إذا كان فقدان الوزن هو هدفك في العام الحالي (2019)، فربما واجهت بعض التحديات بالفعل حتى الآن.
وذلك لأنَّ التزام نظامٍ غذائي صارم بسعرات حرارية محدَّدة ليس مهمةً سهلة في العصر الحديث، حيث تُعَد الأطعمة اللذيذة ذات السعرات الحرارية المرتفعة جذابةً ومتوافرة بسهولة.
وكذلك، فإنَّ ما يجعل اتِّباع نظامٍ غذائي أمراً صعباً للغاية هو استجابة أجسامنا السريعة للانخفاض في تناول الطعام، وعدم استجابتها للإفراط في تناوله.
وهذا أمرٌ مألوف للكثيرين ممَّن عانوا زيادةً فورية في الجوع عند اتِّباع نظام غذائي.
وقد جرَّب معظم الناس كذلك مدى سهولة الإفراط في تناول الطعام في أثناء فترات العطلات أو في مناسبات أخرى.
فعلى سبيل المثال، من المحتمل أن تحتوي وجبة طعام رئيسة في مطعم متكامل الخدمات على أكثر من نصف السعرات الحرارية التي ينبغي تناولها في يومٍ كامل.
الجسم يفشل في ضبط حساب السعرات الإضافية
أظهرت دراسةٌ جديدة نشرتها جامعة Cambridge، أن الإفراط في تناول الطعام نادراً ما يُكتشَف لدى البشر، حتى حين يزداد استهلاك الطاقة ليصبح أكثر مما ينبغي الحصول عليه بـ1000 سعر حراري.
ففي هذه الدراسة، لم يؤدِّ الإفراط في تناول الطعام أكثر بمرةٍ ونصف المرة من السعرات اليومية التي ينبغي تناولها، إلى تغيير شهية المشاركين.
وتم اختبار ذلك بملاحظة درجات الشهية ومستويات هرمونات معينة معروف أنَّها تُنظِّم الشهية، والتحقق أيضاً من كمية الطعام التي تناولها المشاركون في اليوم التالي.
وأظهرت النتائج التي توصلت إليها الدراسة، أنَّ الجسم يفشل في ضبط حساب هذه السعرات الحرارية الإضافية، وفق ما نشره موقع Science Alert
وهذا أمرٌ منطقي من منظورٍ تطوُّري، لأنَّه في البيئات ذات الوصول المحدود إلى الغذاء قديماً، عزَّز الإفراط في تناول الطعام -حين كان الغذاء متوفراً لأسلافنا- فرص بقائهم على قيد الحياة، بإبقائهم مزوَّدين بالطاقة حتى توافر الطعام مرةً أخرى.
ويوضِّح ذلك أنَّ الوعي بمعدلات الحصول على السعرات الحرارية أمرٌ مهم؛ لأنَّ فترات قصيرة من الإفراط في تناول الطعام يمكن أن تكون كافية لتسبب زيادة الوزن أو تعوق فقدان الوزن.
ويكتسب وزناً في الأعياد وعطلات نهاية الأسبوع
وفي الواقع، تشير بعض الأدلة إلى أنَّ الزيادة بفي وزن الجسم في أثناء فترة الأعياد تظل موجودةً طوال الفترة المتبقية من العام.
وقد تُسبِّب أيضاً الزيادات السنوية التراكمية في وزن الجسم.
وكذلك، فإنَّ الإفراط في تناول الطعام بعطلة نهاية الأسبوع يمكن بسهولة أن يلغي مكتسبات النظام الغذائي الصارم الذي اتُّبِعَ طوال أيام الأسبوع الأخرى.
لكنَّ فهم مدى سهولة الإفراط في تناول الطعام لا يعني أنَّ فقدان الوزن مستحيل.
بل يمكن أن يساعد ذلك في إنقاص الوزن، وذلك بزيادة الوعي بخيارات تناول الأطعمة عند اتِّباع نظام غذائي.
