يتساقط شعر الطفل ويتخوف الوالدان من أن يكون عارضاً لنقص في فيتامينات ما أو أن حمية الطفل ناقصة، ولكن من الطبيعي أن يُفقد بعض الشعر كل يوم. لكن هناك بعض الحالات التي قد تتطلب زيارة الطبيب.
بدايةً، لا بد من الإشارة إلى أن شعر الأطفال تماماً مثل شعر الكبار، لديه دورة حياة يمكن التنبؤ بها.
ينمو الشعر بنشاط لمدة سنتين إلى 6 سنوات. بعد ذلك، يمر الشعر بدورة استراحة تسمى طور التيلوجين، ويحدث بعدها أن يتساقط الشعر وينمو واحد جديد مكانه.
أحد الأسباب الكلاسيكية التي ترد في ذهن الآباء عندما يجدون أن شعر أطفالهم يتساقط، هو ارتباطه بمرض السرطان، ما يُثير هلعهم أكثر، لكن عادةً ما يكون تساقط الشعر المُرتبط بمرض السرطان نتيجة للعلاج الكيميائي، وليس السرطان نفسه.
أسباب شائعة تؤدي إلى تساقط الشعر لدى الأطفال
هناك بعض الأسباب الشائعة والتي تكون أوسع انتشاراً وأكثر تكراراً في الحالات المختلفة بين الأطفال الذين يفقدون شعرهم، ومن هذه الأسباب:
1- تساقط الشعر الكربي:
وهو ما يُعرف باسم "تيلوجين إفليفيوم"، وهو سبب تقليدي لتساقط الشعر لدى الأطفال.
يعد أحد أكثر الأسباب شيوعاً لفقدان الشعر بعد الصلع الوراثي، وهو عبارة عن انحسار مؤقت للشعر في فروة الرأس نتيجة توقف دورة حياة الشعر.
الأطفال المُصابون بالتيلوجين إفليفيوم غالباً ما يكونون قد عانوا مؤخراً من مرض مصحوب بحمى شديدة أو جراحة، أو فقدان مفاجئ للوزن، أو حتى ضغط نفسي وإجهاد عاطفي.
يفقدون في هذه الحالات الكثير من الشعر خلال فترة تتراوح بين ستة أسابيع إلى ثلاثة أشهر.
تتساقط كتل كبيرة لبضعة أسابيع أو أشهر، إلى درجة يصبح فيها الشعر ضعيفاً بشكل ملحوظ، فيحدث حالة من الصلع الجزئي أو الكامل.
ولكن بعد ذلك يبدأ نمو الشعر مرة أخرى في حوالي ستة أشهر دون تلقي أي علاج، من المُعتقد أن سقوط الشعر يحدث لأن الشعر يدخل في هذه الحالة في مرحلة الراحة بدلاً من طور النمو الطويل المُعتاد.
ومرحلة الراحة هي المرحلة النهائية في دورة حياة الشعر والتي يتساقط الشعر خلالها حتى يُفسح المجال لنمو شعر جديد يتبع المراحل الطبيعية لنمو الشعر.
2- سعفة الرأس:
تعتبر السعفة هي عدوى جلدية ناجمة عن فطر، وغالباً ما يسهل التعرف عليها بسبب العلامات الواضحة التي تتركها في فروة الرأس، والتي عادة ما تظهر كبقع صلعاء أو حرشفية أو حكة على الرأس أو دائرة حمراء في فروة الرأس.
تكون السعفة شديدة العدوى وتنتشر بسهولة عن طريق التلامس الجلدي، ما يعني أنه يمكنك الحصول على السعفة من خلال لمس شخص مصاب بالعدوى.
السعفة يمكن أيضاً أن تنتقل من الحيوانات والحيوانات الأليفة، وخاصة الكلاب والقطط.
من الممكن أيضاً انتقال السعفة من كائنات غير حية، من خلال مشاركة القبعات مثلاً.
تُعد سعفة الرأس أكثر شيوعاً بين الأطفال الصغار والأطفال في سن المدرسة.
ويتضمن علاجها أدوية لمدة شهر لقتل الفطريات، بالإضافة إلى الشامبوهات التي تقلل انتشار العدوى.
