قبل مسلسل الغرفة 207، الذي يُعرض حالياً على "شاهد"، عرضت قناة MBC4 عام 2011، مسلسل "أبواب الخوف". كان أول دراما رعب عربية، وقد ناقش في كل حلقةٍ أسطورة رعبٍ شعبية شهيرة في مصر، مثل: النداهة، ونبش القبور، إضافةً إلى الكاميرات الملعونة وغيرها.
المسلسل حقق نجاحاً كبيراً وقتها، لكن الشركة المنتجة -رغم ذلك- لم تستغلّ هذا النجاح ولم تصنع موسماً ثانياً. وعادت من بعده واختفت دراما الرعب مرة جديدة، وأي محاولات سينمائية أخرى جاءت على استحياء، حتى العام 2020.
حينها، أنتجت منصة نتفيلكس أول عملٍ عربي-مصري، وهو المعالجة الدرامية لسلسلة الرعب والتشويق الأشهر "ما وراء الطبيعة"، لكاتبها الدكتور أحمد خالد توفيق.
ورغم انتظار وحماسة مُحبّي هذه السلسلة، لم يخرج المسلسل بالمستوى المطلوب لمشاهديه. وعلّق كثيرون على ضعف المؤثرات البصرية والصوتية، بالتزامن مع ضعف المعالجة الدرامية، مما دفع نتفيكلس إلى قرار عدم التجديد لموسمٍ ثانٍ.
ولعلّ عدم نجاح "ما وراء الطبيعة" وظهوره بالشكل المطلوب شكّل تحدياً لمنصة شاهد، فأنتجت عملاً جديداً مقتبساً من رواية د. أحمد خالد توفيق "سر الغرفة 207″، التي تتناول أحداثاً غريبة ومرعبة تحدث في إحدى غرف الفنادق؛ من دون أن يُعرف ما إذا كانت مسكونة، أم بوابة بين عالَمين، أم أنها تعكس مخاوف ساكنيها.
مسلسل الغرفة 207 من إخراج محمد بكير، وبطولة محمد فراج، وريهام عبد الغفور، إضافةً إلى يوسف عثمان ومريم الخشت، وتُعرض منه حلقتان كل يوم إثنين. وحتى الساعة، حظيَ المسلسل بمراجعاتٍ إيجابية بمجرّد عرض الحلقتين، الأولى والثانية منه، كما أنه حصد المركز الثاني ضمن قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة في مصر.
تدور أحداث مسلسل الغرفة 207 في مرسى مطروح خلال ستينيات القرن الماضي، وتحديداً في العام 1968، حين يهرب جمال (محمد فراج) وهو عامل استقبال بفندق في مرسى مطروح، من حياته القديمة في دمنهور.
وما يلبث أن يسمع جمال، شائعات عن الموظف الذي كان يعمل قبله في فندق "لونا"، وعن الغرفة 207، حتى يختبر بنفسه بعض هذه الشائعات. ومسلسل غرفة 207 مؤلف من عشر حلقات، كل حلقة تحكي قصة منفصلة عن الغرفة وما يدور فيها.
فريق العمل أكثر المتحمسين لعرضه
في لقاءٍ عبر منصة One Take، أوضح البطل محمد فراج أنه تحمس للعمل جداً بمجرد أن قرأ السيناريو. ورغم أن حلقات مسلسل الغرفة 207 محدودة، فإن التصوير دام طوال شتاء 2022، وهو ما يُعتبر وقتاً طويلاً.
إلى جانب فراج، فإن طاقم العمل بأكمله كان متحمساً للمشاركة في هذا العمل وخروجه بالشكل الملائم. وفي لقاءاتٍ ضمن برنامج "صباح العربية"، أكد الجميع أن العمل مثيرٌ جداً لفضول المشاهد.
وهذا ما أكده أيضاً المشاهدون، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، والمشاركون في الجروبات المختصة بالأفلام والمسلسلات.. فالمسلسل حتى الآن لم يخذلهم، كما أن التشويق والإثارة في رواية الأحداث يدفعانهم لانتظار الحلقات الجديدة.
بعد تقديمها أول بطولةٍ لها، تشارك مريم الخشت أيضاً في مسلسل الغرفة 207، كضيفة في الحلقة الخامسة. وقد أشارت الخشت إلى أن مشاركتها كانت بمثابة تحدٍّ بالنسبة لها، لأنها تخاف على المستوى الشخصي من أعمال الرعب والإثارة.
بينما أبدت ريهام عبد الغفور قلقها من رد فعل الجمهور على دورها، لا سيما أنها تقدم شخصية جديدة لم تؤدِّ مثلها في مسيرتها الفنية.
تجدر الإِشارة إلى أن ريهام كانت قامت بأول بطولةٍ لها في مسلسل "وش وضهر"، الذي عُرض منذ نحو ثلاثة أشهر على منصة شاهد ولاقى نجاحاً كبيراً، ولعله كان سبباً في تجديد عقدها مع المشاهد الذي صار متحمساً لمتابعة أعمالٍ جديدة لها.
تصوير مسلسل الغرفة 207 لم يكن سهلاً؛ فالأحداث كلها مرتبطة بشاطئ مرسى مطروح، والتصوير كان في موسم الشتاء، إلا أن المشاهد والأحداث المركبة استدعت تركيزاً أكبر في الممثلين لتنفيذ المشاهد بشكلٍ مناسب.
المسلسل من إخراج محمد بكير الذي أخرج أكثر من عملٍ درامي ناجح، مثل "المواطن إكس" و"طرف ثالث"، والذي كان التحق بطاقم العمل بعد أسبوعين من بدء تصويره، عندما اعتذر المخرج تامر عشري عن إكمال العمل.
مسلسل الغرفة 207.. بداية جديدة لدراما الرعب العربية
من أكبر التحديات التي تواجهها دراما الرعب العربية أن المؤلفين عادةً ما يميلون إلى تعريب ثقافات الرعب الغربية، كقصص مصاصي الدماء على سبيل المثال، فتخرج بشكلٍ هزلي أكثر من كونها رعباً أو إثارة.
انطلاقاً من هنا، فإن اللجوء إلى كتابات أحمد خالد توفيق كان فكرة ذكية. فإضافة إلى ارتباطها بالثقافة العربية، تتميّز أعماله بالتشويق والإثارة اللذين يحاصران القارئ ويدفعانه إلى إنهاء الكتاب سريعاً لمعرفة الأحداث.
رغم أن مسلسل "ما وراء الطبيعة" لم يلقَ القبول التام خلال وقت عرضه، ولم يكن العمل الأول للعراب الذي يتحول إلى دراما، فإنه كان إذناً بالبدء في تحويل كتابات أحمد خالد توفيق إلى أعمال درامية. كما أنه لفت الانتباه إلى فكرة أن الجمهور العربي متشوق لهذا النوع من الدراما.
المعالجة الدرامية في مسلسل الغرفة 207، والسيناريو، من تأليف الكاتب تامر إبراهيم؛ وهو من أشد المعجبين بكتابات أحمد خالد توفيق، والمتأثرين بها إلى حدٍّ كبير، ويُعتبر من تلامذته المخلصين.
"الغرفة 207" هو ثالث أعمال العراب أحمد خالد توفيق، التي تحولت إلى دراما تلفزيونية، بعد مسلسل "زودياك" المأخوذ من رواية "حظك اليوم"، ومسلسل "ما وراء الطبيعة"، الذي كان توفيق قد تمنى في حياته تحويلها إلى مسلسل؛ لكن ذلك لم يتحقق إلا بعد رحيله.