يُعَد الصرع واحداً من أكثر الاضطرابات العصبية شيوعاً في العالم، إذ يصيب حوالي 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم؛ بحسب صحيفة The Independent البريطانية.
وبالرغم من انتشاره، فقد يكون هناك الكثير من المعلومات التي لا تعرفونها عنه، مثل أسبابه المحتملة، وكيفية تشخيصه.
لذا يحتفل الناس في جميع أنحاء العالم يوم 26 مارس/آذار، بـ "اليوم البنفسجي" للتوعية بالصرع، وتبديد أي مفاهيم خاطئة مرتبطة به.
ونستعرض هنا كل ما تحتاجون إلى معرفته عن الصرع، وعدد الأشخاص المصابين به والمغزى من "اليوم البنفسجي" ودلالته:
ما هو الصرع؟
حالة عصبية تدوم مدى الحياة وتؤثر في الدماغ.
وهو رابع أكثر الاضطرابات العصبية شيوعاً، ويصيب جميع الفئات العمرية، بحسب ما ذكرت مؤسَّسة Epilepsy Foundation الأمريكية.
وحين يكون الشخص مصاباً بالصرع فقد يكون عرضةً لنوباتٍ متكررة لا يمكن التنبؤ بها.
وتحدُث هذه النوبات عندما تسري موجةٌ مفاجئة من النشاط الكهربائي في الدماغ، وفقاً لما ذكرته جمعية Epilepsy Action البريطانية.
وبينما يوجد نشاطٌ كهربائي دوماً في الدماغ، فإنَّ أي دفعة غير متوقعة/تدفق غير متوقع يمكن أن يتسبب مؤقتاً في توقفه عن العمل كما ينبغي.
ما الأنواع المختلفة من نوبات الصرع؟
تقول جمعية Epilepsy Action إنَّ هناك عدة أنواع مختلفة من نوبات الصرع، وهي تشمل ما يلي:
- نوبات بؤرية
- نوبات توترية رمعية
- نوبات مصحوبة بغيبوبة
- نوبات رمعية عضلية
- نوبات توترية
- نوبات ارتخائية
ولمزيدٍ من المعلومات حول الاختلافات بين نوبات الصرع المختلفة، اضغط هنا.
كم عدد المصابين به؟
بخلاف حوالي 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم؛ تقول جمعية Epilepsy Action إنَّ الصرع يصيب واحداً من كل 100 شخص في المملكة المتحدة.
وتُشخَّص إصابة حوالي 87 شخصاً به في المملكة المتحدة يومياً.
ووفقاً لجمعية Epilepsy Action، فمن المحتمل أن يتعرض شخصٌ من بين كل 20 شخصاً لنوبة صرع مرة واحدة على الأقل في إحدى مراحل حياته.
بيد أنَّ ذلك لا يعني بالضرورة أنَّه مصابٌ بالصرع.
وصحيحٌ أنَّ الصرع قد يصيب الشخص في أي عُمر، لكنَّه يميل إلى أن يكون أكثر شيوعاً عند الأطفال الصغار أو كبار السن، بحسب ما ذكرت مؤسسة Epilepsy Foundation.
ما الذي يسبب الصرع؟
لا يستطيع الأطباء تحديد أسباب الصرع في أكثر من نصف الحالات، لكن هناك عدة أسباب محتملة له، وفقاً لجمعية Epilepsy Action.
وتشمل هذه الأسباب الإصابة بسكتة دماغية، وأي مرضٍ دماغي سابق مثل التهاب السحايا، والتعرُّض لإصابةٍ في الرأس وأي مشكلاتٍ حدثت أثناء الولادة.
كيف يجري تشخيصه؟
إذا تعرَّضت لنوبةٍ، فمن المحتمل أن يحيلك طبيبك العام إلى اختصاصي، وفقاً لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية.
وهذا الاختصاصي سيكون على الأرجح طبيباً متخصصاً في الأعصاب يمكنه تقييم كيفية ارتباط النوبة التي تعرَّضت لها بنشاط الدماغ.
ولا يُشخَّص الصرع بسرعةٍ دائماً؛ لأنَّ بعض الحالات الأخرى مثل الصداع النصفي ونوبات الهلع يمكن أن تكون لها أعراض مشابهة.
وفضلاً عن ذلك، لا تُشخَّص الإصابة بالصرع على الأرجح إلا عند التعرُّض لأكثر من نوبةٍ واحدة، وذلك لأنَّ بعض الأشخاص الذين يتعرضون لنوبة صرعٍ واحدة قد لا يكونون مصابين بالضرورة بالحالة طويلة الأمد.
وقد تتضمَّن الفحوصات والتحاليل التي تُجرى لتحديد الإصابة بالصرع التخطيط الكهربائي للدماغ، الذي يتضمَّن ربط أجهزة استشعار صغيرة بفروة الرأس، والتصوير العصبي.
كيف يُعالج؟
يحصل الأشخاص المصابون بالصرع على أدويةٍ محددة بأمر طبيبهم، وفقاً لجمعية Epilepsy Action.
وصحيحٌ أنَّ هذه الأدوية، التي تسمى أحياناً الأدوية المضادة للصرع، لا تعالج الحالة، لكنَّها تقلل من عدد النوبات التي يتعرض لها المريض.
وإذا لم تنفع الأدوية المضادة للصرع، فقد يقترح الأطباء الخضوع لجراحة في الدماغ أو إجراء عمليةٍ جراحية تسمى تحفيز العصب المبهم.
وحين تُجرى عملية تحفيز العصب المبهم، تُرسَل نبضاتٌ خفيفة من الطاقة الكهربائية إلى الدماغ عبر العصب المبهم، وفقاً لمؤسسة Epilepsy Foundation. وهذه العملية تمنع النوبات.
ما هو اليوم البنفسجي؟
يهدف اليوم البنفسجي، الذي يكون في التاريخ نفسه من كل عام، إلى زيادة الوعي بالصرع على نطاق عالمي، وتحطيم جميع المعتقدات الخاطئة المحيطة عن ذلك الموضوع.
وكانت صاحبة فكرة هذا اليوم هي كاسيدي ميغان، وهي فتاة كندية مصابة بالصرع كان عمرها تسع سنوات وقت انطلاق الفكرة.
وقد أقيم اليوم البنفسجي الأول في عام 2008، بمساعدةٍ من مؤسسة Epilepsy Association of Nova Scotia الكندية.
وفي اليوم البنفسجي، يُشجَّع الناس على ارتداء ملابس بنفسجية لإظهار دعمهم.
واللون البنفسجي يرتبط عادةً بالصرع بسبب قدرة نبات الخزامى (اللافندر) على تهدئة الجهاز العصبي المركزي.
وقالت ميغان إنَّها بعد تشخيص إصابتها بالصرع في سن السابعة، تريد أن يعرف المصابون بالصرع "أنهم ليسوا وحدهم".
هذا، ويُحتَفَل باليوم البنفسجي في جميع أنحاء العالم في أكثر من 100 دولة.
للحصول على معلوماتٍ حول ما يجب فعله إذا رأيت شخصاً مُصاباً بنوبة صرع، اضغط هنا.