كشفت مصادر مقربة من الشاب خالد أنه أخبر مقربيه بأنه يسعى إلى تحسين علاقاته مع السلطات الجزائرية، التي عرفت شرخاً كبيراً بسبب قربه الكبير من المغرب، وحصوله على الجنسية المغربية، لا سيما منذ توتر العلاقات بين البلدين الجارين ابتداءً من 2020.
وأضاف المصدر ذاته أن الشاب خالد تواصل فعلاً مع بعض الجهات الجزائرية النافذة، من أجل شرح موقفه، والتأكيد على أنه مجرد مغنٍّ جزائري يحب وطنه، ويسعى إلى التواجد فيه والمشاركة في التعريف به وخدمته، بعيداً عن التشويه الذي طاله لسنوات لمجرد حصوله على جنسية أخرى.
وقال المصدر ذاته إن فيديو الشاب خالد الذي أطلقه وطلب فيه الصفح ممن آذاهم دون قصد، كان رسالةً إلى السلطات الجزائرية ليُثبت حسن نيته، وحصد الفيديو ملايين المشاهدات في ساعات قليلة، وتحدث فيه بحرقة عن بلده الجزائر ومدى حبه لها.
وقال خالد إنه لا أحد يمكنه المزايدة عليه في حب الجزائر، مؤكداً أنها بلده الذي يحبه إلى الممات، على حد تعبيره، طالباً في الوقت ذاته الصفح ممن سبَّب لهم ألماً دون أن يقصد.
وشارك خالد لأول مرة، منذ سنوات طويلة، في حملة من أجل التظاهر والاحتفال في فرنسا، باليوم الوطني الجزائري الخاص بالشهيد، قبل أن ترفض السلطات الفرنسية منح ترخيص للمظاهرة.
الشاب خالد ممنوع من دخول الجزائر
كشف مصدر حسن الاطلاع على قضية الشاب الخالد والسلطات الجزائرية، أن ملك الراي ممنوع من دخول الجزائر منذ 2021، والمنع ليس معمّماً في المطارات والجهات الأمنية، ولكنه منعٌ شفهي أُبلغ به خالد.
وكانت المرة الوحيدة التي سُمح فيها لخالد بدخول الجزائر تلك المرتبطة بوفاة والدته، صيف 2022، ولم يدخل في يوم الوفاة.
ووفقاً لمصادر "عربي بوست" فإن إجراءات دخول الشاب خالد للجزائر تطلبت أياماً، حيث لم يستطع المعني حضور جنازة والدته، ودخل بعدها بأيام، ووقف على قبر والدته ثم غادر الجزائر في اليوم نفسه؛ إذ لم يسمح له بالإقامة فيها أكثر من 24 ساعة.
تهميش الشاب خالد في الجزائر
رغم عدم وجود تعليمات رسمية بمنع أغاني الشاب خالد في الإذاعات والقنوات العامة والخاصة الجزائرية، لكن لا يمكن للملاحظ والمتابع الجيد أن يرى أو يسمع أغنية لملك الراي في الإعلام الجزائري، طيلة السنوات الأخيرة الماضية.
وبحسب عاملين في قنوات جزائرية قالوا لـ"عربي بوست" إن التهميش الملاحظ للشاب خالد من طرف السلطات الجزائرية كفيل بمنع أغانيه، دون الحاجة إلى تعليمات رسمية من طرف السلطات.
فمثلاً عملت السلطات الجزائرية على تهميش ملك الراي كما يلقب في عدة مناسبات، وعلى رأسها ألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران، وهي المدينة التي وُلد وغنّى لها خالد، ودعت الجهات القائمة على التنظيم أكثر من 200 فنان لم يكن من بينهم خالد.
كما تحاشى التلفزيون الجزائري ذكر الشاب خالد في تقرير له حول إعلان منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) تسجيل الراي في لائحة التراث العالمي غير المادي، رغم أنه يحمل لقب ملك الراي وأول من طار بهذا النوع من الغناء إلى العالمية، من خلال أغانيه التي اشتهرت في فرنسا وأوروبا والعالم.
مصادر "عربي بوست" توقعت أن تحدث انفراجة في قضية الشاب خالد قريباً، خاصةً في ظل عمل السلطات الجزائرية خلال السنتين الأخيرتين على استقطاب المعارضين في الخارج وتسوية حالتهم القانونية وحتى الجنائية.