تُمثل آلام الدورة الشهرية أوقاتاً عصيبة وكابوس من الألم المُنتظر للفتيات والنساء، وتتراوح ما بين آلام طفيفة إلى تقلصات شديدة مستمرة، تشمل تشنجات في أسفل الظهر، والبطن، والفخذين. قد يصاحب هذه الآلام دوخة، وصداع، وأحياناً شعور بالغثيان.
تُعرف آلام وتشنجات الرحم التي تحدث خلال الدورة الشهرية باسم "عسر الطمث الأولي"، ويحدث نتيجة ارتفاع إنتاج مستقبلات البروستاغلاندين prostaglandins التي ينتجها الرحم فتؤدي إلى تقلصه.
عندما تكون تقلصات الرحم قوية، يتوقف تدفق الدم إلى الرحم مؤقتاً، مما يحرم عضلة الرحم من الأكسجين، فتحدث التشنجات وتصحبها آلام شديدة.
علاجات منزلية تخفف من آلام الدورة الشهرية
تلجأ العديد من الفتيات والسيدات إلى تناول المسكنات للحدِّ من آلام الدورة الشهرية، ولكن من الأفضل اللجوء إلى الممارسات الأخرى التي يمكنها تقليل آلام وأعراض الدورة الشهرية، ومنها:
– المكملات الغذائية: تشير بعض الأبحاث إلى أن المكملات الغذائية الطبيعية التي تحتوي على أحماض أوميغا 3، والمغنيسيوم قد تقلل من آلام الدورة الشهرية.
– تناول الزبادي: فالأطعمة الغنية بالكالسيوم ضرورية جداً للنساء خلال فترة الدورة الشهرية، وكذلك يجب تناول الأطعمة الغنية بفيتامين "د" كالسلمون والرنجة، حيث يعمل فيتامين "د" على تقليل آلام الدورة الشهرية.
– تقليل الدهون وزيادة الخضراوات: فتقليل الدهون يقلل من المستويات الكلية للالتهاب في الجسم، ويقلل من آلام الدورة الشهرية.
– الاسترخاء: ففي حين أن الإجهاد والتوتر العاطفي قد يزيد من آلام الدورة الشهرية، يمكن للتأمل وتمارين الاسترخاء أن تقلل من شدتها.
– التوقف عن التدخين والكحوليات: فهذه المواد تجعل آلام التشنجات أسوأ بكثير.
– التسخين: عند وضع شيء ساخن على منطقة البطن، أو الاستحمام في حوض ماء ساخن يساعد على تخفيف الآلام.
– ممارسة النشاط البدني: وخاصة اليوغا قد يخفف من آلام الدورة الشهرية.
فوفقاً لدراسة نشرت في أكتوبر/تشرين الأول 2017، فإن النساء اللاتي مارسن اليوغا 30 دقيقة في اليوم، يومين في الأسبوع، لمدة 12 أسبوعاً في المنزل أصبحت آلام الحيض لديهم أقل.
الآلام الشديدة تتطلب استشارة الطبيب فأسبابها قد تكون خطيرة
يمكن التخلص من آلام وأعراض الدورة الشهرية عبر تناول المسكنات، أو الراحة، ولكن قد تكون الآلام شديدة جداً، ولا تجدي معها هذه الطرق نفعاً.
وقد يكون هذا علامة وجود مشكلة خطيرة تتطلب استشارة الطبيب. وهناك بعض الحالات المعروفة التي تُسبب آلاماً وتشنجات مؤلمة:
– بطانة الرحم المهاجرة Endometriosis
يحدث الانتباذ البطاني الرحمي، أو كما يعرف ببطانة الرحم المهاجرة، نتيجة نمو النسيج الذي يبطن الرحم من الداخل (بطانة الرحم) في خارج الرحم.
في حالة بطانة الرحم المهاجرة، غالباً ما تنمو الأنسجة في المبيضين، وقناتي فالوب، والنسيج المبطن للحوض، ونادراً ما تنمو الأنسجة ما بين أعضاء منطقة الحوض.
تسبب بطانة الرحم المهاجرة آلاماً في منطقة الحوض، وتزداد معها آلام وتقلصات الدورة الشهرية في منطقة الحوض، والبطن، وأسفل الظهر.
