أطلق السجن الفيدرالي الأمريكي سراح السجينة آنا سوروكين، أو آنا ديلفي -وهو الاسم الذي عُرفت به- من مركز الاحتجاز الفيدرالي الذي يُوضع فيه السجناء في الولايات المتحدة، قبل وخلال إجراء محاكماتهم؛ وذلك بعد دفعها كفالة تُقدَّر بـ10 آلاف دولار أمريكي.
وحسب الموقع الإخباري الأمريكي "etonline"، فإن محامي الدفاع في قضية آنا ديلفي، ماني أرورا، صرح بأنه تم إطلاق سراح موكلته، يوم الجمعة 7 أكتوبر/تشرين الأول 2022 الماضي، وتواجه قراراً بترحيلها من البلاد. وأشار المحامي إلى أن ديلفي حالياً تحت الإقامة الجبرية في مدينة نيويورك، حيث ستبقى إلى حين النظر في قضيتها وقرار ترحيلها.
وكانت آنا ديلفي قد دخلت السجن في العام 2017، بعد القبض عليها بتهمة النصب والاحتيال، بسبب انتحالها شخصية مزيّفة، أوهمت الناس من الطبقات الراقية والغنية -وأصحاب المشاريع الضخمة- بأنها وريثة عائلة ألمانية غنية، وانتقلت إلى مدينة نيويورك من أجل الشروع في إنجاز مشروع فني ضخم خاص بها.
في العام 2021، أُطلق سراحها نتيجةً لحسن السلوك؛ لكن، وبعد الإفراج عنها، عادت آنا ديلفي إلى أسوار السجن مجدداً، بعد أن أُلقي القبض عليها من طرف مكتب الهجرة والجمارك في مدينة نيويورك، بسبب تخطيها المدة المسموحة لها للبقاء في الولايات المتحدة الأمريكية، حسب تأشيرتها.
وقضت آنا ديلفي حوالي 17 شهراً في السجن، إلى أن جاء قرار إطلاق سراحها بكفالة، بعد عدة جلسات استئناف. لكن الحُكم بإعادة الحرية لها جاء بشروط، من بينها: الابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي، وارتداء سوار إلكتروني من أجل تحديد موقعها، حتى لا تتجاوز المكان المحدد لها من طرف القضاء.
تقمصت شخصية وهمية.. من هي آنا ديلفي؟
ولدت آنا سوروكين في روسيا سنة 1991، وانتقلت للعيش مع عائلتها في ألمانيا عندما كانت تبلغ من العمر 16 سنة، إذ عاشت فترة مراهقتها وهي تحلم بأن تصبح من الأغنياء والمشاهير.
انتقلت إلى مدينة باريس الفرنسية سنة 2013، بعد أن حصلت على برنامج تدريب من قِبل مجلة الأزياء والثقافة الشهيرة "أرجواني"، ومن هناك قررت تغيير اسمها ليصبح آنا ديلفي.
بعد ذلك قررت العيش بهذه الشخصية المزيفة، والتعامل مع شخصيات مشهورة، التي كانت تقابلهم عن طريق متابعتها لأماكن وجودهم في مواقع التواصل الاجتماعي، وتوهمهم أنها وريثة ألمانية، وستحصل على ملايين الدولارات من عائلتها بعد حصولها على حصتها من الإرث.
وكانت آنا ديلفي تقوم بدعوة هؤلاء الأشخاص المهمين والأغنياء، لكنها تجعلهم يدفعون في الأخير، مدعية أن بطاقتها البنكية قد توقفت بشكل مفاجئ، أو أنها لم تتوصل للمال بعد من عائلتها.
كما أنها كانت تعتمد طرق مشابهة من أجل الإقامة في أفخم الفنادق، والأكل في أكبر المطاعم في مدينة نيويورك.
ومن أجل التأكيد على كونها شخصاً غنياً، بدأت آنا في إنشاء مشروع فني خاص بها، عبارة عن دار للفن ومطعم وفندق في الوقت نفسه. وقدمت مجموعة أوراقٍ مزيفة لأحد البنوك، بعد أن كسبت ثقة مديرها، وحصلت على قرض قيمته 100 ألف دولار، صرفت أكثر من نصفه من أجل تسديد الديون المتراكمة عليها.
وكانت نهاية قصتها بعد زيارتها لمدينة مراكش المغربية رفقة مجموعة من أصدقائها، إذ زعمت أنها من ستقوم بدفع تكاليف الرحلة، إلا أنها جعلت إحدى صديقاتها تدفع مبلغاً قدره 62 مليون دولار. وبعد أن رفعت تلك الصديقة دعوى قضائية ضدّها، تبين بعد ذلك حقيقة ديلفي وحقيقة عمليات النصب الأخرى التي قامت بها، والتي وصلت قيمتها إلى 275 ألف دولار أمريكي.
قصتها ألهمت نتفليكس
وقد ألهمت قصة آنا ديلفي منصة نتفليكس، وأصدرت مسلسلاً من 9 حلقات، حمل عنوان "Inventing Anna" شهر فبراير/شباط من سنة 2022، يروي سيرتها، من خلال صحفية في إحدى الجرائد الأمريكية كانت تبحث عن موضوع جديد، من أجل تحسين سمعتها بعدما كتبت خبراً تبين أنه خطأ، وكاد أن يدمر مسارها المهني.
وسلّط المسلسل الضوء على حياة آنا ديلفي بعد أن حطت الرحال في مدينة نيويورك، وتفاصيل محاكمتها، التي استغلتها من أجل أن تصبح شخصاً مشهوراً وحديث الإعلام، مع العودة إلى تفاصيل خاصة بمرحلة طفولتها التي مرت بظروف صعبة إلى حد ما.