إثر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ طوفان الأقصى في 7 من أكتوبر/تشرين الأول المنصرم والذي أدى إلى استشهاد أزيد من 11 ألف شخص وإصابة أكثر من 30 ألفاً آخر، انتشرت يوم الأحد 12 نوفمبر/تشرين الثاني صور للممثل والكاتب البريطاني اليهودي ألكسي سيل أثناء مشاركته في التظاهرة الداعمة لغزة بلندن.
كما وضع الممثل ملصق "يهود ضد الإبادة الجماعية"، وكانت هذه المشاركة من ضمن مشاركة آلاف اليهود في تظاهرة أمس، للمطالبة بوقف إطلاق النار، ووقف المجازر الإسرائيلية في القطاع.
لم يكن سيل الفنان اليهودي الوحيد الذي عبر عن موقفه تجاه المجازر المتواصلة من قبل الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ أزيد من شهر، فيما وقع عدد من الفنانين والكتاب اليهود حول العالم رسالة طالبوا فيها بالتوقف عن استخدام تهمة "معاداة السامية" ضدّ كل من ينتقد الاحتلال الإسرائيلي.
من بين الموقعين على الرسالة الفنانون الكتاب تافي غيفنسون، وريبيكا زويغ، ونايومي كلين، وجوديث باتلر، وديبوراه آيزنبرغ، وإيلانا غليزر، وجودي كون، وهاناه غولد.
فنانون يهود.. أوقفوا قتل المدنيين في غزة
عبر الفنانون الموقعون على الرسالة عن أسفهم وقوع ضحايا مدنيين في فلسطين خلال الأسابيع الأخيرة، ثم انتقلوا لتفسير الواقع الحالي في غزة، واستخدام تهمة معاداة السامية لإسكات الأصوات المنتقدة للعدوان الإسرائيلي.
في رسالة وقعها كتّاب وفنانون وناشطون يهود، يطلبون التنصل من الفكرة الشائعة بأن أي انتقاد لإسرائيل يُعتبر معاداة للسامية. يؤكدون أن إسرائيل والمدافعين عنها استخدموا هذا التكتيك الخطابي لفترة طويلة لتجنب المساءلة وإخفاء واقع الاحتلال وإنكار السيادة الفلسطينية.
يشيرون إلى استخدام تهمة معاداة السامية لتبرير الهجمات العسكرية الإسرائيلية وإسكات انتقادات المجتمع الدولي.
في تصريحهم، يشددون على رفضهم لمعاداة السامية بجميع أشكالها، حتى عندما يأتي الانتقاد في سياق صهيوني أو سياسات إسرائيل. يتعاملون مع مفهوم معاداة الصهيونية بشكل منفصل عن معاداة السامية، مؤكدين دعمهم لكرامة وسيادة الشعب الفلسطيني.
يبرزون أن اتهامات معاداة السامية عند أدنى انتقاد للسياسة الإسرائيلية ساهمت في دعم نظام يصفونه بالفصل العنصري. يدعون إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة ويحثون الحكومات والمجتمع المدني على مواجهة أي دعم لفلسطين ورفض أن تحصل هذه الأفعال باسم اليهود.
في سياق التظاهرات المناهضة للمجازر في غزة، يرفضون مشاركة اليهود فيها باسمهم ويعارضون المشاهير الذين دعموا الاحتلال. يلقون اللوم على الإعلام الإسرائيلي الذي حث النجوم والكتّاب والأكاديميين اليهود في الغرب على دعم إسرائيل، ويستنكرون صمت المخرج الأمريكي ستيفن سبيلبرغ.
في الختام، يتساءلون عن تأثير اتهامات معاداة السامية ويدعون إلى رفض الاختيار الزائف بين الأمان اليهودي وحرية الفلسطينيين.
ما هو مصطلح معاداة السامية؟
معاداة السامية أو معاداة اليهود، مصطلح يعبر عن معاداة اليهودية كمجموعة عرقية ودينية وإثنية، وقد استخدمه الباحث الألماني فيلهم مار لأول مرة في أواسط القرن التاسع عشر لوصف موجة العداء لليهود في أوروبا الوسطى. العرب والآشوريون وغيرهم من الساميين لا يُصنفون كمعادين للسامية.
تتجلى معاداة السامية بأشكال متعددة، من التعبير عن الكراهية والتمييز ضد الأفراد اليهود إلى الهجمات العسكرية والمذابح. يُعتبر هذا المصطلح الآن قابلاً للتطبيق على الأحداث التاريخية المعادية لليهود. من أمثلة ذلك مجازر راينلاند، ومرسوم الطرد من إنجلترا، ومذابح اليهود الإسبان، ومجازر القوزاق في أوكرانيا، ومذابح اليهود في الإمبراطورية الروسية، وقضية دريفوس في فرنسا، والمحرقة النازية، والسياسات السوفييتية المعادية لليهود.
على الرغم من أن الكلمة تعطي انطباعاً خاطئاً بأن معاداة السامية تستهدف جميع الشعوب السامية، إلا أنها تركز بشكل أساسي على اليهود. تم تعميم مصطلح "معاداة السامية" في ألمانيا في عام 1879، وأصبح رسمياً للتعبير عن "كراهية اليهود".