بعض حالات الإصابة بسعفة الرأس تؤدي إلى التهاب حاد في موقع الإصابة وقد تسبب ندبات أو فقداناً دائماً للشعر.
3- الثعلبة:
الثعلبة هو مرض ينتج عن خلل مناعي، يصيب بصيلات الشعر ويسبب تاقطها.
يمكن للثعلبة أن تتسبب في فقدان الشعر بشكل كامل، مكونة بقعاً مستديرة أو بيضاوية على فروة رأس الطفل أو جزء آخر من الجسم.
وما جعلها تختلف عن السعفة هو أن فروة الرأس في البقع الدائرية من الثعلبة تكون ناعمة تماماً بدون احمرار، وغالباً ما يحدث نمو للشعر من تلقاء نفسه في هذه الحالة أيضاً.
4- العدوى البكتيرية:
يمكن أن تُسبب العدوى البكتيرية تساقط الشعر الذي يبدو مُشابهاً للإصابة بسعفة الرأس.
ولكن بدلاً من أن تتسبب السعفة في فقدان الشعر، فإن المسؤول في هذه الحالة يكون البكتيريا، التي يسهل الحصول عليها بين الصغيرات اللاتي يصففن شعورهن في ضفائر ضيقة أو ذيل حصان.
5- ثعلبة الصدمة:
إذا كُنتِ تُحبين تصفيف شعر طفلتكِ بشدة ليظهر بمظهر نظيف ومتساو طوال اليوم، وتربطين ضفائرها أو ذيل الحصان الذي تصنعينه لها بإحكام شديد، فعليكِ أن تعرفي أن هذا يُعرض طفلتكِ لفقدان الشعر، أو ما يُعرف بـ"ثعلبة الصدمة".
فعندما يتم جذب الشعر بشدة لعمل الضفيرة أو ذيل الحصان بشكل شديد الإحكام، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى حدوث التهابات وتهيج فروة الرأس.
6- سحب الشعر أو التمسيد:
يكون لدى بعض الرضع والأطفال الصغار، عادة سحب الشعر إلى الخلف أو تمسيده دائماً.
والتمسيد هو تمرير كف اليد على الشعر، يكون الأمر بالنسبة للصغار عادة مثل مص الإبهام، وغالباً ما يكفون عنها في سن معينة.
في الأغلب حينما يكون عمر الطفل عامين أو ثلاثة أعوام فهو يتوقف عن فعل هذا، وقد يستمر بعض الأطفال في فعل هذا الأمر حتى عمر ثلاث إلى خمس سنوات.
يمكن للآباء تجاهل هذه العادة حتى يكفوا عنها من تلقاء أنفسهم، إلا أنها تتسبب أحياناً في تساقط الشعر، لذلك يمكن التغلب على هذا الأمر بقص شعر الطفل، أو محاولة تمرينه على عادات أخرى بدلاً من هذه العادة.
7- هوس نتف الشعر:
هوس نتف الشعر هو أحد الأعراض المُرتبطة بمرض الوسواس القهري، وغالباً ما يقوم الطفل أو المراهق الذي يعاني من هذا الاضطراب بسحب شعره بشكل قهري.
غالباً ما يشعر قبلها بالتوتر، والذي يواجهه بنتف شعره، وإذا حاول مُقاومة هذا الأمر فإنه يشعر بالمزيد من التوتر.
وبعد أن يقوم بشدّ شعره وتقطيعه فهو يشعر بالسرور والإشباع والراحة، هؤلاء الأطفال يُعانون بشكل ملحوظ من فقدان الشعر، ويحتاجون في كثير من الأحيان إلى علاج من طبيب نفسي للأطفال أو أخصائي نفس أطفال.
8- الإصابة ببعض الأمراض:
هناك بعض الأمراض التي يتسبب الإصابة بها في فقدان الشعر وتساقطه، مثل: اضطرابات الغدة الدرقية، بما في ذلك قصور الغدة الدرقية وفرط نشاط الغدة الدرقية، ومرض السكري، أو فقر الدم بسبب نقص الحديد، أو سوء التغذية.
فقدان الشعر في هذه الحالات يكون عارضاً إضافياً لا بد من أخذه بعين الاعتبار عند زيارة الطبيب.