أثار مسلسل الدامة الجزائري الذي يعرض خلال شهر رمضان الحالي، ضجة كبيرة في الجزائر؛ وذلك على أثر عرض أحد مشاهده جملة تشير إلى اسم حركة انفصالية تصنفها الحكومة على أنها "إرهابية".
ماذا تعني كلمة MAK التي ظهرت في مسلسل الدامة
وفي أحد مشاهد المسلسل الذي يعرض على التلفزيون الجزائري الحكومي، ظهر جدار في أحد الأسواق بباب الواد بالعاصمة الجزائرية مكتوب عليه اسم "MAK"، وهي حركة تطالب بانفصال منطقة القبائل، وتصنفها السلطات الجزائرية على أنها حركة إرهابية.
وفي بيان تناقلته وسائل إعلامية جزائرية، قامت "سلطة ضبط السمعي البصري" وهي السلطة المتخصصة في مراقبة جودة المحتوى المعروض على القنوات الجزائرية، بمطالبة إدارة التلفزيون الجزائري الحكومي بتوضيحات حول هذا المشهد.
وجاء في البيان: "لقد سجلت سلطة ضبط السمعي والبصري، من خلال متابعتها أحد برامج التلفزيون العمومي المتمثل في مسلسل الدامة في أولى حلقاته عند الدقيقة الـ19:45، مشهداً يظهر فيه جدار مكتوب عليه اسم حركة انفصالية مصنفة إرهابية".
وأضاف البيان: "سلطة ضبط السمعي البصري راسلت التلفزيون العمومي، وستتخذ الإجراءات اللازمة في ضوء ما سيقدمه التلفزيون من توضيحات".
مخرج المسلسل يشرح ما حدث
يحيى مزاحم، مُخرج المسلسل، حاول إخماد هذه الضجة من خلال مقطع فيديو مصور تداوله الجزائريون، ويظهر فيه المخرج وهو يوضح أنّ عمله لا يروج لحركة "ماك"، وأن الاسم ظهر في العمل من دون قصد، وأن كلمة "ماك" كانت موجودة على ظهر جدار مبنى عمومي منذ وقت الحراك.
وظهر في الفيديو المخرج وهو يتنقل في الحي الذي صُوّر فيه المسلسل، وأظهر جدران المنطقة وكيف أنها مليئة بالشعارات، وكان شعار مسلسل "الحفرة" التركي من بينها.
ما هي حركة ماك؟
حركة تقرير المصير في منطقة القبائل وتسمى أيضاً اختصاراً بـ"حركة ماك"، فيما كانت تعرف قبل عام 2003 باسم "حركة استقلال القبائل"، وهي حركة أمازيغية قومية سياسية تسعى للحصول على حكم ذاتي وانفصال لمنطقة القبائل.
تأسست المنظمة في عام 2001 على يد فرحات مهني الذي يشغل حالياً منصب رئيس الحكومة المؤقتة لمنطقة القبائل في المنفى والتي تأسست في عام 2020 بالعاصمة الفرنسية باريس، ومنذ ذلك الحين تصنفها الحكومة على أنها "حركة إرهابية".
مسلسل الدامة
ويعتبر مسلسل الدامة أحد أكثر المسلسلات الرمضانية مشاهدة في الجزائر، والدامة هي أحد أنواع لعبة "الشطرنج" وتعرف في بلاد الشام باسم "الضامة".
المسلسل وهو من نوع "دراما الأحياء الشعبية" التي لاقت رواجاً كبيراً بالجزائر في السنوات الماضية، يحكي قصة عائلات جزائرية تقطن في حي "باب الواد" الشعبي بالعاصمة، وتغرق في مجموعة من المشاكل الاجتماعية مرتبطة أساساً بنشاطها في الحصول على قُوتها اليومي.
كما يتناول المسلسل بعض القضايا الحساسة مثل المتاجرة بالمخدرات وسط الأحياء الشعبية، وطرق تجنيد الأطفال في هذا النشاط.