عندما لا تُعالج بطانة الرحم المهاجرة قد تؤدي إلى حدوث الالتصاقات، والتهابات مزمنة، وتراكم أكياس دموية، ونزيف داخلي، مما يتسبب في حدوث آلام شديدة.
– العضال الغدي Adenomyosis
تنشأ حالة العضال الغدي عندما يتواجد النسيج المبطن للرحم (بطانة الرحم) على الجدار العضلي للرحم وينمو فيه. وتشبه حالة بطانة الرحم المهاجرة، إلا أن نمو البطانة يكون داخل أعماق عضلة الرحم.
يسبب العضال الغدي دورة شهرية غزيرة ومؤلمة، وفي الغالب تبدأ أعراضها بعد إنجاب الأطفال، إلا أنها قد تحدث لدى المراهقات أيضاً. ويختفي العضال الغدي بعد انقطاع الدورة الشهرية في سن اليأس.
يمكن معرفة الفرق بين الحالتين من الأعراض، فالعضال الغدي يسبب آلاماً مبرحة أثناء الجماع، ويمكن أن يستمر الألم ليوم أو اثنين.
– الأورام الليفية الرحمية Uterine Fibroids
تعاني العديد من النساء من وجود الأورام الليفية الرحمية، ولكن معظمهن لا يعانين من أي أعراض، وقد لا يكتشفن وجودها من الأساس، فيتراوح حجم هذه الأورام الليفية الرحمية من أورام ميكروسكوبية إلى أورام كبيرة يمكنها تشويه شكل الرحم.
يمكن لهذه الأورام الليفية أن تسبب زيادة في كمية النزيف، وشدة الآلام المصاحبة للدورة الشهرية. فتسبب الأورام الليفية الرحمية آلاماً في الحوض نتيجة الضغط عليه، وآلاماً في الظهر، وقد تسبب طول فترة الدورة الشهرية.
لا تتطور الأورام الليفية الرحمية على أورام سرطانية إلا في حالات نادرة جداً.
– اللولب النحاسي Copper IUD
يعد اللولب النحاسي أحد أشهر وسائل منع الحمل، ويوضع داخل الرحم، ويتسبب السلك النحاسي الموجود في اللولب في تثبيط الحيوانات المنوية ومنع تلقيح البويضات، ويدوم لمدة قد تصل إلى 10 أعوام.
يتسبب اللولب النحاسي في حدوث دورة شهرية ثقيلة وشديدة الألم، وقد يؤدي إلى حدوث نزيف بين الدورات الشهرية.
– مرض التهاب الحوض Pelvic inflammatory disease
هذا المرض عبارة عن عدوى في الجهاز التناسلي الأنثوي الذي يحدث عادة بسبب العدوى المنقولة جنسياً، تنتشر البكتيريا المسببة للمرض من المهبل إلى الرحم وقناتي فالوب والمبيضين.
إذا تُرك دون علاج يمكن أن تسبب التهاباً، وتندباً، وتشنجات مؤلمة في الدورة الشهرية، والعقم. ويحدث مرض التهاب الحوض حينما تتسبب العدوى في خلق أنسجة ندبات، والتصاقات في منطقة الحوض.
خلال فترة الدورة الشهرية تؤثر الهرمونات على الرحم، بما في ذلك الالتصاقات والندبات، مما يزيد من الالتهاب والنزيف والألم.
– عيوب الرحم uterine defects
هناك بعض النساء يكون لديهن شذوذات هيكلية، يمكن أن تتسبب في حدوث تشنجات الدورة الشهرية وقد تصل إلى العقم أحياناً.
هذه التشوهات تكون خلقية وتحدث منذ تخلق الجنين، وقد تكون سبباً فيما بعد لحدوث العقم، وتتسبب في حدوث آلام شديدة خلال الدورة الشهرية.
تشمل عيوب الرحم عدة حالات منها الرحم المزدوج uterus didelphys، والحاجز الرحمي septate uterus، ورحم أحادي القرن unicornuate uterus، ورحم ثنائي القرن Bicornuate uterus.