التمارين الرياضية أساسية للسيطرة على الوزن.. والجوع
على الرغم من ميل الجسم إلى اكتساب الوزن، فإنَّ اتِّباع نظام غذائي سليم وإجراء بعض التغييرات الصحيحة في نمط الحياة سيؤديان إلى فقدان الوزن والحفاظ عليه، إذا كان ذلك هو الهدف المنشود.
وغالباً ما يُهمل الأشخاص ممارسة الرياضة في سعيهم إلى "أفضل نظام غذائي لفقدان الوزن".
لكنَّ الحفاظ على نشاطك يظل مهماً إذا كنت ترغب في إنقاص الوزن، وخاصةً للحفاظ على فقدان الوزن على مرِّ فترات زمنية طويلة.
إذ بإمكان التمارين أن تُكمِل عمل التغييرات الغذائية، وتساعد على تقليل زيادة الشعور بالجوع التي تنشأ عن اتِّباع نظام غذائي فقط دون ممارسة الرياضة.
وهذا لأن التمارين لا تسبب زيادة في الجوع بالقدر نفسه الذي يُسبِّبه اتباع نظام غذائي، مع أنَّه أيضاً يُسبِّب نقصاً في مستويات الطاقة التي يحصل عليها الجسم من أجل فقدان الوزن.
بل يقل الجوع عند ممارسة التمارين الرياضية بوتيرةٍ مكثَّفة، إذ يساعد ذلك في التخلُّص من آلام الجوع التي تنشأ مع زيادة العجز في الطاقة.
وسُلِّط الضوء مؤخراً على أهمية ممارسة الرياضة للحفاظ على فقدان الوزن، في برنامج The Biggest Loser التلفزيوني الذي يُصوِّر مشاركين من الولايات المتحدة في مسابقةٍ لفقدان الوزن.
إذ كشف تتبُّع وزن المشاركين على مرِّ 6 سنوات بعد ظهورهم في البرنامج، أنَّ الأشخاص الذين حافظوا على فقدان وزنهم رفعوا نشاطهم البدني بنسبة 160%.
في حين أنَّ أولئك الذين ازداد وزنهم مرةً أخرى رفعوا نشاطهم البدني بنسبة 34% فقط.
يجب التحلِّي بالمرونة.. زيادة في الرياضة أو نقصاناً بالأكل
بغض النظر عن نهج النظام الغذائي الذي تختاره، فربما ستحتاج إلى درجةٍ من المرونة، لأنَّ معظم الأنظمة الغذائية تتطلب بعض الحلول الوسطى.
فإذا كنت مدعوّاً، على سبيل المثال، إلى حضور وجبةٍ بأحد المطاعم في مناسبة خاصة، أو كان هناك احتفالٌ بعطلةٍ يتضمن تناول طعام إضافي، ينبغي أن تُدرِك أنَّ جسمك لا يستجيب -على الأرجح- لزيادة السعرات الحرارية.
وهذا يعني أنَّك تستطيع ضبط سلوكك لتجنُّب أي إفراط في تناول الطعام، أو تعويض ذلك عن طريق مراعاة الخيارات الغذائية، على سبيل المثال، في الأيام التي تسبق المناسبة أو التي تليها.
ومن ثم، يمكن زيادة معدلات التمارين التي تمارسها، لمواجهة أي كمياتٍ زائدة من السعرات.
خلاصة ذلك أننا يجب ألَّا نعتمد على الإشارات الراجعة من أجسامنا لاكتشاف مستويات السعرات الحرارية.
بل ينبغي اتباع نظام غذائي ونمط حياة بوعيٍ، لأنهما أكبر نفعاً في مواجهة ميل أجسامنا الطبيعي إلى اكتساب الوزن، وقد يساعدانك على تحقيق أي أهداف منشودة متعلقة بفقدان الوزن في العام المقبل (2020).