ربما تعلم أنه عليك المُحافظة على شرب الشاي الأخضر يومياً، كعادة من العادات الصحية التي يجب الالتزام بها للحفاظ على صحتك ومواجهة الأمراض، فالشاي الأخضر يُعتبر من أكثر المشروبات صحيّة. فهو مُحمّل بمضادات الأكسدة والمواد المُغذية التي لها تأثيرات قويّة على الجسم.
وتشمل هذه التأثيرات تحسين وظائف المخ؛ وأيضاً فقدان الدهون وانخفاض مخاطر الإصابة بالسرطان، والعديد من الفوائد الأخرى، والتي سنتعرف عليها تفصيلياً.
ما هو الشاي الأخضر؟ وما هي الطريقة الصحيحة لصنعه؟
يُفاجأ الكثيرون بمعرفة أن الشاي الأخضر والشاي الأسود ينبعان من نفس نوع النبات بالضبط، وهو "سينينسيس الكاميليا"، لكن تختلف طرق مُعالجة أوراق الشاي ليُصبح الشاي الأخضر "أخضر"، والشاي الأسود "أسود".
بالنسبة للشاي الأخضر، يتم حصاد أوراق الشاي ثم يتم تسخينها بسرعة، وتجفيفها لمنع حدوث الكثير من الأكسدة مما يؤدي إلى تحويل الأوراق الخضراء إلى اللون البني وتغيير نكهتها الطازجة.
على النقيض من ذلك، يتم حصاد أوراق الشاي الأسود ويسمح لها بالأكسدة بالكامل قبل أن تتم معالجتها وتجفيفها بالحرارة.
أما الطريقة الصحيحة لصنعه فتكون عن طريق غلي الماء ثم تركه لمدة عشر دقائق ليهدأ، لأن الماء المغلي يكون سيئاً بالنسبة لمُضادات الأكسدة الثمينة، ثم صبّ الماء على الشاي وتركه لمدة دقيقة قبل التقديم.
فوائد الشاي الأخضر
له العديد من الفوائد والمردودات الإيجابية على جسدك وصحتك، ومن هذه الفوائد:
1- يحتوي على المُركبات النشطة بيولوجياً التي تحسن الصحة
هو أكثر من مجرد مشروب، فهناك العديد من المركبات النباتية وكميات كبيرة من العناصر الغذائية الهامة، التي تصل إليك في المشروب النهائي.
فمشروب الشاي الأخضر غني بمادة البوليفينول، والتي لها تأثيرات بالغة الأهمية على الجسم مثل الحدّ من الالتهاب والمساعدة في مُكافحة السرطان.
كما إنه يحتوي على مواد تعمل كمُضادات للأكسدة التي تساعد على منع تلف الخلايا، وتقليل تكوين الجذور الحرة وهي جزيئات غير مُستقرة تُنتج بشكل طبيعي كمنتج ثانوي من التفاعلات الكيميائية في خلايانا.
وتتشكل الجذور الحرة عندما يتحول الطعام الذي نتناوله إلى طاقة، وعندما نمارس الرياضة، وعندما نتعرض لأشياء مثل أشعة الشمس أو دخان السجائر أو الإشعاع أو التلوث أو السموم.
الجذور الحرة تلك هي التي تُسبب ضرراً كبيراً للخلايا في الجسم، فتُسبب الضرر المؤكسد أو الأكسدة، وتسبب ظهور أعراض الشيخوخة وأمراضها وأمراض القلب والسرطان
يحتوي أيضاً على كميات صغيرة من المعادن التي تُعتبر مُهمة للصحة، حاول اختيار علامة تجارية عالية الجودة من الشاي الأخضر.
لأن بعض العلامات التجارية الأقل جودة يمكن أن تحتوي على كميات زائدة من الفلورايد، ومع ذلك وحتى في العلامات الأقل جودة فإن الفوائد تكون كبيرة أيضاً.
2- المركبات التي تُحسن وظيفة الدماغ وتُطور من القدرات الذهنية
الشاي الأخضر يقوم بأكثر من مُجرد إبقائك مستيقظاً، ويمكنه أيضاً أن يجعلك أكثر ذكاءً، فهو يحتوي على نسبة من الكافيين، وهو مُنبه معروف، وقد تمت دراسة الكافيين بشكل مكثف ووجد أنه يؤدي على الدوام إلى تحسين جوانب مختلفة من وظائف المخ، بما في ذلك تحسين المزاج، والشعور باليقظة، والتنبه وسرعة رد الفعل، و تحسين الذاكرة.
لا يحتوي على نسبة كبيرة من الكافيين كما القهوة، ولكن الكمية التي يحويها من الكافيين تكون كافية لإنتاج الاستجابة الإيجابية دون التسبب في التأثيرات السلبية الأخرى الناتجة عن تناول كمية زائدة من الكافيين، فهناك مخاوف من أن تناول كميات مفرطة من الكافيين يُزيد من مخاطر الجفاف والقلق والصداع واضطرابات النوم.
