بين إهانة المعابر وفقدان الأوطان "1"
لا أدري ولا أملك الجواب الصحيح، ولكن ما أعرفه جيداً أن ذبول رحيق الحياة حرك خيالي فغادرت مدينة تحلم على ضفاف النهر منذ مئات السنين، كانت الحياة مشاهد مروعة من الدراما الحزينة في ظل حركات همجية تكمم الأفواه وتقتل الأبرياء وتسرق الأعمار، وقبائل متناحرة على وطن ينزف منذ ربع قرن، كانت عيون أمي تبكي دماً قانياً عندما أخبرتها بالهرب نحو المجهول ونحو بلاد النصارى، كانت أمي صومالية أصيلة متدينة لا يفارق وجهها السجود، وبيدها السبحة والسواك، تركت ميدان حداثتي وملعب طفولتي ومسقط رأسي باحثاً عن الحياة