إن معدل ضغط الدم لديك ليس مرتبطاً فحسب بتكوينك الجيني (التاريخ العائلي) ولكن له علاقة أيضاً بنمط حياتك مثل حميتك الغذائية وممارستك للتمرينات الرياضية وعادات النوم خاصتك.
يُدرك العديد من الأشخاص أن اتباع نظام غذائي يحتوى على نسب عالية من الدهون والملح والسكر، إلى جانب أن قلة النشاط البدني يمكن أن يؤثر على معدلات ضغط الدم.
لكن الخبراء يرغبون في تحذير الناس بشأن عادات أخرى قد يكون لها ذات التأثير على قراءات ضغط الدم، بحسب ما نُشر في موقع Healthline الأمريكي.
أصدرت جمعية القلب الأمريكية مؤخراً قائمة بعاداتٍ خفيةٍ من شأنها أن تؤثر على ضغط الدم لدى الأشخاص.
وتُعد مقاومة فرط ارتفاع ضغط الدم أمراً أساسياً منذ أن شُخّص حوالي 75 مليون أمريكي، أي أكثر من واحد بين كل ثلاثة بالغين، بارتفاع ضغط الدم، وفقاً لما ذكرته مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها.
استخدام أدوية دون وصفات طبية
قد يشهد الأشخاص الذين يُفرطون في تعاطي عقاقير دون وصفة من الطبيب لمعالجة الأوجاع والآلام الطفيفة ارتفاعاً كبيراً في معدل ضغط الدم لديهم.
وبإمكان العقاقير التي تؤخذ دون وصفة، بما فيها العقاقير المضادة للالتهابات مثل نابروكسين (Aleve) وأيبوبروفين (Advil)، أن تُرفع معدل ضغط الدم. فيما يقل احتمال أن يتسبب عقار مثل الأسيتامينوفين (Tylenol) في ارتفاع ضغط الدم.
ومن المعروف أيضاً أن العديد من مضادات الاحتقان التي تُؤخذ دون وصفات طبية تتسبب في ارتفاع ضغط الدم.
وقد تتسبب أيضاً العقاقير التي تؤخذ وفق وصفة طبية في ارتفاع ضغط الدم ومنها تلك الأدوية التي تُصرف لعلاج الأمراض العقلية والنفسية، وأدوية منع الحمل التي تُؤخذ عن طريق الفم، والأدوية المُثبطة للمناعة، وأدوية السرطان، والمُنشطات.
ورُغم ذلك يُوصي خبراء الطب بألا يتوقف هؤلاء الذين يتناولون مثل هذه العقاقير عن تناولها دون استشارة طبيبهم.
استهلاك الكافيين والكحول يومياً
يُمكن أيضاً أن يُساهم استهلاك كل من الكحول والكافيين في ارتفاع ضغط الدم.
ويوصى بتقليل استهلاك الكافيين إلى ما دون 300 ملليغرام (ملغ)، أو ما يُعادل حوالي كوبين إلى ثلاثة من القهوة في اليوم الواحد، مما يُساعد على تلافي ارتفاع ضغط الدم إلى مستويات حرجة.
وقالت الدكتورة إليزابيث أ.جاكسون، الحاصلة على ماجستير في الصحة العامة والأستاذة بقسم أمراض القلب والأوعية الدموية بكلية الطب جامعة ألاباما الأمريكية، لموقع Healthline الأمريكي إنه يجب ألا يزيد شرب الكحول يومياً عن "كأس واحد للنساء وكأسين للرجال".
وقال الدكتور ساتجيت بهوري، اختصاصي أمراض القلب بمستشفى لينوكس هيل الواقعة في ولاية نيويورك الأمريكية، إن "مستخلص الشاي الأخضر والمنتجات الأخرى التي تحتوي على الكافيين مثل الماتشا تُساهم جميعها في زيادة الأدرينالين في دم المريض".
ومضى قائلاً إن هذه المنتجات "تستهدف أن تُبقي الإنسان أكثر يقظة، وعند فعلها ذلك فإنها تتسبب في رفع معدل ضغط الدم إلى مستويات شديدة الخطورة".
المكونات والمكملات الغذائية
يؤدي استهلاك المكملات الغذائية وبعض التوليفات من الأطعمة والأدوية عندما تُأخذ معاً أيضاً إلى ارتفاع ضغط الدم. فليست كل المكملات الغذائية التي تُصنف على أنها "مكملات طبيعية" تُعتبر آمنة.
ومثالاً على ذلك المكملات العشبية والعلاجات المنزلية التي يدخل في صنعها مكونات مثل العرقسوس، بإمكانها أن تؤدي إلى فرط ارتفاع ضغط الدم.
إضافةً إلى أن الأطعمة التي يزيد فيها استهلاك الجبن، واللحوم المعالجة وحتى بعض منتجات الصويا قد تحتوي على مُعدلات مرتفعة من إنزيم التيرامين.
ويمكن لتلك المادة أن تتفاعل مع مضادات الاكتئاب مثل مثبطات مونوامين أوكسيديز (MAOIs)، مما ينتج عنه حدوث نوبات ارتفاع في ضغط الدم.
