لم يكن فيلم The Mask (القناع الأخضر) فيلماً عادياً في تاريخ هوليوود، بل كان استثنائياً بكل المعايير. ولسنا نبالغ لو قلنا إنه أحدث ثورة في عالم السينما، ورسّخ اسم بطله جيم كاري، كواحدٍ من أهم نجوم التمثيل حول العالم.
فقد برع جيم كاري بأدائه لشخصية ستانلي إبكس في فيلم The Mask، واستطاع أن يحقق نجاحاً مذهلاً ضاعف من شعبيته في العالم كله. فأن تعلق شخصية في أذهاننا حتى بعد مرور 29 عاماً على عرض الفيلم، فهذا ليس حظاً، وبالتأكيد ليس نجاحاً عادياً.
وعموماً، يمكن القول إن عام 1994 كان مميزاً في حياة الممثل -المبتدئ وقتئذٍ- جيم كاري، الذي أُسند إليه دور البطولة في 3 من أبرز الأفلام الكوميدية، وأكثرها شهرةً في تاريخ هوليوود، وقد احتلت المراكز الأولى في شباك التذاكر.
فبعد فيلم القناع الأخضر، برع جيم كاري في كلّ من: فيلم Ace Ventura، وفيلم Dumb and Dumber، اللذين حققا بدورهما إيرادات بالملايين أيضاً.
حقائق عن فيلم The Mask
أدى الممثل الواعد صاحب الجسد المرن، جيم كاري، في فيلم القناع الأخضر دور موظف بنك -يُدعى ستانلي إبكس- وجد قناعاً مسحوراً صنعه الإله الإسكندنافي لوكي. وبفضل القناع، استطاع إبكس تطوير قدراتٍ خارقة.
وبعد أن كان شخصية خجولة وغير واثقة من نفسها، أطلق ستانلي إبكس العنان لرغباته في كلّ مرةٍ كان يتحوّل فيها إلى بطلٍ خارق بوجهٍ أخضر، وقد استطاع تغيير واقعه -وواقع غيره- لفعل ما يحلو له.
حقّق فيلم The Mask إجمالي إيرادات وصلت إلى 120 مليون دولار في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، وقد تخطت مبلغ 351 مليون دولار في العالم كله، مع العلم أن ميزانية إنتاجه كانت 23 مليون دولار فقط.
وهذه 8 حقائق قد لا تعرفها عن فيلم القناع الأخضر، وعن شخصية جيم كاري أيضاً:
1- قصة الكتاب لم تكن كوميدية
فيلم القناع الأخضر مأخوذ في الأصل عن سلسلة كتب قصص مصورة (Comic Books) ابتكرها كل من جون أركودي ودوغ ماهنك، وهي عبارة عن ثلاثية: The Mask ،The Mask Returns، وThe Mask Strikes Back؛ وقد نُشرت تباعاً بين عاميْ 1991 و1995.
لكن البارز أن الثلاثية، ولا سيما الجزء الأول، يغلب عليها طابع العنف المرعب، مع القليل من الكوميديا. ففي الكتب، بدت شخصية ستانلي إبكس مخيفة إلى حدٍّ كبير. ففي كل مرة يرتدي فيها القناع، يبدأ في قتل وتقطيع الأشخاص بالفأس، مودياً بحياة مئات الأشخاص.
لكن الفضل يعود إلى المؤلف وكاتب السيناريو مايك ويرب، والمخرج تشاك راسل، في إعادة صياغة قصة فيلم The Mask. فقد ارتأيا أن يميل ستانلي إبكس إلى التخريب والإيذاء أكثر من القتل.
في حديثٍ إلى صحيفة Los Angeles Times، أكد ويرب أنه استند جزئياً إلى مرحلة طفولة ستانلي إبكس في بناء شخصيته بالفيلم.
وشبّه نفسه بالشخصية، قائلاً: "ستانلي إبكس هو أنا نوعاً ما. كنتُ ضعيف البنية، ومخيباً للآمال إلى حدٍّ كبير في المدرسة. لا يمكنكم تخيّل عدد المرات التي تمنيتُ فيها امتلاك قناعٍ شبيه بقناع ستانلي إبكس".
2- البدلة الصفراء مستوحاة من بدلة ارتداها جيم كاري
البدلة الصفراء الشهيرة في فيلم The Mask مستوحاة في الواقع من واحدة سبق أن ارتداها جيم كاري خلال سنوات عمله الأولى، عندما كان يقدّم عروض الكوميديا الارتجالية على المسرح (Stand Up Comedy) في ثمانينيات القرن الماضي.
وقد أفادت تقارير أن والدته صنعت له بدلة صفراء من قماش البوليستر، على افتراض أن هذا الموديل كان رائجاً بين الشباب في ذلك الوقت.
3- لجيم كاري الفضل في توفير مليون دولار
وقّع جيم كاري على فيلم القناع الأخضر قبل عرض فيلمه الآخر Ace Ventura: Pet Detective، الذي حقق نجاحاً كبيراً في شباك التذاكر. وقد ساعد ذلك في توفير بعض الأموال لشركة الإنتاج New Line.
ووفقاً لتشاك راسل، ساهم اختيار كاري لأداء شخصية ستانلي إبكس في توفير حوالي مليون دولار، كانت ستدفعها شركة الإنتاج ثمن المؤثرات البصرية اللازمة لجعل الشخصية شبيهة بالرسوم المتحركة بعدما ترتدي القناع.
