توجد بهما بكتيريا سامة لا تموت بالتسخين.. احذر تناول الأرز والمعكرونة المُعدَّين قبل 5 أيامٍ قد تكون مُميتة

الأزر أو المعكرونة أطعمة قد تبدو غير ضارة، رُبما عليك إعادة التفكير بشأنها بعد مرور5 أيام من طهيها، فستحتوى على بكتيريا العصوية الشمعية أو (B. cereus).

عربي بوست
تم النشر: 2019/02/23 الساعة 11:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/04/07 الساعة 10:53 بتوقيت غرينتش
Dinner customer having a bad experience feeling sick

الجميع يعلم ضرورة التخلُّص من اللحم في حال تُرِكَ على الطاولة لفترةٍ طويلة للغاية، ولكن ماذا عن الأرز أو المعكرونة؟

في حين أنَّ الأطعمة مثل الأزر أو المعكرونة قد تبدو غير ضارة، رُبما عليك إعادة التفكير بشأنها بمجرد سماعك عن بكتيريا العصوية الشمعية أو (B. cereus).

إنَّها ليست جرثومة نادرة على نحوٍ خاص؛ إذ تعيش بكتيريا B. Cereus في أي مكانٍ متاح، سواء كان في التربة أو على أسطح الطعام، أو في داخل الأمعاء.

B. Cereus.. البكتريا الضارة

بحسب ما نشره موقع Science Alert الأسترالي أوضحت أنوكريتي ماثور، الباحثة في مجال التكنولوجيا الحيوية في جامعة أستراليا الوطنية، لدورية Science Alert العلمية: "أنَّ البيئات الطبيعية المعروفة لبكتيريا B. Cereus واسعة النطاق.

وتتضمَّن التربة والحيوانات والحشرات والغبار وكذلك النباتات. ويحدث أن تتكاثر البكتيريا بالاستفادة من المُغذيات الموجودة في المنتجات الغذائية، وتشمل الأرز ومنتجات الألبان والتوابل والأطعمة المُجففة إلى جانب الخضراوات".

بعض السلالات من هذه البكتيريا تكون نافعة مثل بكتيريا بروبيوتيك الحية (probiotics)، لكنَّ بإمكان البعض الآخر منها أن يُسبب لك حالة من التسمم الغذائي إذا هُيئت لها الظروف المناسبة لتنمو وتتكاثر، ومثالٌ على هذا تخزين الطعام في ظروفٍ غير ملائمة.

فضلاً عن أنَّها، في أسوأ السيناريوهات، يُمكن أن تؤدي إلى الوفاة، بحسب البحث المنشور في مجلة علم الأحياء الدقيقة – Nature Microbiology

حالات مُسجلة

ففي عام 2005، سُجِّلت واقعة مماثلة في دورية Journal of Clinical Microbiology، خمسة أطفالٍ من نفس العائلة أُصيبوا بالمرض من جرَّاء تناول سلطة معكرونة محفوظة منذ أربعة أيامٍ.

واستناداً إلى دراسة الحالة، أعدت سلطة المعكرونة يوم الجمعة، ليتناولوها في نزهةٍ خلوية اليوم التالي، وبعد العودة من تلك النزهة، وُضعت في الثلاجة حتى مساء يوم الإثنين، حينَ قُدِّمت على العشاء.

بدأ الأطفال في تلك الليلة بالتقيؤ، ومن ثمَّ نُقلوا إلى المستشفى. وللأسف تُوفي الطفل الأصغر من بينهم، وعانى طفلٌ آخر من الفشل الكبدي، لكنَّه نجا من الموت، فيما أُصيب الآخرون بتسمم غذائي أقل حدَّة وتمكنوا من علاجهم بالسوائل.

ويُفسِّر الباحثون الأمر بأنَّ "بكتيريا B. Cereus هي سبب معروف للأمراض المنقولة عن طريق الغذاء، لكنَّ العدوى التي يُسببها هذا الطُّفيل لا يشيع الإبلاغ عنها بسبب أعراضها التي عادةً ما تكون خفيفة أو مُعتدلة".

وحذَّروا كذلك من أنَّ وجود "حالةً خطيرة ترجع إلى قصور الكبد بعد تناول سلطة المعكرونة هو بمثابة وصف وشرح للخطورة المُحتملة".

الوفاة نادرة ولكن

ورغم أنَّ حالاة الوفاة تلك نادرة للغاية، فقد ذُكرت في الدوريات العلمية أكثر من مرة. ففي هذا الأسبوع، سلَّطت الأخبار الضوء على حالة قديمة أخرى نُشرت في  عام 2011.