القراءات الخاطئة لضغط الدم
قد يعاني بعض الأشخاص من ارتفاع ضغط الدم بسبب "متلازمة المعطف الأبيض"، التي تحدث عند قراءة ضغط الدم في عيادات الأطباء نتيجة الشعور بالقلق مما يؤدي إلى تسجيل قراءات مرتفعة لمعدل ضغط الدم.
ويمكن لهذه القياسات أن تُعطي للطبيب تصوراً خاطئاً عن حدوث حالة فرط ارتفاع في ضغط الدم، وهذا يعني أنه قد ينتهي الأمر بالشخص إلى تناول عقاقير غير ضرورية لضغط الدم.
ولتجنب هذا الأمر، يُمكن للناس أخذ قراءات ضغط الدم في المنزل، ثم مقارنتها بالقياسات التي أُخذت في عيادة الطبيب.
وقالت الدكتورة إليزابيث جاكسون: "إذا ارتفعت أرقام قراءة ضغط الدم في عيادة الطبيب عن أي مكان آخر، فإن أخذ قراءة ضغط الدم في المنزل يُمِدّ المريض ومقدمي الرعاية الصحية لهم بصورة دقيقة عن معدل ضغط الدم في بيئة طبيعية".
وللحصول على قراءة دقيقة قدر الإمكان في المنزل، قِسْ معدل ضغط الدم باستخدام جهاز مراقبة مُتنقل ذي مقياسٍ دقيقٍ وبه بطاريات جيدة.
كي تُعد نفسك لقراءة ضغط الدم، فعليك بإفراغ المثانة، وتجنّب شرب السجائر أو الكافيين لمدة 30 دقيقة قبل القياس، ثم اجلس بهدوء لبضع دقائق قبل القراءة.
كيف تعرف أنك في مأزق؟
وفقاً لما أوردته تقارير مركز مراقبة الأمراض والوقاية منها ففي عام 2014 كان لارتفاع ضغط الدم اليد العليا في أكثر من 410 آلاف حالة وفاة في أمريكا، أو ما يقرب من 1,100 حالة وفاة يومياً، سواء كسبب رئيسي أو مُساهم.
وبمقتضى الدلائل الإرشادية الحالية، فإن ضغط الدم الطبيعي لديه رقم انقباضي (القراءة العليا) أقل من 120 مم زئبقي وآخر انبساطي (القراءة السفلى) أقل من 80 مم زئبقي.
وتحدث المرحلة الأولى من فرط ضغط الدم عندما تتراوح القراءة الانقباضية بين 130 إلى 139، وتتراوح الانبساطية بين 80 إلى 89. في حين يكون المريض في المرحلة الثانية عند وصول الضغط الانقباضي إلى أعلى من 140 والانبساطي إلى 90 أو أعلى.
وذكر الدكتور ساتجيت أنّه إذا وصل معدل الضغط الانقباضي إلى أعلى من 180 والانبساطي إلى أعلى من 120، وأحسست بألمٍ في الصدر، أو دوارٍ، أو ضيق في التنفس، فهذه أعراض أزمة طارئة من فرط ضغط الدم.
وينصح أيّ شخص يتعرض لهذا أن "يتوجه مباشرة إلى أقرب غرفة طوارئ، إذ إن خطر الإصابة بالسكتة أو النوبة القلبية مرتفع للغاية".
خطورة ارتفاع ضغط الدم
إنَّ ارتفاع ضغط الدم هو أحد العوامل المساهمة في حدوث العديد من الحالات الصحية الخطرة.
وفقاً لتقارير مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها فإن:
- من بين كل 10 أمريكيين ممن أُصيبوا بأزمة قلبية للمرة الأولى، فإن 7 منهم لديهم ارتفاع في ضغط الدم.
- ومن بين كل 10 أمريكيين مممن أصيبوا بجلطةٍ دماغيةٍ للمرة الأولى، فإن ما يقرب من 8 منهم يُعانون أيضاً من ارتفاع ضغط الدم.
- فيما يرتبط قصور القلب المزمن بارتفاع ضغط الدم في حوالي 7 من كل 10 أميركيين.
وقال ساتجيت: "يُعرف فرط ارتفاع ضغط الدم بالقاتل الساكن. إذا لاحظ المريض ارتفاعاً في ضغط الدم، فعليه باستشارة طبيب الرعاية الصحية الأولية والذي يُمكنه حينها بناءً على تقييمه إرساله إلى طبيب مختص بأمراض ارتفاع ضغط الدم."
وأضاف: "يُمكن تقليل خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية إذا ما تمت السيطرة على ضغط الدم المرتفع وضبطه مبكراً."
بالإضافة إلى التوصيات المذكورة أعلاه، فإن جمعية القلب الأمريكية توفر هذه المصادر للناس للاطلاع عليها وهي: اقتراحات لأشياء بسيطة يمكنك القيام بها لتقليل ضغط الدم، معلومات عن أدوية لضغط الدم، ونصائح للحد من تناول الصوديوم والملح.