كثير من الناس يقولون إنه يُزودهم بطاقة أكثر استقراراً وإنتاجية من تلك التي تُزودهم بها القهوة.
3- فوائد للريجيم فهو يُزيد من حرق الدهون ويُحسن الأداء البدني:
إذا نظرت إلى قائمة مكونات أي مُكمل مُخصص لحرق الدهون، فمن المحتمل أن تجد الشاي الأخضر هناك، وذلك لأنه أظهر قدرته على زيادة حرق الدهون، وقد وجدت العديد من الدراسات أن الفلافونيدات والكافيين فيه يمكن أن يساعدا على زيادة معدل الأيض، وعملية الأيض هي العملية التي تتيح للجسم تحويل ما تأكله وتشربه إلى طاقة، وعدم تحويلها إلى دهون وتخزينها في الجسم.
وأظهرت إحدى الدراسات أن أولئك الذين تناولوا الشاي الأخضر والكافيين فقدوا 2.9 رطل في المتوسط خلال 12 أسبوعاً، مع الحفاظ على النظام الغذائي المُعتاد، ووجد أن تناوله يُزيد إنتاج السعرات الحرارية بنحو 100 سعرة حراري خلال فترة 24 ساعة.
لست بحاجة إلى شرب الكثير منه لمساعدتك على إنقاص الوزن، عليك على الأقل تناول 2.5 كوب من في اليوم الواحد.
بعض أنواعه أفضل لفقدان الوزن من غيرها، فمثلاً يُعتبر شاي ماتشا الأخضر من أفضل أنواع الشاي الأخضر الغنية بالمواد المغذية ومضادات الأكسدة، والتي تأتي بنتائج جيدة في أمر فقدان الوزن.
4- الشاي الأخضر والوقاية من السرطان
وفقاً للمعهد الوطني للسرطان، ثبت أن مادة البوليفينول فيه تُقلل من نمو الورم في الدراسات المختبرية والحيوانية وقد تحمي من الأضرار التي تسببها الأشعة فوق البنفسجية.
ففي البلدان التي يكون فيها استهلاكه مرتفعاً، تميل معدلات الإصابة بالسرطان إلى الانخفاض، ولكن يصعب معرفة ما إذا كان هو الذي يمنع الإصابة بالسرطان في هذه المجموعات السكانية أو غيره من أنماط الحياة الصحيّة الأخرى.
كما أظهرت بعض الدراسات الآثار الإيجابية للشاي الأخضر على الأنواع التالية من السرطان: الثدي، المثانة، المبيض، القولون، المريء، الرئة، البروستات، المعدة.
ويعتقد الباحثون أن ارتفاع مستوى البوليفينول في الشاي الأخضر يساعد على قتل الخلايا السرطانية ومنعها من النمو، ومع ذلك، فإن الآليات الدقيقة التي يتفاعل بها الشاي مع الخلايا السرطانية غير معروفة، وفي الوقت نفسه لم تتوصل دراسات أخرى إلى أنه يمكنه أن يقلل من مخاطر الإصابة بالسرطان.
يختلف مقدار الشاي المطلوب تناوله للوقاية من السرطان أيضاً بشكل كبير في الدراسات، فيتراوح ما بين كوبين إلى 10 أكواب في اليوم.
5- فوائد الشاي الأخضر للقلب
توصلت دراسة نُشرت عام 2006 في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية إلى أن استهلاك الشاي الأخضر يرتبط بخفض معدل الوفيات، خاصةً الوفاة المُرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
اتبعت الدراسة أكثر من 40000 مشارك ياباني تتراوح أعمارهم بين 40 و 79 عاماً، لمدة 11 عاماً، بدءاً من عام 1994، وقد كان المشاركون الذين تناولوا 5 أكواب على الأقل يومياً أقل عرضة للإصابة بالموت خاصةً من أمراض القلب والأوعية الدموية، مقارنةً بأولئك الذين شربوا أقل من كوب واحد يومياً.
الشاي الأخضر وضغط الدم
يشير الباحثون أن له فوائد في انخفاض ضغط الدم، ومع ذلك وجدت دراسات أخرى، أن الكافيين الذي يحتوي عليه قد يُسبب ارتفاعاً مؤقتاً في ضغط الدم بسبب المعدل السريع الذي يمتصه الجسم.
وتشير دراسات إلى أن استهلاكه يتسبب في حدوث زيادات طفيفة في ضغط الدم بين المشاركين في الدراسة، ومع ذلك، لم تعتبر الزيادة كبيرة بما يكفي لإثارة مخاوف صحية خطيرة، ومن هنا قد لا يكون الشاي الأخضر هو الطريقة الأكثر موثوقية أو الأكثر أماناً لتنظيم ضغط الدم.
