منذ آلاف السنين والزيتون يُزرع في حوض البحر الأبيض المتوسط، واليوم يُنتج زيت الزيتون بأكثر من 40 دولة في مُختلف أنحاء العالم. لكن إنتاج تونس يحظى باهتمام بالغ، بسبب جودته المُرتفعة.
تُنتج تونس الزيتون منذ القرن الثامن قبل الميلاد، وثلث أرضها تقريباً مُغطى ببساتين الزيتون، ولذا يلقب بـ "البترول الأخضر".
كيف يُصنع زيت الزيتون التونسي؟
يتم إنتاج زيت الزيتون التونسي بشكل عضوي، أي بعد تغذية الأرض بفضلات المواشي كسماد عضوي، في مزارع تُديرها عائلات تونسية باستخدام طرق الإنتاج التقليدية.
تتمحور الطريقة التقليدية حول نضوج ثمار الزيتون بشكل جيد تماماً، حتى يصبح لون الحبة أخضر وأسود، ثم تُقطف بالأيدي، وتُطحن ببطء حتى تبقى حرارتها منخفضة.
بعد طحنها، يتم كبس معجون الزيتون، الذي ينتج عنه الزيت والماء.
ومن الأشياء التي تجعل الزيت التونسي مميزاً، أن عملية الفصل بين الزيت والماء لا تتم باستعمال الحرارة، بل بالجاذبية.
ولأن الزيت أخف من الماء، يرتفع إلى الأعلى، ويبقى الماء في الأسفل، فيتم غرف الزيت باليد، ووضعه في براميل خاصة.
ربما لا تكون هذه الطريقة هي الأنسب لزيادة الأرباح من صناعة زيت الزيتون، لكنها الطريقة الأمثل لإنتاج زيت زيتون نقي يتفوق على غيره عالمياً.
وبسبب الاهتمام العالمي مؤخراً بإنتاج مواد غذائية عضوية، زاد إلقاء الضوء على زيت الزيتون التونسي.
تنتج تونس نحو 1000 طن سنوياً
وخلال السنوات الـ50 الماضية، تضاعَف الإنتاج التونسي من زيت الزيتون، فمتوسط إنتاج تونس من زيت الزيتون منذ عام 2000 هو 100 ألف طن سنوياً.
ارتفعت صادرات تونس من زيت الزيتون العضوي من 2100 طن في عام 2004 إلى 13500 طن في عام 2015.
ورغم أن إسبانيا تُعتبر أكبر مُنتج لزيت الزيتون في العالم، فإن تونس تُنتج من زيت الزيتون العضوي 3 أضعاف إسبانيا.
وتُعدّ تونس ثالث أكبر مُصدّر لزيت الزيتون في العالم بعد إسبانيا وإيطاليا.
ووفقاً لمجلس زيت الزيتون التونسي، يصل عدد أشجار الزيتون في البلاد إلى نحو 70 مليون شجرة، كما أن البيانات تُشير إلى تصدير البلاد 70% من هذا الزيت.
لعقود من الزمن، كان يتم شحن زيت الزيتون التونسي إلى دول أخرى مُنافسة في إنتاج زيت الزيتون مثل إيطاليا وإسبانيا، ليتم مزجه بالزيوت المحلية، وتسويقه تحت أسماء تجارية إيطالية أو إسبانية.
إلى الآن، تُغادر نسبة كبيرة من زيت الزيتون التونسي البلاد في حاويات سوائب، لكن أصبح هناك اتجاه مُتزايد مؤخراً لتصدير زيت الزيتون التونسي في زجاجات تحمل أسماء تجارية.
ما هو سر زيت الزيتون التونسي الذي يجعله أفضل عن غيره؟
من العوامل التي تجعل زيت الزيتون التونسي أفضل من غيره، أنه يتم إنتاجه بشكل عضوي.
يساعد على ذلك، المُناخ الحار وندرة الآفات، وعدم استخدام المبيدات. ومن ثم فإن الطريقة التقليدية في تصنيعه تجعله أنقى الزيوت عالمياً.
يختار بعض كبار الطهاة بأوروبا زيت الزيتون التونسي دون غيره في أطباقهم، وذلك بعد التذوق الأعمى، أي عندما يتم فيه اختيار الطعم الأفضل دون أن يعرف الطاهي أي مُنتج هذا على وجه الدقة.
مُساهمة زيت الزيتون في الاقتصاد التونسي
يؤدي زيت الزيتون التونسي دوراً مُهماً في اقتصاد تونس، فالعاملون بقطاع زراعة الزيتون هم أكثر من 300 ألف عامل.
أهميته الاقتصادية تعود إلى أمرين: توفير العمل لعدد كبير من المواطنين، إلى جانب أهميته البالغة في التصدير.
وصل إنتاج زيت الزيتون النقي إلى نحو 60% من إجمالي الزيوت المُنتجة، ويتم تصدير نحو 98% من زيت الزيتون التونسي النقي.
وتُمثل زراعة الزيتون في تونس نحو 15% من القيمة الإجمالية للإنتاج الزراعي النهائي.
كما تُمثل تجارة زيت الزيتون نحو 50% من إجمالي الصادرات الزراعية، و5.5% من إجمالي الصادرات، وهو ما يجعلها المصدر الخامس لإيرادات العملة الأجنبية للبلاد.
حصل زيت الزيتون التونسي على العديد من الجوائز، وفق موقع Olive Oil Times.
ففي عام 2018 وحده، فاز منتجو زيت الزيتون التونسي بأكثر من 70 جائزة، من بينها 20 ذهبية بمسابقات زيت الزيتون الدولية التي أقيمت في لوس أنجلوس وأثينا وإيطاليا ولندن ونيويورك واليابان.
فوائد زيت الزيتون وأنواعه
هناك العديد من الفوائد التي تجعل زيت الزيتون مُفضلاً وصحياً أكثر من غيره، ومن هذه الفوائد:
– الدهون الصحية الأحادية غير المشبعة، التي تُسمى حمض الأوليك، وتشكل 73% من إجمالي محتوى الزيت.
تشير الدراسات إلى أن حمض الأوليك يقلل من الالتهاب المزمن، المحرك الرئيس للأمراض مثل السرطان والقلب والسكري من النوع الثاني وألزهايمر، والتهاب المفاصل، وحتى السمنة.
– يحتوي زيت الزيتون على كميات كبيرة من مُضادات الأكسدة.
– يُساعد في منع السكتات الدماغية، التي تحدث بسبب اضطراب تدفق الدم إلى الدماغ، والتي تُقلل من خطر الإصابة بها الدهون الأحادية غير المُشبعة.
تختلف أنواع زيت الزيتون، وحددها المجلس الدولي للزيتون بـ5 أنواع مُختلفة:
زيت الزيتون البكر الممتاز، زيت الزيتون البكر، زيت الزيتون المُكرر، زيت الزيتون العادي، زيت لامبانت.
كيف تختار زيت الزيتون الأفضل للطهي أو القلي؟
يُمكن إضافة زيت الزيتون عند التحمير والتتبيل والصلصات وصنع المايونيز.
كما يمكن استخدام زيت الزيتون البكر الممتاز في طهي السمك واللحوم، وفي تحضير المخبوزات والعجائن.
أما زيت الزيتون البكر، فيوضع على جبن الموزاريلا أو لتغميسه بالخبز.
وأخيراً، زيت الزيتون البكر متوسط الكثافة، فهو مناسب بشدة مع الموزاريلا أو لتغطيس الخبز، كذلك يُمكن استخدام زيت الزيتون البكر لأغراض القلي.