وهي لطالب يبلغ من العمر 20 عاماً من بلجيكا، يُجهِّز وجباته الأسبوعية، كانت المعكرونة بالصلصة واحدةً من ضمن تلك الوجبات.  

كان قد طبخ المعكرونة قبل خمسة أيامٍ، ويُعيد تسخينها مع الصلصة. وفي ذلك اليوم، ترك طعامه عن غير قصدٍ على طاولة الطعام في المطبخ لفترةٍ زمنية غير مُحددة بعدما أُصيبَ بالإسهال، وآلام البطن، والقيء، تُوفي لاحقاً في الليل.

وأبرز رد على دراسة الحالة هذه حالتين أخريين لشخصين أُصيبا بالفشل الكبدي وتوفيا متأثرين ببكتريا B. Cereus، كانت حالة منهما لطفلٍ في الحادية عشرة من عمره، مات بعد تناوله المعكرونة الصينية (نودلز).

الأخرى لشاب عمره 17 عاماً، مات بعد تناول السباغيتي المحفوظة منذ أربعة أيامٍ.

والآن، قبل أن تمتنع عن تناول المعكرونة طيلة حياتك، نحتاج التأكيد على أنَّ معظم الأشخاص الذين يمرضون بسبب بكتيريا B. Cereus لا ينتهي بهم الحال بالإصابة بالفشل الكلوي. إذ عادةً ما يُصابون بحالة مُعتدلة للغاية من التسمم الغذائي.

التسخين لا يقتلها

تقول أنوكريتي: "من المهم أن نلاحظ أنَّ بكتيريا B. Cereus يُمكن أن تتسبب في حالاتٍ خطيرة وفتَّاكة، مثل تسمم الدم لدى الأشخاص المُصابين بنقص المناعة، والرضع، وكبار السن، والسيدات الحوامل".

وأضافت كذلك أنَّ "معظم الأفراد المُصابين تتحسَّن حالتهم بمرور الوقت دون تلقي أي علاجات. هؤلاء لا يذهبون إلى الطبيب ليحصلوا على تشخيصٍ"، وبالتالي لا يُبلغ عن تلك الحالات.

– ولكن كيف يُمكن أن تسبب تلك البكتيريا في الإصابة بالتسمم الغذائي، وهل هناك ما يمكننا فعله؟

تتَّسم بكتيريا B. Cereus بعادةٍ سيئة لإفراز السموم الخطرة في الطعام. وبعض تلك السموم، أو ما يُعرف باسم التوكسينات، من الصعب فعلياً التخلص منها بالحرارة المُنبعثة من جهاز المايكروويف.

ومثالٌ على هذا أنَّ بإمكان إحدى السموم المُفرزة التي تُسبب القيء، ويُطلق عليها توكسين القيء، أن تصمد أمام درجة حرارة تصل إلى 121 درجة مئوية (250 درجة فهرنهايت) لمدة 90 دقيقة. يحدث الأمر مع العديد من التوكسينات الأخرى.

آلية العمل والعلاج

وتشرح أنوكريتي مُتحدثة عن دراسة بحثية عن البكتيريا شاركت في إعدادها في العام الماضي 2018، قائلةً: "يتعرَّف جهاز المناعة على توكسين (haemolysin BL) الذي تفرزه بكتيريا B. Cereus، والذي يؤدي بدوره إلى حدوث الاستجابة الالتهابية.

أوضحت دراستنا البحثية أنَّ هدف تلك التوكسينات هو إحداث ثقوب في الخلية، مؤدية لموت الخلية وحدوث الالتهاب".

وكذلك حدَّد فريقها المشارك في الدراسة طريقتين يُمكننا من خلالهما مساعدة الجسم على تحييد تأثير توكسين haemolysin BL، ومن ثمَّ وقف التأثير المميت لبكتيريا B. Cereus. وتنطوي الطريقتان إما على منع تثبيط نشاط التوكسين، أو تقليل الالتهابات الناجمة عنه.

ورغم أنَّ نهجهم لا يزال في المراحل الأولى من البحث، يأمل الفريق في إمكانية استخدام تلك التقنيات في البكتيريا الأخرى المنتجة للتوكسين، مثل بكتيريا الإشريكية القولونية (E. Coli).

ولكن الأهم من ذلك هو ضرورة حفظ الطعام في الثلاجة، والاهتمام بالنظافة الصحية في المطبخ.

تقول أنوكريني: "من المهم أن يغسل الناس أيديهم بشكل سليم، فضلاً عن إعداد الطعام وفقاً للمبادئ التوجيهية الغذائية. وكذلك الحرص على تسخين الطعام المُتبقي بشكلٍ صحيح سيقتل معظم البكتيريا وتوكسيناتها".

علامات:
تحميل المزيد