بناء على عدة تجارب تضمنت أكثر من 1500 مشارك، وُجد أن استهلاكه يتسبب في انخفاض كبير في ضغط الدم الانقباضي، بينما لم تكن التأثيرات على ضغط الدم الانبساطي كبيرة.
وأشارت الدراسات إلى أن التأثيرات القصوى للشاي الأخضر قد حدثت عندما كان المدخول اليومي حوالي 5-6 أكواب شاي أخضر يومياً.
الشاي الأخضر والحمل
لا توجد نصيحة رسمية تقول أنه يجب عليكِ التوقف عن شرب الشاي الأخضر أثناء الحمل، لذلك لا ضرر في الاستمتاع بكوب أو اثنين، ومع ذلك، يجب ألا تُكثري من تناوله، لأنه يحتوي على كمية من الكافيين، وهي المادة التي يجب أن تكوني حذرة بشأن الكمية التي تدخل منها إلى جسدكِ أثناء الحمل.
كمية الكافيين المسموح بها خلال فترة الحمل هي 200 ملليغرام من الكافيين يومياً، أي ما يُعادل ثلاثة أو أربعة فناجين ، لكن هذه هي كل الكمية المسموح بها فلا تتناولي بعد ذلك كوباً من الشاي الأسود أو القهوة لأنهما يحتويان على كافيين أيضاً.
كذلك فإن شرب كمية كبيرة منه قد يمنعكِ من امتصاص حمض الفوليك بشكل صحيح، ويُعدّ حمض الفوليك أحد العناصر الغذائية المهمة، خاصةً خلال الأسابيع الـ 12 الأولى من الحمل، ولأن الشاي الأخضر يُقلل من امتصاص حمض الفوليك، فإن شرب الكثير منه خلال الحمل قد ارتبط بزيادة خطر حدوث عيوب في الأنبوب العصبي عند الأطفال.
الشاي الأخضر على الريق
على الرغم من أن التجارب والدراسات لم تُحدد بعد مدى فاعلية شرب الشاي الأخضر على معدة فارغة، لكن هناك العديد من التجارب والشهادات من الأشخاص الذين يمارسون هذا الروتين، والتي اتضح منها تحقيقه لعدة فوائد منها:
– يمكنه مُساعدة الجهاز الهضمي بشكل أفضل حينما تكون المعدة فارغة.
– واحدة من أبسط الطرق للتخلص من الكوليسترول السيئ هو شرب كوب في الصباح الباكر على معدة فارغة.
– الشعور بالحيوية ومُكافحة التعب، هو غني بالماغنيسيوم والزنك والكروم وكل مادة من هذه المواد جيدة لتدفق الدم، ومن المهم أن تشعر بالحيوية في الصباح وهذا هو بالضبط ما يُقدمه.
– الوقاية من الأمراض الطبيعية وتعزيز جهاز المناعة، له خصائص قوية مضادة للفيروسات والجراثيم.
أضرار الشاي الأخضر
يُعتبر الشاي الأخضر آمناً بشكل كبير بالنسبة لمعظم البالغين عند تناوله كمشروب بكميات معتدلة، لكن لدى بعض الناس قد يسبب بعض الأضرار مثل:
اضطراب في المعدة وإمساك، كذلك تم الإبلاغ عن مستخلصات للشاي الأخضر تسبب مشاكل في الكبد والكلى في حالات نادرة، فيحتوي على مادة كيميائية مرتبطة بإصابة الكبد عند الإفراط في تناوله بجرعات عالية.
كا أنه غير آمن عندما يؤخذ بجرعات عالية، حينها يمكن أن يُسبب آثاراً جانبية بسبب الكافيين، تتراوح هذه الآثار الجانبية من خفيفة إلى خطيرة وتشمل الصداع، العصبية، مشاكل النوم، القيء، الإسهال، عدم انتظام ضربات القلب، الدوخة.
حبوب الشاي الأخضر
حبوب الشاي الأخضر هي مُكمل غذائي كثيراً ما يُستخدم أثناء فترات الحميّات الغذائية المُختلفة، وغالباً ما توصف مُكملات الشاي الأخضر كعلاج طبيعي لعدد من المشاكل الصحية.
تحتوي هذه المكملات الغذائية على خلاصة الشاي الأخضر، بفوائده المعروفة، وغنى تركيبته بالمواد الغذائية و بمضادات الأكسدة.
يحتوي العديد من ملاحق الشاي الأخضر أيضاً على الثيانين، وهو حمض أميني يُعتقد أنه ينتج تأثيراً مُهدئاً.
بعض الذين لا يحبون مذاقه يحصلون على فوائده من خلال تناول حبوب الشاي الأخضر، فيُمكنهم من خلال كبسولة الحصول على الفوائد العديدة للشاي الأخضر