عندما تصف الجمعية الأمريكية لطب الأسنان ظهور الأسنان لدى الأطفال، فهي تعرض الأسنان في شكل مخلوق صغير وسعيد من الرسوم المتحركة. ولكن لسوء الحظ، ليست العملية ممتعة بالنسبة للأطفال الرُضَّع كما تُصوَّر.
طبقاً لما نشره موقع Woman's Day الأمريكي، تقول الدكتورة لاكويا فينسون، المتخصصة بجراحة الأسنان في مستشفى ريلي للأطفال بإنديانابوليس في ولاية إنديانا: "التسنين هو تلك العملية التي تبدأ فيها أسنان بالظهور من لثة الأطفال".
وبالفعل، قد يمر طفلكِ بوقت مؤلمٍ للغاية، لذلك قد ترغبين في الانتباه إلى التقويم، لتتمكني من توقع تاريخ حدوث ذلك.
ينمو كل طفل بشكل مختلف، لكن نمو أسنانه الـ20 الرئيسة يحدث بشكل عام بين سن 3 أشهر وسن 3 أعوام.
تقول الدكتورة سارا بودي، طبيبة الأطفال المتنقلة بمستشفى نيشنوايد للأطفال في كولومبوس بولاية أوهايو:
"قد تبدأ مرحلة ما قبل التسنين، قبل عدة أسابيع من اختراق الأسنان للثة. بعد ذلك -وهو أمر مؤسف بالنسبة لجدول نوم الوالدين– ستستمر هذه العملية خلال الأعوام التي يتعلم فيها الطفل المشي، حين تبدأ الأضراس الخلفية في البزوغ".
عادة ما تكون فترة ما قبل التسنين هيِّنة إلى حدٍّ ما، وقد لا تظهر خلالها أي علامات غير مألوفة. تقول الدكتورة ليزا لويس بفورت، طبيبة الأطفال في فورت وورث بولاية تكساس: "تتألف هذه المرحلة من سيلان اللعاب الخفيف، والمضغ، والبكاء العشوائي".
علامات التسنين في طفلك
تقول الدكتورة لويس: "يبدأ طفلك في التسنين بجدية عندما "يخترق السن الأول اللثة". وبعيداً عن هذا النظرة الخاطفة لهذا المينا البيضاء، هناك علامات وأعراض أخرى للتسنين من ضمنها:
- زيادة سيلان اللعاب.
- زيادة وضع الأصابع في الفم.
- تورم ولين اللثة
- مضغ الأشياء أكثر من المعتاد.
- انخفاض الشهية.
- زيادة البكاء.
- الحمى الخفيفة.
- مشاكل النوم.
وتقول فينسون: "أحياناً، قد تلاحظين ظهور منطقة زرقاء في لثة الطفل. هذا هو ما يسمى الورم الدموي، وهو عبارة عن تجمُّع من الدم والسوائل حول الأسنان البازغة. وهو أمر طبيعي يزول بمجرد مرور السن من اللثة".
يُعاني بعض الأطفال خلال التسنين ألماً أكبر من غيرهم، يترافق مع مجموعة واسعة من الأعراض المذكورة.
في حين أن البعض الآخر قد لا يعاني أية أعراض على الإطلاق. وهو بالتأكيد، يدخرها لمزيد من الأسنان.
توضح بريدجيت ويلكر، الأستاذة المساعدة في برنامج التمريض على الإنترنت الذي تقدِّم جامعة برادلي، وممرضة العائلة الممارسة في مدينة بيوريا بولاية إلينوي، أن الأضراس -التي تتأخر في العادة- قد تتسبَّب في أعراض أكثر من القواطع؛ لأنها أكبر حجماً.
تضيف لويس:
"والمثير للاهتمام أن بزوغ السن قد يساعد في تقليل الأعراض، على الرغم من أن سناً أخرى توشك على الخروج! فأغلب الأسنان تثور في أزواج".
كيف تخففين عن طفلكِ في أثناء التسنين؟
أهم شيء هو أن تحتفظي بهدوئك. تقول بودي: "يمر جميع الأطفال تقريباً بهذه المرحلة دون مشاكل. وعندما يصبح البكاء أكثر من المعتاد، يمكنك تدليك لثته بلطف، أو إعطاؤه حلقة التسنين".
وبالنسبة لبودي، أفضل حلقة تسنين مؤقتة هي المنشفة المبللة المجمدة؛ إذ إنها آمنة وبسيطة، ويمكن استخدامها من جديد بعد غسلها.
حيث تشير ويلكر إلى أن خطوة المجمد خطوة حاسمة، حيث تقول: "قد تسكِّن الأشياء الباردة الألم مع تدليك اللثة. وأوصي بتجنب عقود التسنين؛ لأنها قد تتسبب في الاختناق".
وقد يصف بعض الأطباء أيضاً جرعة صغيرة من الأيبوبروفين (موترين، وأدفيل) أو من الأسيتامينوفين (تايلينول) لمواجهة الألم.
ولكن يتفق خبراؤنا على أنه لا ينبغي الإفراط في استخدام هذه الأدوية. ولا تستخدمها إلا بعد التشاور مع طبيب طفلك.
كيف تعرفين إن كانت هناك مشكلة؟
بما أن التسنين عملية طبيعية خلال نمو الطفل، تقول بودي: "قد تشمل العلامات التحذيرية أعراض التدهور".
قم بزيارة طبيب طفلك إذا ظهرت الأعراض التالية:
- حمى بدرجة حرارة أعلى من 38 درجة مئوية.
- سيلان الأنف فترات طويلة.
- الإسهال الحاد.
- ظهور قرحات أو التهابات الفم، وهو ما قد يكون علامة مَرَضية.
- شد كلا الأذنين، وهي علامة محتملة على عدوى الأذن.
- صعوبة التنفس أو السعال المزعج.
تقول لويس: "في النهاية، لا تتوتري إذا بدأ طفلك في التسنين متأخراً بعض الشيء عن أقرانه". وتضيف:
"فالتسنين المتأخر لا يرتبط عادة بمشاكل صحية، بل إن الأطفال الذين يُنبتون أسناناً متأخرين يتاح لتسوُّس الأسنان وقت أقل لكي يصيب أسنانهم قبل أن تسقط".