لكن جيم كاري استطاع فعل ذلك طبيعياً، بفضل مرونة جسده وقدرته المذهلة على التحكّم في تعابير وجهه، وهو ما وفّر على شركة الإنتاج تكاليف باهظة مقابل المؤثرات البصرية.
وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن كاري حصل على 450 ألف دولار فقط، مقابل دوره في فيلم The Mask، وهو أقلّ بكثير من الـ7 ملايين دولار التي تقاضاها مقابل بطولة فيلم Dumb and Dumber، في وقتٍ لاحق من العام نفسه.
4- فيلم القناع الأخضر هو أول فيلم لكاميرون دياز
كانت عارضة الأزياء آنا نيكول سميث واحدة من عدة نساء رشّحهن المخرج تشاك راسل لأداء دور المغنية تينا في فيلم The Mask، التي وقع ستانلي إبكس في غرامها. لكنه استقر في نهاية المطاف على عارضة الأزياء الشابة كاميرون دياز التي لم يكن لديها أية تجارب تمثيلية سابقة.
وكما كان نقطة انطلاق قوية لجيم كاري، شكّل فيلم القناع الأخضر بداية مدوية للجميلة كاميرون دياز، التي عادت وانطلقت في عالم هوليوود وشاركت بأشهر الأفلام السينمائية تباعاً.
5- جيم كاري: "كأنه كُتب من أجلي"
بينما كان العمل جارياً على فيلم The Mask، كان المخرج تشاك راسل على دراية جيدة بموهبة جيم كاري التي برزت في المسلسل الكوميدي In Living Color، وعددٍ من الأدوار الثانوية في أفلام أخرى، مثل: Peggy Sue Got Married، وEarth Girls Are Easy.
وسابقاً، أراد راسل الاستعانة بجيم كاري لأداء دور أستاذٍ جامعي في فيلم Back to School، لكن كاري لم يكن مناسباً بسبب صغر سنه، فأُسند الدور في نهاية المطاف إلى سام كينيسون.
لكن عندما بدأ مشروع فيلم The Mask، تبادر جيم كاري إلى ذهن تشاك راسل فوراً، حتى قبل أن يعرف ما إذا كان بإمكانه الاتفاق معه أم لا. وفي حديثٍ إلى LA Times، قال راسل: "عندما قرأ جيم كاري المسودة الأولى للفيلم، قال: يا إلهي، يبدو كأنّه مكتوب من أجلي".
فردّ عليه راسل: "لقد كان، وإذا لم تقم بالدور، فأنا لا أعرف ما الذي سأفعله".
6- كان من المفترض إنتاج جزء ثانٍ
عندما وقّعت شركة الإنتاج مع جيم كاري على فيلم The Mask عام 1993، تضمن العقد بنداً حول إنتاج جزء ثانٍ، وتأكد هذا الاتجاه بعد ما حققه الفيلم من نجاحٍ هائل في شباك التذاكر، بسبب أداء كاري.
ووفقاً للمصادر، فقد كان من المقرر أن يتقاضى كاري ما يصل إلى 10 ملايين دولار، عن دوره في الجزء الثاني من فيلم القناع الأخضر. لكن هذا البند لم يُنفذ قط.
ورغم مشاركته في أجزاء ثانية لأفلامه خلال مسيرته، لكن كاري أعرب عن تردده في العودة إلى دور ستانلي إبكس. فقد فضّل خسارة الـ10 ملايين دولار على تكرار دوره في فيلم القناع الأخضر.
من جانبها، واصلت شركة New Line المضي قدماً في إنتاج جزءٍ ثانٍ من الفيلم عام 2005 بعنوان Son of the Mask، الذي قام ببطولته جيمي كينيدي، لكنه لم يحقق سوى 17 مليون دولار فقط من الإيرادات.
7- مشهد أغنية Cuban Pete كاد يُحذف
كان المخرج ينوي منذ البداية إدراج مشهد غنائي في فيلم The Mask، يتضمن رقصة يؤديها البطل مرتدياً القناع الأخضر على أغنية Cuban Pete، الأغنية التي صدرت للمرة الأولى في عام 1936.
لكن شركة New Line المنتجة كانت متشككة كثيراً بشأن هذا المشهد؛ ورغم الموافقة على تصويره، فقد فكرت في حذفه مراراً وتكراراً، حتى رأت حفاوة استقبال جمهور العرض التجريبي له.
8- كان ممتعاً أكثر من Jurassic Park
بدأ فنانو المؤثرات البصرية في شركة Industrial Light and Magic العمل على المؤثرات البصرية لفيلم القناع الأخضر، مباشرةً بعد انتهائهم من العمل على فيلم Jurassic Park عام 1993.
ستيف ويليامز، فنان المؤثرات البصرية، الذي رُشح لجائزة أوسكار على عمله الفني في فيلم The Mask، قال: "كنت أنوي أخذ استراحة بعد إنجاز فيلم Jurassic Park، لكن فيلم القناع الأخضر كان ممتعاً للغاية".
وتابع قائلاً: "كنّا مقيّدين في فيلم Jurassic Park بقوانين العالم الطبيعي، حيال ما يمكننا فعله مع الديناصورات، لكن فيلم The Mask كان كاريكاتورياً نموذجياً. لقد استمتعنا للغاية بالعمل عليه".