توصلت دراسة فرنسية حديثة إلى أن تناول الطعام المعالج يؤدي إلى الوفاة المبكرة، وخصوصاً فائق المعالجة أو Ultra processed.
إذ عمل فريقٌ في فرنسا مع أكثر من 44 ألف شخص على دراسةٍ ممتدة منذ 2009، أخذت عنوان NutriNet-Santé.
إذ بحث العاملون عليها في مقدار ما تحتويه أنظمتهم الغذائية وسعراتهم الحرارية من الأطعمة "فائقة المعالجة".
والأطعمة المعالجة هي تلك المصنَّعة باستخدام مكونات وإضافات اصطناعية، مثل: الوجبات الجافة الجاهزة، والكعك، والبسكويت.
الطعام المعالج يؤدي إلى الوفاة
وبعد متابعة لأكثر من 7 سنوات، رصد الفريق 602 حالة وفاة، من بينها 219 حالة بسبب السرطان، و34 بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.
نُشِرَ البحث في دورية Jama Internal Medicine الطبية، وتوصل إلى أن هذه الوفيات تشيع أكثر فيمن يتناولون الأطعمة المعالجة.
وحسب الدارسين، كان الرابط واضحاً حتى بعد أخذهم في الاعتبار أن احتمالية الحرمان، والتدخين، والسمنة، والخلفية التعليمية الضعيفة أكبر بين من اعتادوا أكل الأطعمة فائقة المعالجة.
يحتوي على أملاح وسكر ودهون
يميل الطعام فائق المعالجة إلى أن يحتوي على سكر وملح ودهون مشبعة أكثر. وتستهلك فرنسا الأطعمة المعلبة والجاهزة بنسبة أقل من بقية الدول تبلغ 14% تقريباً من نظامها الغذائي.
أما في المملكة المتحدة، فقد كشفت The Guardian في العام الماضي (2018)، أن هذه النسبة تصل إلى النصف تقريباً.
أما العلماء الآخرون، فلم يكونوا متأكدين مما إذا كانت الدراسة تثبت علاقة بين الطعام فائق المعالجة والوفاة المبكرة أو لا، لكنهم اتفقوا على أن أغلب الأدلة تشير إلى أن الوجبات السريعة مضرة بالصحة.
البروفيسورة نيتا فوروهي، من وحدة علم الأوبئة في جامعة كامبريدج، قالت لصحيفة The Guardian: "إن الأدلة التي تدين الأطعمة فائقة المعالجة تتراكم، مع إضافة هذه الدراسة دليلاً جديداً مهماً على أضرار الأطعمة فائقة المعالجة على الصحة".
وقالت إن الأدلة كانت ناقصة، "لكننا نتجاهل هذه النتائج على حساب الصحة العامة".
ماذا تحتوي الأطعمة "فائقة المعالجة"؟
هي الفئة من الأطعمة التي تزود أجسامنا بنحو 50% من السعرات الحرارية.
تمر هذه الأطعمة عبر عمليات متعددة (قولبة، طحن، إلخ). تحتوي على بعض المكونات المضافة، وتتم معالجتها بشكل كبير.
ومن الأمثلة على ذلك، المشروبات الغازية والرقائق والشوكولاتة والحلوى والآيس كريم وحبوب الإفطار المحلاة والحساء المعلب ونقانق الدجاج والبطاطا المقلية، وغيرها الكثير.
وهذا يعني أن ما يقرب من نصف الطعام الذي نأكله كل يوم قد تغير بشكل كبير من حالته الأصلية، نتيجة إضافة الملح والسكر والدهون والمواد الحافظة والألوان الاصطناعية وغيرها.
يستهلكها أكثر ذوو الدخل المنخفض
وأضافت فوروهي: "الرسالة المهمة التي نخرج بها هنا هي أن استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة يعكس عدم المساواة الاجتماعية؛ فهي تُستهلك بشكل أكبر من أصحاب المدخول أو المستويات التعليمية المنخفضة، أو ممن يعيشون بمفردهم".
وتابعت: "تعد هذه الأطعمة جذَّابة بسبب انخفاض أسعارها، ولذتها بسبب السكر والملح والدهون المشبعة المرتفعة بها، مع كونها متوافرة بشكل كبير، ويتم التسويق لها بشدة، وجاهزة للأكل، ويمكن استخدامها على مدى فترة طويلة؛ بذلك فهي تبقى طويلاً. هناك الحاجة لمزيد من الجهود لمواجهة عدم المساواة".
وكلما زادت ارتفع خطر الموت
في حين قال بعض العلماء الآخرين إنه من الصعب الخروج بنتائج قاطعة من هذه الدراسة، لأن الأطعمة "فائقة المعالجة" المشمولة فيها كثيرة ومتنوعة بين الحساء المعلب، وألواح الشوكولاتة.
وقال الدكتور إيان جونسون، الباحث بمجال التغذية والحاصل على الزمالة الفخرية لمعهد Quadram للعلوم الحيوية: "طُبِّقَت هذه الدراسة الاستطلاعية بحرص على أفراد فرنسيين في منتصف العمر وأكبر، وعثرت على أرقام ذات دلالة احصائية على وجود علاقة بين الموت من أي سبب والارتفاع النسبي في استهلاك الأطعمة (فائقة المعالجة)".
وأضاف: "لتوضيح الأمر أكثر، على الرغم من أن خطر الوفاة خلال 7 سنوات من البحث كان أكبر بنسبة 15% تقريباً بين من يستهلكون مزيد من هذه الأطعمة، فإن الخطر في خلفية المجموعة ككل كان منخفضاً".