إذا قطعت الدجاج النيء، ثم استخدمت لوح التقطيع نفسه لتقطيع خضراوات السلطة، فأنت تتعرض لخطر التلوث المتبادل؛ حيث يتم نقل البكتيريا من الدجاج إلى الخضراوات. بالطبع سيكون سيئاً جداً.
من الممكن أن تحتوي اللحوم النيئة على عدوى السالمونيلا البكتيرية، التي قد تتسبب في الإسهال الذي قد ينتج عنه جفاف شديد، والغثيان، والقيء، والحمى. وتتسبب بعض أنواع السالمونيلا في الإصابة بحمى التيفويد المميتة.
غالباً ما تحدث العدوى نتيجة تناول اللحوم، أو الدواجن، أو البيض، غير جيدة الطهي، أو تنتقل من اللحوم النيئة المصابة إلى الأطعمة الأخرى التي تلامسها. وتعد ألواح التقطيع من البيئات المناسبة لنقل العدوى.
فعندما يتلوث لوح التقطيع بالدجاج أو اللحوم النيئة أثناء التقطيع، فقد تنقل إليه السالمونيلا. وعند استخدامه مرة أخرى قبل غسله جيداً لتقطيع الخضراوات، تنتقل السالمونيلا إليها.
هل تختلف ألواح التقطيع البلاستيكية عن تلك المصنوعة من الخشب؟
يفترض الناس أنه نظراً لأن الخشب سطح مسامي والبلاستيك ليس كذلك، فإن الألواح البلاستيكية أكثر مقاومة للبكتيريا. هذا الافتراض لا يأخذ بعين الاعتبار الندوب التي ستحصل على لوح التقطيع البلاستيكي من الاستخدام اليومي.
في عام 1994، تساءل باحثون من جامعة ويسكونسن- ماديسون عن إجابة هذا السؤال. وقد أجروا دراسات على البكتيريا الموجودة على ألواح التقطيع البلاستيكية والخشبية الجديدة والمستعملة.
أيهما أكثر صحة للاستخدام؟
وكانت النتائج لا تدعم تأكيد أن ألواح التقطيع البلاستيكية أكثر صحة من نظيرتها الخشبية.
وقد أظهرت الدراسات أن التقطيع على الألواح البلاستيكية يُسبب أخاديد أعمق من تلك الموجودة على الألواح الخشبية. فعلى الرغم من سهولة تنظيف الألواح البلاستيكية، فإن البلاستيك به خدوش أعمق يمكنها إخفاء المزيد من البكتيريا. ولأن الخشب أكثر صرامة بشكل عام، فلن يكون فيه الكثير من الشقوق الصغيرة التي تخفي البكتيريا الدقيقة.
الألواح الخشبية الصلبة تقتل البكتيريا داخلها
ووفقاً للخبير دين أو كليفر، فإن ألواح التقطيع الخشبية تحتوي كميات من بكتيريا السالمونيلا أقل من التي تحويها الألواح البلاستيكية.
فعلى الرغم من أن تطهير الألواح البلاستيكية الجديدة يجعلها نظيفة جداً، إلا أن تلك المستخدمة كثيراً والممتلئة بالأخاديد، يكون من السهل عليها الاحتفاظ بالبكتيريا.
كما يقول الدكتور بنجامين تشابمان، اختصاصي الإرشاد في مجال سلامة الأغذية في جامعة نورث كارولينا، إن الأخشاب الصلبة مثل القيقب عبارة عن حبيبات دقيقة، وتعمل الأنابيب الشعرية على سحب السوائل للداخل فتحاصر البكتيريا في الداخل.
وبعد أن يُنظف اللوح الخشبي، ويترك ليجف، فتقتل البكتيريا في الداخل.
أما الأخشاب اللينة، مثل السرو، فتشكل خطراً أكبر على سلامة الطعام، وذلك لأن لديهم حبيبات أكبر، مما يسمح للخشب بالانقسام بسهولة أكبر، فتتشكل أخاديد تزدهر بداخلها البكتيريا.
الأفضل ألواح تقطيع منفصلة لأنواع الطعام المختلفة
لا يزال هناك الكثير من النقاش حول هذه المسألة، ولكن الرأي الرسمي لإدارة الأغذية والأدوية FDA هو أن الخشب والبلاستيك آمنان طالما أنهما ينظفان جيداً ويستبدلان باستمرار.
ولذا ذهب الكثيرون لاستخدام ألواح التقطيع المصنوعة من الخشب الصلب كخشب القيقب أو الزان لأنه لا يندب بسهولة مثل البلاستيك، ولن يضطروا إلى استبداله كثيراً، إذا حرصوا على غسله وتجفيفه جيداً.
ومن الأفضل استخدام ألواح تقطيع منفصلة لكل من اللحوم، والخضروات والفواكه لتقليل التلوث المتبادل.
كما رجح تشابمان فكرة استخدام ألواح التقطيع البلاستيكية لتقطيع اللحوم والدواجن النيئة لأنها تمنع امتصاص عصارتها، في حين فضل استخدام الألواح الخشبية لتقطيع الخضراوات والفواكه والخبز.
التجفيف هو الخطوة الأهم في مراحل تنظيف ألواح التقطيع
طريقة التنظيف الصحيحة، إذا كان بالإمكان وضع لوح التقطيع البلاستيكي في غسالة الأطباق، فلا تترددي، أما الألواح الخشبية فلا.
فغسالات الأطباق لها القدرة على تعقيم الألواح البلاستيكية بغسلها في درجات الحرارة المرتفعة، ولكن الألواح الخشبية يمكن أن تدمر غسالة الأطباق.
إذن فألواح التنظيف الخشبية ليس أمامها سوى التنظيف اليدوي، وكذلك البلاستيكية في حالة عدم وجود غسالة الأطباق.
– يجب أولاً إزالة الآثار المتبقية على الألواح باستخدام المياه، ولكن بطريقة تمنع انتشار المياه في جميع الأرجاء.
– إزالة كل ما يوجد داخل الخدوش والأخاديد باستخدام الماء والصابون.
– استخدام مواد التعقيم، وتختلف حسب نوع اللوح المستخدم في التقطيع، ففي حالة الألواح البلاستيكية لا بد من استخدام المطهرات التي تحتوي على الكلور، أما بالنسبة لألواح التنظيف الخشبية، فمن الأفضل أن تُنظف باستخدام منظفات تحتوي على الأمونيوم الرباعي مثل الديتول.
فالكلور يرتبط بسهولة شديدة بالمواد العضوية، مثل الخشب في لوح التقطيع، مما يحيد خصائصه المضادة للبكتيريا، أما الأمونيوم الرباعي فهو أكثر فاعلية في قتل البكتيريا على الخشب أو الأسطح العضوية الأخرى.
– التجفيف، ويعد الخطوة الأهم، فالتجفيف يمنع تكاثر البكتيريا التي تتخذ من البيئات الرطبة مكاناً مثالياً للبقاء. لذا يجب التأكد من وجود لوح التقطيع في بيئة جيدة التهوية كي يجف تماماً.
-الاستبدال، ويكون ضرورياً إذا زادت الأخاديد والخدوش على سطح لوح التقطيع، لأنها بذلك ستتمكن من الاحتفاظ بالرطوبة، فتتوفر البيئة المثالية لتكاثر ونمو البكتيري