إلى نوبة قلبية وسكتة دماغية.
في إحدى الدراسات، تناول 31 من البالغين الأصحاء 16 غراماً من الكولاجين يومياً لمدة ستة أشهر، بحلول النهاية حدث لهم انخفاض كبير في قياسات تصلب الشرايين مقارنة بما قبل البدء.
كيفية إضافة الكولاجين لنظامك الغذائي
إذا كنت ترغب في تناول الكولاجين بشكل طبيعي، فتناول نظام غذائي متوازن وعالي البروتين ويتضمن منتجات حيوانية، يوجد الكولاجين في اللحم والدجاج والبيض، فيما يلي بعض الطرق السهلة لبدء تناول الكولاجين:
1- مرق العظام:
شوربة مرق العظام كانت طريقة استخدمها الأسلاف، للاستفادة من جميع أجزاء الحيوانات، الدجاج والغنم بشكل أساسي، فالعظام والنخاع الشوكي، الجلد والأقدام، الأربطة والأوتار، جميع هذه المكونات التي لا يمكن تناولها بشكل مباشر، يتم غليها بالماء ببطء لعدة ساعات. مما ينتج عنها تحرير العظام والأربطة لمركبات تساعد على الشفاء وتقوية المناعة، ومنها مادة الكولاجين.
كما يحتوي مرق العظام على المعادن التالية: الكالسيوم، المغنيسيوم، الفوسفور، السيليكون والنحاس، مرق العظام هو طبق لذيذ وسهل يمكن إضافته إلى نظامك الغذائي.
2- مسحوق الجيلاتين:
الجيلاتين هو في الأساس الشكل المطبوخ للكولاجين، ويمكن أن يكون الجيلاتين المجفف وسيلة سريعة ومريحة لزيادة استهلاكك للكولاجين، يمكن خلطه في أي سائل ، بما في ذلك الحساء واليخوت والمرق، يمكنك أيضاً الاستمتاع به في فنجان من القهوة.
3- ملحق الببتيدات الكولاجين:
تعتبر ببتيدات الكولاجين، وهو مكمل دوائي للكولاجين، خياراً سهلاً آخر للحصول على هذا الشكل الهام من البروتين، تبيع معظم العلامات التجارية ببتيدات الكولاجين المتحللة، مما يعني أن الأحماض الأمينية في الكولاجين قد تحطمت بحيث يسهل هضمها وامتصاصها.
يمكن أيضاً إضافة مسحوق الكولاجين إلى العصائر أو المشروبات الساخنة أو السلع المخبوزة لضخ بعض البروتينات الإضافية في يومك.
آثار الكولاجين الجانبية
حالياً لا توجد الكثير من المخاطر المعروفة لتناول مكملات الكولاجين، ومع ذلك يتم إجراء الاختبارات على بعض المكملات الغذائية من مسببات الحساسية الغذائية الشائعة، مثل الأسماك والمحار والبيض، فيجب على الأشخاص الذين يعانون من الحساسية تجاه هذه الأطعمة تجنب مكملات الكولاجين المصنوعة من هذه المكونات لمنع الحساسية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن مكملات الكولاجين لديها القدرة على إحداث آثار جانبية في الجهاز الهضمي مثل الشعور بالامتلاء والحرقة، وبغض النظر عمّا سبق يبدو أن هذه المكملات آمنة بالنسبة لمعظم الناس.