لا تزال أسباب الإصابة بمرض التوحد عند الأطفال مجهولة رغم كثرة الدراسات والأبحاث.
مرض التوحد – أو ما يعرف باضطراب طيف التوحد -، هو اضطراب نمو عصبي بيولوجي يبدأ خلال السنوات الثلاث الأولى.
وبحسب موقع Step To Health الأميركي يستمر المرض مع الطفل طوال حياته.
وهناك نوعان من الأعراض الأساسية المرتبطة بالتوحد:
- مشاكل في التواصل والتفاعل الاجتماعي
- محدودية الأنماط السلوكية والقيام بأنشطة متكررة
ما العلاقة بين مرض التوحد والزئبق؟
تشير الدراسات إلى أن العديد من المعادن على غرار الزئبق في السمك، يمكن أن تكون لها علاقة بالإصابة بمرض التوحد عند الأطفال .
ويكون ذلك في حال استهلكت النساء أثناء فترة الحمل أطعمة تحتوي على هذه المادة.
الزئبق هو عنصرٌ كيميائي رمزه Hg وعدده الذري 80.
كان يشار إليه في الأدب القديم باسم "الفضة السائلة" أو "الفضة السريعة"، وذلك لمظهره الذي يشبه الفضة.
ويعد الزئبق من المعادن الثقيلة، حيث ينتمي إلى عناصر المستوى الفرعي D من الجدول الدوري.
كما يعتبر العنصر المعدني الوحيد الذي يظل سائلاً في درجة الحرارة العادية للمختبر.
وفي دراسة أجرتها جامعة بريستل، قام العلماء بتحليل بيانات أكثر من أربعة آلاف امرأة حامل.
واكتشفوا وجود علاقة بين مستوى الزئبق في السمك بدم الأم وظهور مرض التوحد لدى الأطفال دون سن 11.
حيث يقول العلماء إنهم اكتشفوا وجود صلة بين بداية ظهور مرض التوحد لدى الأطفال وتناول النساء للسمك الغني بالزئبق أثناء فترة الحمل .
استنتاجات الدراسة
وركزت هذه الدراسة على الأطفال الذين ولدوا خلال العام 1991 و1992 في مقاطعة آفون، إنكلترا.
كما شملت 15.247 امرأة حامل يفترض أن تكون ولادتهن بين أبريل/نيسان 1991 و ديسمبر/كانون الأول 1992.
ومنذ ذلك الحين، كان الآباء والأمهات والأشقاء والأطفال كذلك جزءاً من هذه الدراسة.
بين تلك السيدات، كان هناك 4484 امرأة لديهن مستويات مرتفعة من الزئبق في دمهن.
وذكرت هؤلاء النساء أنهن تناولن السمك فقط أثناء فترة الحمل.
ومن بين هذا العدد من النساء، أنجبت 177 امرأة طفلاً مصاباً بالتوحد.
بالإضافة إلى ذلك، بلغ عدد الرضع الذين يحملون معدن الزئبق في دمهم، 45 رضيعاً.
ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن بقية الرضع كانوا ينتمون إلى فئات اجتماعية أفقر.
وبالتالي لم تستهلك أمهاتهم الكثير من الزئبق في السمك أثناء فترة الحمل، ما جعلهم أقل عرضة للإصابة بالتوحد.
علاوة على ذلك، قال الباحثون إن هذه الحالة كانت أكثر شيوعاً لدى النساء اللواتي لديهن مستوى عال من الزئبق في دمهن خلال النصف الأول من الحمل.
وتوصلت الدراسة إلى أن زيادة استهلاك الأسماك خلال النصف الأول من فترة الحمل يزيد من مخاطر إصابة الطفل في المستقبل بمرض التوحد.
مؤشرات الإصابة بمرض التوحد عند الأطفال
ومن بين العلامات التي قد تكون مؤشراً على الإصابة بمرض التوحد عند الأطفال ، نجد:
- قلة التواصل مع الأطفال الآخرين في رياض الأطفال أو في المدرسة
- عدم تفضيل اللعب بالدمى، أو تقمص الأدوار، أو اللعب بالسيارات كما لو كانت حقيقية، وما إلى ذلك.
- تجنب الاتصال البصري المباشر مع الآخرين وعدم القدرة على ملاحظة تغيير ملامح وجه الطرف المقابل عند مشاهدة أمر غريب.
بالإضافة إلى ذلك، لا يبتسم الأطفال المصابون بالتوحد عند التفاعل مع الآخرين.
- استخدام العبارات الحرفية (وبالتالي، ليس باستطاعتهم فهم النكات أو التهكم أو المعاني المزدوجة أو الاستعارات).
بشكل عام، يتفق العديد من العلماء على أن علم الوراثة يعد عاملاً أساسياً في الإصابة بهذا المرض.